ود المهدي وعرمان والسر قدور وجبريل وآخرون
* الأخ الإمام الصادق المهدي
دون أن تقيم تضريبات محكمة لكل الذي سلف من الليالي ودون أن تحكم عداد القادم منها
فإن راهنك وراهن خصومك وراهن البلد لن يساوي غير صفر كبير
هذا يا سيدي الراهن فكيف بالرهان؟
* الأخ الكوماندر سلفا كير
دعهم يخبروك من هو الإمام الشهيد علي بن أبي طالب فإذا أدركوا قيمته وأدركت أنت تأثيره وحكمته فلا بأس أن تقرأ عبارته
(نومٌ على يقين خير من صلاة على شك)
* الأخ حاج ماجد سوار- رئيس جهاز المغتربين
صحيح أن الأغتراب قد يمتد عند أهل المهجر لسنوات ولكن معاناته عند السودانيين تبدأ منذ اليوم الأول حتى وإن كان الوضع المالي والعمل (عال العال) والأيام موسومة بالأفراح والملاحة والسعد الكثيف ولأن أهل السودان كرام فإن أي خاطرة تحرك الشجن وكل كلمة وكل إلتفاتة وكل نسمة مسافرة وأي هاتف يشعل اللواعج فبالله عليك ترفق وقد صدق الخطيب
نحن الكرام
لأوطانها
حنين الطيور لأوكارها
وتذكر فيها عهود الصبا
فتزداد شوقاً بتذكارها
ولهذا فإن مهمة جهاز المغتربين تتضاعف عند أهل السودان لأن المشكلات ليست في الأيدي وحدها ولكنها أيضاً في القلوب
* إلى متخذي القرار والأحزاب الفائزة والتي تتوقع ولو من باب الخيال
ليس خصماً من تجارب الآخرين
وليس خصماً من فائدة الكفاءات
ولكن الحكماء قديماً قالوا
إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا
* إلى معهد الإدارة العامة وكليات الإدارة ومعاهد التدريب
من أصدق ما قيل في فن إسلاس الناس وضبط جهدهم وعملهم ما قاله أبو تراب
(يجب على الوالي أن يتعهد أموره ويتفقد أعوانه حتى لا يخفى عليه إحسان محسن.. ولا إساءة مسيئ ثم لا يترك واحداً منهما بغير جزاء.. فإن ترك ذلك تهاون المحسن.. وأجترأ المسيئ وفسد الأمر وضاع العمل). أنها سياسة الثواب والعقاب.
* الأخوة بالإعلام
لماذا ماتت سيرة عمر الخيام
ولماذا ماتت رباعياته مع أنها من أجمل ما كتب العجم حين لانوا بالتصوف والصور والخيال.
وكان صغار أهل الأدب وكبارهم يرددون ليل نهار
(فما أطال النوم عمراً ولا قصّر في الأعمار طول السهر)
واقتنصها فقال لي الظريف (هؤلاء تناسوا أهل الضاد وأنت تبحث عن العجمة).
* الأخ نقيب الفنانين
كنتم قديماً تحضون وتحرضون بالحسنى المطربين على الفصيح فيدخلون عبره إلى النفائس والثقافة والشلة الطيبة المثقفة ولكنكم تركتموهم إلى ضحضاح العامية حتى وصلوا بكم أخيراً إلى هذا الغباء والغناء الفاضح.
وقد قابلت مرة الراحل خليل إسماعيل بالإذاعة فقال إنه تغنى بسبع أغنيات فصيحة غير المطالع والمقدمات وأمسك بالعود وغنى لنا أبيات علي بن الجهم التي يفترع بها الأماني العذبة لأبو قطاطي
هي النفس ما حملتها تتحمل
وللدهر أيام تجور وتعدل
وعاقبة الصبر الجميل جميلة
وأفضل أخلاق الرجال التفضل
ولا عار إن زالت عن المرء نعمة
ولكن عاراً أن يزول التجمّل
* سألتني أحدى الصحفيات بالهاتف في حوار قصير عن عبارة أعجبتك في حق المرأة
قلت لها هي عبارة راقصة لأليوت (النساء السعيدات كالأمم السعيدة لا تأريخ لهن..)
* إلى المرشحين لرئاسة الجمهورية…. سلام
من قال لكم أننا نطلب الكثير أننا والله لا نطلب إلا الحد الأدنى لما يطلبه الرجل الطيب والمرأة الطيبة في أي بلدة من بلاد العالم
سلام لا يكسر رتابته رصاص
وطعام لا يعكر نقاءه (حصحاص)
وطلاقة لا يكسر طلاقتها بصاص
ودعاء قرآني شريف
قل أعوذ برب الناس
ملك الناس
إله الناس
من شر الوسواس الخناس
الذي يوسوس في صدور الناس
من الجنة والناس
* الاخوة وزراء التربية والتعليم بالسودان
بالله عليكم متى خرجت آخر رحلة لزيارة قبر الخليفة عبد الله أول رئيس جمهورية إسلامية شرعي.. عاش زاهداً ومات شهيداً مستعصياً على كل ضروب الترغيب والترهيب حكم ورحل ولم يفقد شبراً واحداً من ديار الإسلام ألا بعد رحيله المزلزل:
بالله عليكم هل يعرف تلاميذنا (أم دبيكرات) عملياً أو حتى نظرياً؟
وهل هنالك نُزُل ومتحف ومسجد وماء وبيارق وبوارق وذكرى على قامة الرجل إني أشك في ذلك..
* إلى أصدقاء وزملاء وتلاميذ أستاذ الجيل أحمد إسماعيل النضيف
والله لم أجد ما يواسيني في فقدان الرجل إلا الشيخ ناصف اليازجي
إن لم يكن لك في نقد الرجال يد
فانظر إلى الموت كيف الموت ينتقد
* إلى أهل المراثي وألى مكاتب الاستشارات ودراسات الجدوى.. عليكم أن تبدأوا من حيث إنتهى أبو ماضي
كل نجم لا اهتداء به
لا أبالي لاح إو غربا
كل نهر لا ارتواء به
لا أبالي سال أو نضبا
* إلى حجارة الربيع العربي الآدمية من الطغاة وأنصاف الالهة
من قتل ومن هرب ومن مرض ومن ينتظر
لقد طبعنا على الصدور والقبور والأكتاف لهؤلاء عبارة السلطانة عائشة أم عبد الله الغرناطي من أواخر الممالك الأندلسية التي سقطت في أيدي الصليبية أو المجهول
إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً
لم تحافظ عليه مثل الرجال
* الأخ الحلو والأخ عرمان والأخ الدكتور جبريل والأخ عبد الواحد
دعكم من المقررات والمحاذير والأوراق والتدابير لأن هنالك أبيات من العبادي ستظل أبداً تلغي شرور المسافة وعطب المجاهيل وتلتمع عندها قيمة السوداني الشقيق فسيصبح (كالدّهب المجمر) بالدال
السوداني أخوكا وسوّي حبو وسيلتك
سلّملو ولاك تقطعبو يومك وليلتك
ناصرو وساعدو والفي إيدو برضها هيلتك
البتمسو ماساك وشيلتو عدّها شيلتك
وإذا (غلبتكم) أي حاجة في الدوبيت فاسألوا دكتور جبريل أو جاموس أو هاتفوا السر أحمد قدور فإن لياليه هذه الأيام مع ود المهدي.. يلا يا عاصم يلا يا ود البنا بالمناسبة دي غن لينا
يا بت ملوك النيل وأكسرها بالضريح
الفاح طيبو عابق مش بي يا نعومة والفي عصر مرورو
هاي هاي هاي وتستمر الضحكة المسجلة في الملكية الفكرية والذاكرة السودانية.
وتمضي السودان
في خيلاء التبر والتراب
والأعراس والمآتم