منوعات

لعب عيال” ما بين البلي والبلاي استيشن.. سرعة الانتقال إلى العالمية

هي سلسلة متلاحقة من السفر والأُنس مع كل كلمة من كلمات اللغة، في كل مرة نحقب أمتعتنا في رحلة مختلفة وفريدة صوب الأنيق من الكلمات ناجزة الوصف، نتحقق منها، نسوح في رحابها، نستنشق عبيرها، ونتذوق طعمها اللذيذ.. (اليوم التالي) تصطحبكم هذه المرة في رحلة جديدة مع (اللعب) ونحدد محور تعريفنا فيما يخص لعب الأطفال، لذا نرجو الانتباه واصطحاب الأطفال.

تعرف يا عمو أنا لما أصبح سارق سيارات كبير وأقتل المارة ستطاردني الشرطة وتخصص لي كاميرات المطاردة من الجو. هكذا كان يتكلم معي الطفل ذو الستة أعوام، وكان يتحدث عن لُعبة بعينها في الـ PlayStation، كان يتحدث بمتعة كبيرة ومخيفة في ذات الوقت، أي قيمة تترسب في عقل هذا الصغير من هذه الألعاب الخطرة، ربما يتكون لدينا في المستقبل جيل ينقل هذا الألعاب إلى الواقع مستقبلاً، لذا نجو الحذر.

تعريفات

مع مرور الوقت وتبادل الأزمان ترسبت مفاهيم كثيرة لقيمة واحدة وهي اللعب مما تشكلت نظريات تؤطر وتبرر لقيمته، فمن هذه النظريات نظرية الطاقة الزائدة لأن كل كائن حي تتولد لديه طاقة تزيد بمرور الوقت، فيصبح التخلص منها مهماً بالضرورة، خصوصاً وأن الأطفال ليس لديهم عمل شاق يقومون به، وكذلك النظرية التلخيصية لحياة بيئة الطفل وعاداته. وكذلك نظرية الإعداد للحياة، بالإضافة إلى تحقيق اللذة، وهذا ما اتجه إليه ( فرويد) في تفريقه بين اللعب والعمل, فيرى أن اللعب يصاحبه إشباع مباشر يطلق عليه (مبدأ اللذة) بينما العمل، الموجه يتخذ أساسا له مبدأ الواقع والحقيقة أما إذا كان مصحوبا بلذة، فإن ما يميزه عن اللعب. هو أن اللذة تصاحبه دون أن تكون غاية له، إذ الغاية في هذه الحالة تكون خارجة عن الذات.

انتقال خطر

حدثت في الآونة الأخيرة نقلة خطرة من خارج أسوار البيت السوداني إلى داخله، فقديماً كان منتهى طموحات الأطفال، عجلة، كرة قدم، بلية، علبة نيدو ينجز بها لوري صغير، كان اللعب كله خارج المنزل، مما يتيح للأجزاء الطرفية من الجسم الحيوية والنشاط والاندماج مع مكونات المجتمع الصغير والبيئة المحيطة، وشيئاً فشيئاً انتقل اللعب إلى داخل البيوت ومن ثم إلى شاشات الكمبيوتر (كمبيوتر صخر)، (الأتاري) ومن ثم PlayStation، ولعب الهواتف النقالة إلى أيدي الأطفال، مما تسببت في كثير من العلل كالوحدة، وإرهاق الزهن الزائد للأعصاب المركزية التي يتمثل فيها أعلى إنتاج للعمليات العقلية والتفكير، وكذلك وضعف النظر والكثير من المخاطر المعقدة في حياة الطفل الصغير، هو يريد أن يلهو وحسب دون أن يعي الفرق ما بين البِلي والبلي ستيشن.

وصفة طبية

وليد سليمان طبيب بمستشفى رويال كير يقول أول مشكلة تواجه الطفل الذي يمارس الألعاب الإلكترونية إنه سيصبح منزوياً بعيداً عن المجتمع، ويصبح ليس لديه علاقات اجتماعية ثانياً الإدمان، سيصبح مدمناً للألعاب الإلكترونية بالجلوس المتكرر أمام جهاز كمبيوتر لفترات طويلة، المعلوم بالضرورة أن من أهم فوائد اللعب، الحركة وجريان الدم وتجديد النشاط وهذا ما تفتقده الألعاب الألكترونية بالطبع، بالإضافة إلى أن الجلوس يؤثر في العيون وفي درجة التركيز، أضف إلى ذلك أن من الأولويات التي يجب أن توضع في الاعتبار أن تجمع اللعبة ما بين الحركة العضلية والعقلية لمساعدة الأطفال في النمو العضلي والعقلي معاً، حتى نتمكن من تربية الطفل تربية سليمة، فاحتكاك الطفل مع الأطفال الآخرين يقلل من خطر إصابته بـ فوبيا الخوف والشجاعة الأدبية والاندماج مع المجتمع عندما يكبر

اليوم التالي