“الوضع الإنساني” معايير حماية الأطفال.. الأهداف والمنطلقات
أطلق المجلس القومي لرعاية الطفولة واليونسيف وشركاؤهما في قطاع حماية الطفل المعايير الدنيا لحماية الطفل لتلبية حاجات الأطفال في السودان في يونيو (2013)م، وفي (2014)م أجرى الفريق سلسلة من المشاورات مع جميع الجهات الفاعلة، لتحديد (9) معايير لتتم مواءمتها في السودان.
ونتيجة لذلك نظم المجلس القومي لرعاية الطفولة والجهات الفاعلة لحماية الطفل ورشة المواءمة مع تمثيل من جميع الجهات الحكومية ذات الصلة والجهات الإنسانية الفاعلة، بفندق السلام روتانا أنهت أعمالها آخر الأسبوع الماضي، بعد مداولات استمرت على مدار خمسة أيام، لتطوير العملية وتحسين توعية برمجة حماية الطفل، ولتحقيق تأثير أكبر على الأطفال وتعزيز المساءلة في قطاع حماية الأطفال في حالات الطوارئ، وذلك تماشيا مع الإطار القانوني وثقافة السودان، علاوة على تحديد المجال المهني لحماية الطفل، خاصة أثناء حالات الطوارئ حتى تتيح الممارسات الجيدة والتعلم في مجال حماية الطفل حتى الآن.
قطاع كبير
وقالت الأمين العام لرعاية الطفولة آمال محمود إن قطاع الطفولة في كل العالم يشكل نهضة السكان، وفي بلد أرهقته النزاعات مثل السودان الأطفال هم الضحايا، لذلك أتت المواءمة من أجل بناء صرح جديد للاستجابة لظروفهم الإنسانية، موضحة أن حكومة السودان وقعت على المعايير الدنيا لحماية الطفل تلبية لحاجات الأطفال في السودان مع الشركاء في يونيو (2013)م، وتم تحديد (9) معايير لتتم مواءمتها في السودان.
الأوضاع الإنسانية
أوضحت التقديرات التي أوردها تقرير الورشة إلى أن هناك طفلاً من كل (4) أطفال يعاني في بعض البلدان من سوء المعاملة والاستغلال والعنف والإهمال، كما تشير التقديرات إلى أن ما بين (500) مليون و(1,5) مليار طفل يعانون من العنف سنوياً، ويتم اغتصاب (150) مليون فتاة و(73) صبياً في جميع أنحاء العالم أو يتعرضوا للعنف الجنسي في كل عام، غير أن هناك (115) مليون طفل يشاركون في الأعمال الخطرة. وفي الصراعات والأزمات وحالات الطوارئ يكون كلا من الفتيات والفتيان الضحايا الصامتين، بينما هناك العديد من القتلى أو الجرحى أو اليتامى هناك آخرون كثيرون ممن أضحوا نازحين أو انفصلوا عن أسرهم أو تم تجنيدهم كجنود أطفال أو تم استغلالهم في الإتجار بالبشر.
الحاجة إلى المعايير الدنيا
في العام (2010)م اتفق أعضاء مجموعة عمل حماية الطفل العالمية على الحاجة إلى معايير حماية الطفل في الأوضاع الإنسانية، وقد وضعت المعايير الدنيا لحماية الطفل في العمل الإنساني ما بين يناير عام (2011) وسبتمبر (2012)م، شارك في صياغتها أكثر من (400) شخص و(30) وكالة في أكثر من (40) بلداً، بما في ذلك الممارسين لحماية الأطفال والجهات الفاعلة من أكاديميين وصانعي السياسات.
المعايير الدنيا لحماية الطفل
جاءت أهداف المعايير الدنيا في العمل الإنساني لإرساء المبادئ المشتركة بين العاملين في مجال حماية الطفل وتعزيز التنسيق بينهما، وتحسين نوعية البرمجة لحماية الطفل وأثرها على الأطفال، بالإضافة إلى تجويد المساءلة في مجال حماية الطفل، وتحديد المجال المهني لحماية الطفل، وتوفير توليفة من الممارسات الجديدة والتعلم حتى تاريخه، فضلاً عن التمكين من مناصرة وتواصل أفضل حول المخاطر والاحتياجات والاستجابات في مجال حماية الطفل، وتحتوي المعايير على (26) معياراً (8) منهم عامة لتلبية احتياجات حماية الطفل، و(6) لضمان استجابة نوعية لحمايته، (4) لتطوير استراتيجيات ملائمة لحمايته، و(8) لضمان دمج حماية الطفل ضمن القطاعات الأخرى، واستخدام هذه المعايير من قِبل الذين يعملون على حماية الطفل أو المجالات ذات الصلة بالعمل الإنساني من أسر ومجتمعات ومخططين وصانعي سياسات ومنسقين ومانحين وأكادميين وغيرهم من الذين يعملون في مجال مناصرة الأطفال أو وسائل الإعلام والاتصالات، هو الغرض الذي وضعت من أجله هذه المعايير.
اليوم التالي