سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻫﻞ ﻳﻔﻴﺪﻩ ﺻﻮﻣﻪ ﻭﺻﻼﺗﻪ؟
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﺼﻮﻡ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺪﻡ
ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﺣﻜﻢ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ.
ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﻣﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﺎ – ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ – ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻦ ﻣﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪﻩ ﺣﻘﺎً، ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺷﻌﺎﺭ ﺩﻋﻮﺗﻨﺎ {ﺍﺩﻉ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺭﺑﻚ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﺟﺎﺩﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺣﺴﻦ } ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺮﺟﻮ ﻟﻠﻨﺎﺱ – ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ، ﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﻴﻒ ﺣﻴﻦ ﺃﺛﺨﻨﺖ ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻗﺘﻼ ﻓﻘﺎﻝ ” ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻫﺪ ﺛﻘﻴﻔﺎً ﻭﺃﺕ ﺑﻬﺎ” ﻭﺟﻮﺍﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻣﺬﻫﺐٌ ﻓﻜﺮﻱٌ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﻳﻔﺴِّﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ . ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ
ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﺇﻧﺠﻠﺰ، ﻭﺗﺠﺴﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺸﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺳﻨﺔ 1917ﻡ ﺑﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ؛ ﻓﺎﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻣﺬﻫﺐ ﺇﻟﺤﺎﺩﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻤﺤﺾ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ﻏﺎﻳﺔ؛ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﺒﺜﺎً ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﺗﺤﺘﻪ؛ ﻭﻳﺤﺮﻡ ﻣﻌﺘﻨﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ؛ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺎﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ.ﺍ .ﻫــــــــــــــ
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻓﺘﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻵﺗﻲ :
.1 ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺷﻌﺎﺭﻫﻢ: ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺜﻼﺛﺔ:
ﻣﺎﺭﻛﺲ ﻭﻟﻴﻨﻴﻦ ﻭﺳﺘﺎﻟﻴﻦ، ﻭﻧﻜﻔﺮ ﺑﺜﻼﺛﺔ: ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ .
.2 ﻓﺴﺮﻭﺍ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﻟﻴﺘﺎﺭﻳﺎ (ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ) ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺣﺴﺐ ﺯﻋﻤﻬﻢ ﺑﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻭﻟﻴﺘﺎﺭﻳﺎ .
.3 ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻧﻬﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺧﺎﺩﻣﺎً ﻟﻠﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻣﺴﺘﺜﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺷﻌﺐ ﻣﻈﻠﻮﻡ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻟﻴﺴﺘﻌﻴﺪ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺒﺔ!!
.4 ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ.
.5 ﺗﺘﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ.
.6 ﺇﻥ ﻛﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻟﺘﻐﻴّﺮ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﻫﻲ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
.7 ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻧﻌﻜﺎﺱ ﻵﻟﻪ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ .
.8 ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻹﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔِﻜﺮ، ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ .
.9 ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺁﺧﺮﺓ ﻭﻻ ﻋﻘﺎﺏ ﻭﻻ ﺛﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.
.10 ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﺯﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ.
.11 ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﻳﺒﺸﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ
.12 ﺗﺆﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺗﺴﻌﻰ ﻹﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻀﻐﻴﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ.
.13 ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺍﻟﺤﺰﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
.14 ﺗﻨﻜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺗﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻱ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ.
.15 ﻻ ﻳﺤﺠﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺸﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻏﺎﻳﺘﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺷﻴﻮﻋﻴﺎً ﺗﺤﺖ
ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ. ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻨﻴﻦ : ﺇﻥ ﻫﻼﻙ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺭﺑﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ
ﺷﻴﻮﻋﻴًّﺎ !!!!! ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻃﺒﻘﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﺑﻴﺪﺕ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺴﺎﺣﻬﻢ ﻷﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺴﺤﻮﺍ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺒُﺨﺎﺭﻱ ﻭﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺲ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﻀﻮﻱ ﺗﺤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹﺟﺮﺍﻣﻴﺔ .
.16 ﻳﻬﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻳﺤﻮﻟﻮﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺭ ﺗﺮﻓﻴﻪ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﻟﻠﺤﺰﺏ، ﻭﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺩﻳﻨﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻓﻬﻮ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ..17 ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺗﻮﺳﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ
ﺍﺣﺘﻠﻮﺍ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻭﺃﻓﻨﻮﺍ ﺷﻌﻮﺑﻬﻢ ﻭﺳﺮﻗﻮﺍ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻣﻘﺪﺳﺎﺗﻬﻢ.
.18 ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻹﺯﺍﺣﺔ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺰﺏ .
ﻭﻟﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻋﻮﺍﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﻣﻌﺘﻨﻘﻮﻩ ﺧﻴﺮﺍً ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻋﺠﺎﻑ، ﻟﻔﻈﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺗﻔﻜﻚ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻋﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﻳﻤﻮﻝ ﺩﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻟﻜﻦ ﻧﺎﺳﺎً ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﺴﺘﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﻪ ﻋﺎﺿﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ.
ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﻛﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﻨﺸﻮﺭ، ﻟﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﻗﺎﺳﻢ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺣﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻊ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﻂ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﻣﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ، ﻭﻻ ﺣﺮﺝ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻮﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﺩ ﻟﻠﺪﻳﻦ – ﻳﻬﻮﺩﻳﺎً ﻛﺎﻥ ﺃﻡ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴﺎ ﺃﻡ ﻣﻠﺤﺪﺍ – ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﻟﻠﻤﻨﺎﺩﺍﺓ ﺑﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﻜﺜﻮﺍ ﺣﻴﻨﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻳﺼﻤﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺭﻧﺎﻧﺔ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺿﻌﻮﻫﺎ ﻣﻌﻨﻰً ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؛ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺎﺻﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻌﻴﻦ – ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ – ﻭﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ – ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ – ﺑﻞ ﻳﺴﻮﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻥ، ﺩﻭﻥ ﺗﺪﺧُّﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺗﻘﻴُّﺪ ﺑﺄﺣﻜﺎﻣﻪ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻳﻐﻨﻲ ﺑﻄﻼﻧﻪ ﻋﻦ ﺇﺑﻄﺎﻟﻪ؛ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﻃﻮﻝ ﺁﻳﺎﺗﻪ – ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﺍﻳﻨﺔ – ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺑﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻳﻮﻥ، ﻭﺃﻥ ﺃﻃﻮﻝ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ – ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ – ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻭﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﻌﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﺔ ﻭﺍﻹﻳﻼﺀ ﻭﺍﻟﺼﺪﺍﻕ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺓ؛ ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﻛﻞٌ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ، ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺗﻨﺤﻴﺔ ﺁﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻞ ﺳﻮﺭﺍً ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺇﺑﻄﺎﻝ ﻣﻔﻌﻮﻟﻬﺎ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺴﻴﺎﺩﺗﻬﺎ؛ ﻣﻤﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺩﻉ ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺼﺮ ﻟﻘﻴﺼﺮ، ﻭﻣﺎ ﻟﻠﻪ ﻟﻠﻪ!!! ﻭﻗﻮﻝ ﺁﺧﺮﻳﻦ: ﻻ ﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ!! ﻓﺘﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻮﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ (( ﺃﻓﺘﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﻜﻔﺮﻭﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﻤﺎ ﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻜﻢ ﺇﻻ ﺧﺰﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﺮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﺎﻓﻞ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ )) ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ (( ﻛَﻤَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻤُﻘْﺘَﺴِﻤِﻴﻦَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺟَﻌَﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥَ ﻋِﻀِﻴﻦَ . ﻓَﻮَﺭَﺑِّﻚَ ﻟَﻨَﺴْﺄَﻟَﻨَّﻬُﻢْ ﺃَﺟْﻤَﻌِﻴﻦَ . ﻋَﻤَّﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ . ﻓَﺎﺻْﺪَﻉْ ﺑِﻤَﺎ ﺗُﺆْﻣَﺮُ ﻭَﺃَﻋْﺮِﺽْ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ . ﺇِﻧَّﺎ ﻛَﻔَﻴْﻨَﺎﻙَ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﻬْﺰِﺋِﻴﻦَ . ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺠْﻌَﻠُﻮﻥَ ﻣَﻊَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻟَﻬًﺎ ﺁﺧَﺮَ ﻓَﺴَﻮْﻑَ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ )) ﻭﻟﺌﻦ ﺳﺎﻏﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻣﺤﺮﻓﺔ، ﻭﻷﻥ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﻴﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ؛ ﻭﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﺮﺑﺎً ﻻ ﻫﻮﺍﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﻣﺘﻜﺎﻣﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﻻ ﺗﺴﻮﻍ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺤﺎﻝ؛ ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺷﺎﻣﻞ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻳﻠﺒﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ، ﻭﻧﺼﻮﺻﻪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ (( ﻭﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺒﻴﺎﻧﺎً ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﺪﻯ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻭﺑﺸﺮﻯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ )) ﻭﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﺑﺈﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ .
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﻟﻤﻄﻮﺏ ﻣﻨﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻭﻳﺼﻮﻣﻮﻥ ﺃﻥ ﻧﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻓﺴﺎﺩ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ﻭﺑﻄﻼﻥ ﻣﻌﺘﻘﺪﻫﻢ، ﻭﺃﻥ ﻧﺠﻬﺪ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻣﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻥ ﻻﺯﻡ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺬﻫﺐ، ﻭﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺟﻬﻠﻪ ﺑﺪﻳﻨﻪ ﻭﺇﻫﻤﺎﻟﻪ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺘﺴﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻤﺎ ﺯﻫﺪﻩ ﻓﻴﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺪﻉ ﺑﺰﺧﺮﻑ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﻨﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺬﻟﻮﻧﻬﺎ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌِﺬﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻨﻮﻧﻪ ﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﺃﻋﻤﻞ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ﻟﻌﻠﻢ ﻓﺴﺎﺩ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻫﺬﺍ ﻭﻣﻦ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﺷﺄﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺭﺑﻪ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﺍً ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺳﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻜﺮﺍً ﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻼ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﺻﻼﺓ ﻭﻻ ﺻﻮﻡ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﺟـﻼﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺣﺮﻡ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﺨﻤﺮ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻣﺴﺎﻭئها، ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻳﻜﻔﺮ ﺑﺒﻌﺾ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
.3 ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ
8 ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻹﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔِﻜﺮ، ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ .
18 ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﺍﻻﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻹﺯﺍﺣﺔ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺰﺏ .
وهذا ما فعلته حكومتكم الموقرة مع كل من خالفها ، مسلما كان أم كتابيا .
فلقد حكمتم على أنفسكم يا شيوخ الضلال