احمد دندش

(خديجة)…أم مثالية (غير مُعلنة).!


*نحتفل اليوم بـ(عيد الأم).
*وقبل يومين يخطف الموت منا أماً شريفة وعفيفة اسمها (خديجة) تعمل بائعة (بليلة) بالقرب من موقف شروني.
*تلك الأم (الصابرة) التى انهارت عليها (شجرة دوم) كانت تظلها وهي تعمل.
*كان مؤلماً جداً أن تكون ذات الشجرة التي ظللتها من الهجير، هي نفسها من قست عليها، وخطفتها من أطفالها وحرمتهم تذوق نكهة (عيد الأم).
*نعم…ماتت (خديجة) وهي توفر القوت لأطفالها، وهي لعمري (أشرف) نساء الأرض.
*اختارت أن تطلب الرزق من رب العباد، الذي لا يظلم عنده أحد، واختارت أن تجلس تحت تلك الشجرة طالبة الظل، ولم تكن تدري أن (الظل غدار).
*ماتت خديجة…وهي تمنحنا درساً إضافياً في كيفية التصدي للمسؤولية…وفي كيفية أن تكون إنساناً (شريفاً) (نظيفاً) تأكل من عرق جبينك.
*ماتت خديجة أمام طفلتها الصغيرة التي جاءت في ذلك اليوم لتشهد رحيل والدتها، بدلاً من أن ترافقها وتساعدها في جلب أواني (البليلة) الفارغة.
*ماتت خديجة…والبعض لازال يحدثنا عن (تجاوزات) بائعات الشاي.
*أرجوكم أن تستحوا…وأن تمسكوا عليكم ألسنتكم منذ اليوم، فالرد جاء قاسياً عليكم وعلينا من امرأة بسيطة اسمها (خديجة).
*تتحدثون عن القيم والمثل والأخلاق…وتنسحبون عندما يأتي الحديث عن (المعاناة).
*أي عدل هذا…وأي رسالة تلك..؟
*عزيزتي (خديجة)…فلتنمي هانئة في مرقدك…فلأطفالك رب يحميهم ويرزقهم.
*سؤال…لماذا لا نكرم (خديجة)..؟
*سؤال آخر…لماذا لا تكرم شركة (زين) بائعة (البليلة) خديجة مساء اليوم..؟
باص أخير:
*عزيزتي (خديجة)…(والله مسخت علينا عيد الأم).