منوعات

تقليعة جديدة في جذب الزبائن بالاسواق

[JUSTIFY]وسط ضوضاء سوق جاكسون بالخرطوم يجلس الشاب أحمد لعرض بضاعته بصمت بينما الآخرون يفترشون بضائعهم ويسوقونها على أنغام مكبرات الصوت على شاكلة «يا ماشي تعال غاشي»، و«يا بعيد قرب قريب»، و« أبو عشرين قلب بعشرة».. مفارقات غريبة.. الطريقة التي يتبعها أحمد في عرض بضاعته أبهرت رواد موقف جاكسون من الجنسين وأجبرتهم على الوقوف إما لمشاهدة ما يقوم به أو شراء سلعته..

الكثيرون أعجتهم الطريقة التي تسوق بها البضاعة مما دفعت بعضهم إلى دس أيديهم في جيوبهم لشراء المعروض ببضع جنيهات.. «آخر لحظة» أستوقفتها المفارقة في عرض من قبل الشاب أحمد وسرعة جذب الزبائن من المواطنين أدوات المطبخ «قرقارة وفرامة وقشارة وقطاعة» أوجدت فرصة عمل للشاب تدر عليه أموالاً تكفيه حاجته.

طريقة متحضرة:
في الطريق المؤدي إلى موقف جاكسون بالخرطوم اختار الشاب أحمد لنفسه موقعاً وهو يجلس على بضع «طوبات» جلبها من أحد المباني التي شيدت حديثاً، وأمامه جوال بلاستيكي يستخدمه للترويج لسلعته وإلى جانبه أكياس مليئة «بالكوسا والخيار والبقدونس والجزر»، يسوق أحمد لبضاعته «بيان بالعمل» بمجرد جلوسه يقوم بإحضار الخضروات التي جلبها ويبدأ بتقشيرها أمام المارة لا يكثرث كثيراً بأسئلة الزبائن في الوقت الذي يقوم معاونه بشرح وإجراءات البيع.

الهجرة إلى السودان:
يقول أحمد إنه دخل السودان هارباً من جحيم الحرب والبحث عن عمل في الأراضي السودانية، وأوضح أنه فضّل السودان على دول كثيرة لأنه يسمح للوافدين السوريين دخول أراضيه من غير تأشيرات .. ويبدو أن الوضع الاقتصادي الطارد لكثير من السودانيين إلى دول المهجر لم يثنِ الشاب أحمد ورفيقه عن البقاء وإيجاد فرصة عمل وتطويع المستحيل.. ووصف أحمد وضعه لحظة وصوله إلى السودان بأنه تعب كثيراً في البحث عن وظيفة تعينه على شظف العيش.

فكرة العمل:
قال أحمد إن فكرة عمله نبعت من خلال تطوافه في السوق للبحث عن عمل.. فقد لاحظ شغف النساء السودانيات بالطبخ واقتناء أدوات الطبخ.. فوجد أن بعض أدوات تقشير الخضار لم تصل إلى السودان فقام باستجلاب كميات كبيرة منها بغرض التجارة.. ففكر في بيعها بالجملة فلم تلقَ رواجاً بالتالي فكر في طريقة عرض تجذب المواطنين وتدر عليه أموالاً.

أوقات عمله:
يتصيد أحمد زبائنه عند انتهاء الدوام الرسمي للعمل ويقوم بعرض بضاعته من الثالثة ظهراً إلى السادسة مساء حيث يقوم بتنظيف الخضار الذي جلبه من السوق ورصه في صورة هندسية رائعة تجبر المارين على الشراء.. وذكر أنه استهدف من عمله شريحة النساء فوجد أن للرجال النصيب الأعلى في تسويق بضاعته.. ووصف طريقة العرض التي يقدم بها منتجه بالمقنعة بأن الزبائن عندما يشاهدون ما يقوم به يطلبون السلعة التي يريدون دون مساومة في السعر أو مفاصلة.

مطاردة:
وبرر أحمد عدم وجوده في مكان واحد إلى الحملات التي تنفذ ضد الباعة الجائلين مما يؤدي إلى عدم استقراره في مكان واحد.. وأوضح أحمد أنه يقوم بالتطواف على جميع أسواق العاصمة لعرض بضاعته التي وجدت إقبالاً كبيراً من المواطنين.. وقال السودان به فرص عمل لمن أراد أن يعمل.

مصير الخضار:
يقول أحمد إنه بعد الانتهاء من تنظيف الخضار الذي استخدمه في الترويج لبضاعته يقوم بغسله وتوزيعه للمساكين للاستفادة منه ويكون بذلك ضرب عصفورين بحجر إطعام جائع ووفر لنفسه كسباً حلالاً.

مودة عبد اللّه
صحيفة آخر لحظة[/JUSTIFY]