احمد دندش

الخميس…(صفقة ورقيص).!


يحظى يوم (الخميس) بموقع مميز جداً في خارطة المسلسلات والافلام المصرية، فعندما تستمع لعبارة (النهار ده الخميس)، عليك فوراً ان تلملم اعين اطفالك (الشواطين) من الشاشة، فماسيأتي بعد ذلك من حديث او مشاهد، ربما لايتناسب على الاطلاق مع اعمارهم ولا إهتماماتهم-في تلك السن-.
ولعل احتفاء السينما المصرية بـ(الخميس) كيوم سعيد بالنسبة للزوجين او حتى بالنسبة للباحثين عن (الشقاوة)، انتقل بسلاسة وبسرعة رهيبة للمجتمع السوداني، وصار (الخميس) عند السودانيين ايضاً يوم حافل بالكثير من الحكايات والقصص، ويكفي ان تمر بجانب اثنان يتحدثان في شئون الزوجية لتستمع الى العبارة الاشهر: (يازول…الليلة الخميس…مافي اي طريقة للكوتشينة)..وبالطبع انت لست بحاجة للكثير من التدقيق لتعرف (لماذا لاتوجد كوتشينة هذا المساء).!
وتخصيص يوم (الخميس) ضمن خانة (الشقاوة)، لم يقتصر اطلاقاً على الزوجين وانما انتقل بسرعة اكبر كذلك الى (العزابة) والذين هم ايضاً يقدرون جداً هذا اليوم، وينتظرون حلوله بفارغ الصبر لكي يفرغوا مابداخلهم من (كبت اسري) ومن (عقد عاطفية)-ان وجدت- وذلك عبر جلسات ونسة و(ضمنة) ربما لاتنتهي الا مع ساعات الصباح الاولى.
(الخميس) كذلك و-للعجب- انتقل ايضاً من خانة (الشقاوة) داخل المجتمع السوداني واصبح من ابرز الايام التى يختارها المقبلين على الزواج لإقامة حفلات زواجهم، كما ان اجور الفنانين ارتفعت وبسرعة خرافية في هذا اليوم تحديداً، وصار (عداد يوم الخميس) هو الاعلى، وصار فنان (يوم الخميس) كذلك يحتاج لمواصفات خاصة جداً، فيما اصبحت العاصمة تردد العبارة الاشهر: (الخميس…صفقة ورقيص).!
جدعة:
في احد الافلام المصرية استمعت لعبارة: (النهار ده الخميس…وكلو بيهيس)، وفي ذلك اشارة واضحة للموضع الغريب الذى بات يقبع عليه ذلك اليوم، بينما لاازال اذكر ذلك الآفيه المصري المثير للجدل: (الخميس عيد ميلاد ابليس).!..ذلك الآفيه الذى اطلقه بواب عمارة في احدى الافلام وهو يستقبل احد ساكني العمارة وبيده اليمني (راديو)، بينما تتراقص على يده اليسرى (مُزه).!
شربكة أخيرة:
اعزائي…يوم الخميس هو احد ايام الله السبع التى يجب ان نقدرها ونمنحها القليل من الانصاف، فأنا شخصياً اعتبره يوماً مظلوماً وبشدة، خصوصاً في مسآلة (الشقاوة) هذي…وذلك على ذمة العديد من اصدقائي (المتزوجين).!