المنشية.. الضفة الأخرى
أستعير من صاحب (صائد التماسيح) الصديق المخرج سيف الدين حسن عنوان وثائقيته المدهشة (الضفة الأخرى) لأعبر به إلى ضفة مقالي الذي خرجت اليوم لخدمة فكرته و..
* هكذا أنفقنا، نحن معاشر الكتاب والصحفيين، عشرات إن لم تكن مئات التحقيقات والمقالات والمينشتات والتقارير عن موضوع الخلل الذي أصاب جسر الجريفات المنشية.. وترتب على ذلك الخلل بطبيعة قفل الجسر في وجه حركة المرور.. تعرض سكان شرق النيل على وجه الخصوص لتجربة مرورية قاسية.. فلم يكن أمامنا من خيار غير أن نسلك طريقاً ماراثونياً مزدحماً جداً.. يمر بحلة كوكو ثم كوبر ثم جسر القوات المسلحة لندلف من هناك إلى الخرطوم.. تراجيديا أعادت إلينا مناظر ماقبل تشييد جسور المنشية والمك نمر.. عندما كنا نزخف زحف الفاتحين لاقتحام حصون وأسوار مدينة الخرطوم العصية و…
* وفر ذلك الخلل الهندسي للميديا فرصة لا تعوض لصناعة مئات المقالات المحبوكة المخدومة.. ولا أعرف كاتباً.. والحال هذه.. لم ينضم إلى الحملة الوطنية القومية الكبرى.. لرجم وزارة الشؤون الهندسية خاصة وحكومة ولاية الخرطوم عامة، وذلك لدرجة الهجاء الشعرى.. هكذا نحتاج نحن كصحافة من وقت لآخر لأخطاء قاتلة نمول بها مقالاتنا، وهذا ما لا تبخل به حكوماتنا التنفيذية.. فنكاد نخرج من جسر إلى جسر ومن كوبري إلى آخر، والأمور (الحمد لله ماشة) ونحن مأجورون عليها بإذنه تعالى طالما كان ذلك لمصلحة العباد والبلاد.. وهل نريق كل هذه الأخبار والأحبار إلا لوجه الوطن.. فكل أجزائه لنا وطن، إذ نباهي به ونفتتن.. فمن كان منكم لا يعمل لأجل الوطن فليرمها بحجر.. حتى الذين يشهرون السلاح في وجه الوطن هم يفعلون هذا النضال لأجل الوطن.. وإلا هل تعرفون رجلا كان أو امرأة في المعارضة أو الحكومة يفعل ما يفعل لغير المصلحة الوطنية !!
ولو عدنا لصدر مقالنا.. وأنا أكتب من سفح جسر المنشية من الجهة الشرقية، حيث أسكن وأشاهد ما يشبه الملحمة الوطنية الباهرة.. التي اضطلعت بها حكومة ولاية الخرطوم لإنجاز هذا العمل في أقرب وقت ممكن.. لم يتوقف العمل لإعادة هذا الجسر إلى الحياة بليل أو نهار.. كما لم تنقطع زيارات ووقفات السادة المسؤولين لحظة بما في ذلك السيد الوالي ونائبه والوزراء والمعتمدون.. ولم يهدأ لهم بال حتى عاد الجسر أفضل مما كان.. فغير إصلاح الخلل تمت عمليات إعادة سفلتة وأرصفة وأدهنة.. كما لو أنه ولد من جديد لدرجة المطالبة بإعادة إنتاج احتفالاته لولا أن تفندون و.. و..
وفى خاتمة المطاف وبعد إنجاز عمل الإصلاح اكتفينا نحن معاشر الصحفيين والإعلاميين بنشر خبر فرعي.. يقول بافتتاح جسر المنشية في وجه حركة المرور بعد اكتمال صيانته.. انتهى الخبر.. ثم ذهبنا ننتظر ونترقب ظهور خلل جديد و..
رأيت في مؤسسة الملاذات الجناح الولائي.. أن أبذل كلمتين مستحقتين في شأن الذين أنجزوا هذا العمل الجبار ورابطوا بالليل والنهار حتى تيسر لنا غدو سهل ورواح سلس إلى ومن الخرطوم.. فلما تعطل الجسر كنا نحتاج لأكثر من ساعة للعبور إلى الخرطوم ثم الآن وقبل أن نفرغ من دعاء الخروج من شرق النيل، نجد أنفسنا الكتف بالكتف والحافر بالحافر مع سكان المنشية.. فالحمد والشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين.. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فافستغفروه.. قوموا لعبور جسركم وشكر ربكم..
لاس كذلك يمكن ان تكون بطلا للكارثة التى صنعتهابنفسك الي؟؟؟