كيف يؤثر صندوق البريد الإلكتروني على صندوق الاقتراع؟!
بداية من انتخابات العام 2010م دخلت وسائل التواصل الاجتماعي كعامل مهم في احتدام الحملات الانتخابية، وفي التعريف ببرامج المرشحين، ليس ذلك فحسب فحتى “فرملة” مرشح أو حزب يمكن أن تتم في العالم الافتراضي من شاكلة تداول سلبي في صناديق البريد بـ “فيسبوك” لكن غالباً ما يدفع ثمنه المرشح في صندوق الاقتراع.
الوطني يتمدد
كما في الأرض تماماً ينشط حزب المؤتمر الوطني في قيادة حملة إلكترونية محمومة لإعادة ترشيح مرشحه لمنصب الرئيس، المواطن عمر حسن أحمد البشير.
وتظهر صور ملتقطة لمناصرين للبشير بمعية أوراق مكتوب عليها هاشتاج داعم للبشير #عمر_البشير في مواقع التواصل الاجتماعي. الصور التي تضم فئات مختلفة من المجتمع، غزت بداية من الأسبوع المنصرم شبكات التواصل الاجتماعي وذلك عشية انطلاقة الحملة الانتخابية.
وتوجد صفحات عديدة في “فيسبوك” لترشيح البشير لدورة جديدة، وأكثر هذه الصفحات رواداً هي صفحة “الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير” والتي تتوشح بعبارة “لعن الله من لعن العمرين” في مقاربة واضحة بين عمر البشير والخليفة الراشد عمر بن الخطاب. وتحوي الصفحة كل أنشطة البشير الانتخابية بالصورة والفيديو كما تضم أشهر مقولاته.
في المقابل تنشط المعارضة التي قررت عدم خوض الانتخابات في حملة شرسة لحض الناس على مقاطعة الانتخابات في حملة أطلقت عليها “ارحل”.
حملات حداثوية
حالياً؛ تصل إلى بريد رواد شبكة التواصل الاجتماعي “واتساب” كثير من الرسائل الترويجية لصالح دعم مرشحين بعينهم في انتخابات أبريل 2015م.
وفي ثنايا أغنية مموسقة يحث أحمد أبو القاسم هاشم الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي السوداني المايوي، ناخبي الدائرة القومية (2) دنقلا لمنحه أصواتهم.
الأغنية التي تعبر عن برنامح هاشم تقول كلماتها (عشان الريف يكون مخضر وديمة وريف/ عشان الصحة لطفلاً حزين وأسيف/ انت ولدنا/ تبني بلدنا/ معاك يا قاسم إحنا نقيف).
كذلك؛ يحوم شعار طريف هذه الأيام مع صورة لمرشح الدائرة (1) الشرقية بولاية كسلا، حيث يدعو أركا محمد صالح الناخبين للتصويت لصالح التفاحة، ويتعهد لمن يفعل ذلك بـ (التفاحة من أجل الراحة)!
غير مكلفة
لا تكلف الحملات الانتخابية في وسائط التواصل الاجتماعي عدا معرفة بسيطة بتقنيات الجوال، وهاتف متصل بشبكة الانترنت، ثم ما هي إلا دقائق حتى تطبق رسالتك الآفاق.
وعادة ما يلجأ المرشحون الذين لا يستندون إلى رصيد مالي ضخم، لوسائل التواصل الاجتماعي لتعويض عجزهم عن مكاتفة المرشحين الميسورين على الأرض.
من هؤلاء جملة صحافيين يستندون على أقلامهم فقط لا غير، ولكنهم قرروا خوض غمار التجربة في داوئر لطالما دارت فيها الدوائر السياسية كدائرة الصحافة التي شهدت سقوط د. حسن عبد الله الترابي في انتخابات العام 1986م.
ولذا قرر الزميل زهير عثمان خوض الانتخابات على الأرض، ولكم مع صبّ تركيزه على حاسوبه وذلك بكسب قاعدة الشباب والفئات المستنيرة القابعة أمام شاشة الكمبيوتر، أو خلف شاشات الهواتف النقالة.
لا جدوى
يقلل خبراء من قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على حسم نتيجة الانتخابات، ومع أن انتشار الهواتف الجوالة يشكل ظاهرة في السودان، فإن ارتياد شبكة الانترنت لا يزال ضعيفا مقارنة بالعدد الكلي للسكان أو غالبية الناخبين ممن تتفشى الأمية بين ظهرانيهم.
مصدر شكوى
ستكون وسائل التواصل الاجتماعي مصدر شكاية كبيرة من قبل المشاركين في انتخابات 2015م، وذلك لعاملين: أولهما أنها تستخدم في إدارة حملات قذرة ضد بعض المرشحين، حيث تصبح محلاً لبث شائعات هدفها الحيلولة دون فوز حزب ومرشحيه بالانتخابات. وثانيهما أن شبكات التواصل الاجتماعي لا تعبأ عادة بمرحلة “السكت الانتخابي” المقررة من قبل المفوضية القومية للانتخابات.
وحددت المفوضية يومي 11 و 12 أبريل أياماً للسكت الانتخابي، وهي فترة يمنع على المترشحين القيام فيها بكل عمل يمكنه التأثير في اختيارات الناخبين.
وبحسب قوانين المفوضية فإن الاخلال بهذا الشرط يدفع بصاحبه للوقوع تحت طائلة العقوبات الجزائية التي تفرضها المفوضية، ولكن ذلك مما لا تلقي له الحملة الانتخابية في “واتساب وفيسبوك” بالاً بالمرة.
صحيفة الصيحة