احمد دندش

النقد (المؤسس)…(كم طابق) يا اخينا..؟

غريب أمر هؤلاء النجوم في كل القطاعات المختلفة، سواء كانت فنية أو رياضية أو ثقافية أو حتى إعلامية؛ فكل هؤلاء يؤمنون بمقولة واحدة وهي (لايوجد نقد مؤسس وهادف). ظللت طوال السنوات الماضية أتابع حوارات لبعض النجوم، وأجد تلك العبارة لا تزال قيد التناول، لتصبح بذلك مثل الاتفاقية التي يتداولها أولئك النجوم فيما بينهم، لـ(هرد مصران الصحافيين)، ولتثبيت شعار يسري دائماً وهو: (لا يوجد نقد مؤسس).!
سؤال صغير يا أستاذ او يا أستاذة، هل يمكن أن تُعَرِّفا لنا ما هو النقد المؤسس؟. وبالتأكيد ستجيبونا وببساطة أن النقد المؤسس هو الذي يُناقش الحقائق المتوفرة في تخصص الشخصية، ويبتعد تماماً عن كل ماله علاقة بالممارسات الخاصة و…و…إلخ. لكن الغريب في الموضوع أننا، وعندما نتناول تجربة أي فنان وننتقدها وفق (الحديث أعلاه)، دون أن نمس أية سلوكيات خاصة به، نواجه نفس العبارة أعلاه: (دا نقد ما مؤسس).!
وقبيل سنوات قامت الدنيا ولم تقعد بعد أن انتقدنا الفنانة الشابة (أفراح)، وقلنا أن العم قدور ظلمها بإطلاقه لقب أكبر بكثير من إمكانياتها، وخرجت علينا آنذاك بعض الأقلام ووصفتنا بأننا هواة (تكسير مجاديف)، ونحمد الله أن تلك الأقلام لم تتهمنا بشيء آخر يتم تكسيره.. كـ(الثلج) مثلاً. لكن الأغرب والأكثر دهشة هو أن هذا الاتهام الأخير ـ كسير الثلج ـ واجهنا مؤخراً ونحن نُشِيد بذات الفنانة بعد أن نظمت حفلاً جماهيرياً ودشنت ألبومها الأول؛ ما يعني أن من يرددون العبارة الجوفاء ونغمة (النقد المؤسس) هؤلاء هم، في الأصل، لا علاقة لهم بالنقد، وهم في الأساس رافضون لمجرد فكرة (النقد)، سواء كان (مؤسساً) أو خلافه.
ما نودّ أن نقوله اليوم أن عبارة: (لا يوجد نقد مؤسس) تلك، أصبحت، بصراحة، تصيبنا بالغثيان وبـ(القرف)؛ فكل من تحاول أن توجه إليه بعض النصائح يتهمك بأنك تستهدفه شخصياً، وبالتالي أنت (لا تنتقد انتقاداً مؤسساً)، مع العلم أنك انتقدته في تخصصه، ولم تنتقد وضعه لدولاب ملابسه على (الغرفة الخلفية)، أو بالعدم ألوان ملابسه.!
جدعة:
على كل نجم مجتمع أن يعرف أن (النقد) هو أداة للتقويم، وليست للهدم، وأن يتعامل مع أي نقد بفهم متقدم يجعله يستفيد منه، بدلاً من أن يسارع إلى التقليل منه بالعبارة الأشهر في السودان: (ياخي دا ما نقد مؤسس).!
شربكة اخيرة:
قال (مؤسس) قال.. (يعني لي كم طابق يا أخينا)..؟