فإن أصابت من عقلك أو قلبك هوى فأرسلها للعشاق والصالحين
* كل الذي حدث أن العم الوقور طلب من ابن أخيه الشاب ألا يرقص في وسط البنات فهن لا يرغبن في ذلك ولا الأعراف فإذا بالشاب يجلي سرواله ويخرج سكيناً ويقتل العم المسكين وسط دهشة الجميع وبعد لحيظات فقط يحيل هذا الشاب الفظيع كل أفراح قرية (مسك) بريفي مصنع حلفا الجديدة إلى مآتم ويحول بيت والده إلى دار من العقوق والسوداوية. لم يجهد القاتل نفسه بتبرير غير كلمة فالتة طالحة (بأن تصرف العم قد استفزه).
* وعليه فالبرقية إلى كل الأعمام والأخوال والجدود والحبوبات بالله عليكم لا ترسلوا أحداً لطلب ماء أو قرى إلا لمن هو في سنكم فإن المراسيل من الكبار في هذا الزمان البائس أصبحت استفزازاً يدعو للقتل العمد.
* هنالك ملايين من الشباب والطلاب والصبيان وهنالك (النيل الحدادي مدادي) وبقية النهيرات المنتشرة في طول بلادنا وعرضها ومع هذا فإن صراخ الآباء والأمهات والمعارف يتصاعد (يوماتي) وحق لهم تجعلوا أبناءكم يذهبون للنهر فهنالك يتربص بهم الغرق.. لأن المقررات النظرية وحدها لا الواقع هي التي تأمرهم بتعلم السباحة والرماية وركوب الخيل.. وقال العارف إن الخيل والسباحة والرماية في بلادنا مثل الزراعة نحتاجها ولا نتعلمها. فمن يا ترى الذي (يقرع) الغرق والجوع أو الذي يقرع ناقوسها.
* كلمة الفريق قوش بمروي ونائب الدائرة لا محالة كلمة تستحق القراءة المتأنية والكثير من الفحص والتحليل لأن فيها الكثير من الواقعية والمحاذير والنصيحة.. ومن النصائح مطالبته لقيادات الانقاذ بالكف عن الطعان واللعان.. وكان يرجو أن تتم الانتخابات في ظرف أوفق من هذا وكشف أن هنالك قيادات بالوطني ضد الحوار وقال المرافق والشاهد أن المناصرين بالمنطقة والمسافرين من الخرطوم أكلوا الثريد والبركاوي وشربوا (الشربوت) النبيذ الحلال واستمتعوا بدليب وطمبور النصري وبشاشة (الشوايقة) المعهودة. أما تعليق بقية أهل السودان فهو أن أي دائرة لا يدور فيها صراع حقيقي حول البرامج والرجال تصبح مثل (الامتحان المكشوف) وأن تمسكت لجنة إمتحانات وانتخابات السودان بأن السرية مثل العديلة (تقدموا وتبراهو). ومن الغرائب أن أول المحبطين من مثل هذه المعارك السهلة والسائلة النائب نفسه فأهل التخابر وإن إنقادت لهم الغايات بسلاسة فهم يعقدون ويصعبون الوسائل حتى يقول لأنفسهم سراً (وتؤخذ الدنيا غلابا)
* ضبطوا 280 مطعماً بالخرطوم تستعمل مواد غير صالحة.. وضبطوا سكر منتهي الصلاحية والزبائن بالصفوف بطلبات (التيك أوي) وإذا استمرت الحال على ما هي عليه فإن الإنسان السوداني (منتهي الصلاحية) بالروشتة الظاهرة على جبينه سوف يضطر أن يؤجر بصات و(حافلات الدنيا) ليقف في شرق الله (البارد) الممتد ويطالب صاحب الشأن بارجاع البضاعة إلى المنشأ أو الجهة (غير المعلومة) فالمسكين يخافها في زمانها ومكانها من أن تكون هي أيضاً فاقدة الصلاحية مثله ومعروفة (الوكيل) المعتمد.
* أعجبتني طرفة (المخدرين والواهمين) الذين قاموا بايجار عمارة من عدة طوابق وكتبوا عليها (شركة الخيرات للدواجن) دخل أول زبون فقابله (المسطول) الأول فطلب منه 3 كيلو دواجن فقال له (حية أم مذبوحة)؟ أجاب الزبون مذبوحة فأخطره معتذراً بأن المذبوح بالطابق الثاني صعد الزبون للطاب الثاني فقابله (المخدر) والشريك الثاني فسأله عن الدواجن المذبوحة فسأله كاملة أم معدة أي (مقطعة) بالسوداني. فقال له (كاملة) فقال إن الكاملة بالطابق الثالث.. الزبون المسكين أضطر للصعود حتى الطابق الثالث وقد أمتلأ غضباً وعرقاً وقف مجهداً وقال إنه يريد دجاجة مذبوحة وكاملة فقال له هل تريدها مبردة أم مجمدة فقال مجمدة فقال له إنها بالطابق الرابع وعندما وصله بعد جهد وإعياء مضاعف وقد كتم غيظه قال إنه يريد الدجاجة المذبوحة الكاملة المجمدة فقال له هل تريدها سادة أم بالتوابل قال بالتوابل فنصحه بالطاب الخامس.. فكر الزبون وقدر هل ينزل أم يصعد الخامس توكل على الحي الذي لا يموت وصعد الخامس فلقيه المسطول الأكبر وعندما سأله عن الدجاجة المذبوحة الكاملة المجمدة المتبلة.. قال المسطول وهو يرسم ابتسامة (نص كم) فرحة وساخرة والله يا أخي أنا متأسف جداً أصلاً هذا المبنى ليس له أي علاقة بالدواجن.. لكن بصراحة رأيك شنو في فن الإدارة والسيستم System (الخرافي دا). وبالرغم من أن هذه الطرفة هي بعض الوضع السياسي الراهن إلا أن وقعها على النفوس سوف ينزل برداً وسلاماً عندما يعلن دكتور الأصم النتيجة ويضيف جملته المتفردة (لكن بصراحة رأيكم شنو في فن الإدارة والسيستم الخرافي دا).
* مصر لا تحتاج لعاصمة إدارية جديدة تكلف 50 مليار دولار عاصمة يمكن أن (تنهيها) اسرائيل في مائة طلعة جوية بمساندة الناتو وبعض الدول الشقيقة مصر محتاجة لإدارة مشاريع زراعية منتجة بفيوضات عظمى مصر محتاجة لمشاريع صناعية عملاقة وفوق هذا مصر محتاجة لمشروع قومي نهضوي فكري علمي يجمع شمل العالم العربي والأفريقي والآسيوي وأمريكا الجنوبية ويقف كتفاً بكتف مع أمريكا وأوربا لمصلحة الإنسانية.. ومثل هذه المشروعات تحتاج لطليعة والطليعة للأسف تم تهجيرها أو تدجينها أو لثورة ثقافية والثورة الثقافية اعتقلت في سي دي غامض ودهاليز.. مصر تحتاج لنفسها فإذا وجدتها طلب منها الآخرون المساندة لا العكس.. وهانحن نكتب حبنا عبر أحلامنا فمن شاء فليحسبه برنامجاً ومن شاء فليحسب شعراً أو جنوناً فهذا زمان يحتمل الشعر الحر والجنون الحر ولا يحتمل الفكر المقيد.
* بدأت المعارك الحية في بعض الدوائر الساخنة التي قرر فيها المستقلون إدارة معركتهم حتى النهاية والمتابع لمثل هذه الدوائر الساخنة وغيرها من (المبردات) (والمجمدات) سيكتشف بسهولة أن بعض الدوائر بالحراك الذي يديرها هي بحق وحقيقة (جامعات مفتوحة) وأن بعض الدوائر بالموات الذي يغشاها هي بحق وحقيقة (شقق مفروشة). ومن الهدايا * قال لهم شيخهم كفى الآن إمسكوا وأرفعوا أيديكم عن الطعام فقالوا له يا شيخنا إنه (مجرد ماء فول وخبز) وقليل من الزيت قال إني لا أعني متعة الطعام ولكني أعني متعة الشبع فأمسكوا عنه وأسترسل قائلاً لا تجلسوا لطعام إلا نهضتم عنه محبين مثل ساعة الإقبال عليه فإن الشبع يقوي الشهوات ويستدعي الأدواء والخمول فقد روي أن إبليس ظهر ليحيى عليه السلام فرأى عليه معاليق من كل شيء فقال له: يا إبليس ما هذه المعاليق؟ قال هذه هي الشهوات التي أصبت بها ابن آدم فقال يحيى فهل لي فيها من شيء؟ قال: ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وعن الذكر. قال: فهل غير ذلك؟ قال لا: الله عليّ أن لا أملأ بطني من الطعام أبداً فقال له أبليس: والله عليّ أن لا أنصح بعدها مسلماً قط.. قالوا ومن يومها أمسك إبليس من تنبيه المؤمنين عن أخطائهم وضعفهم ساداً عليهم طريق الانتباه.