خالد حسن كسلا : رد الأمير «سعود» على رسالة النفاق
كانت رسالة الرئيس الروسي فلادمير بوتن إلى العرب أو الشعوب العربية كما جاء فيها لا تحمل شيئاً يمكن تصديقه بعد أن اكتوى الشعب العربي في سوريا بالموقف الروسي من استمرار مجازر الأسد.
وروسيا التي ظلت تعترض على تدخل أممي بموجب الفصل السابع لإنقاذ ما تبقى من الشعب السوري من مجازر الحكومة البعثية الطائفية بقيادة الأسد ورعاية ولاية الفقيه الإيرانية وتعاون حزب الله اللبناني، قد سجلت نفسها ــ أي روسيا ــ في التاريخ بحروف من نار، إنها نار الحرب التي تمد لها روسيا النظام البعثي الطائفي الدكتاتوري في دمشق بالسلاح، وهو لا يدافع عن الأرض بل يدافع به عن دكتاتوريته وطغيانه.
ولنقرأ أولاً رسالة «بوتن» قبل ان نتناول هنا رد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي تربى في أسرة أبيه الملك فيصل الذي يشهد له التاريخ بما قدمه للشعب العربي. ولم ننس استخدام سلاح منع النفط طبعاً. لكن ماذا قدم ما يسمون القوميون والبعثيون من أصحاب الحلاقيم ذوات الأصوات الضخمة التي طالما ملأت الدنيا زوراً وبهتاناً بالشعارات الجوفاء؟! بوتن بدون حياء وبكل «قوة عين» وبنفاق مفضوح يقول في رسالته: «روسيا تقف الى جانب الشعوب العربية من دون أى تدخل خارجي، ونستنكر الأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية ويجب تسوية الأزمات في سوريا وليبيا واليمن».. انتهى. إذن والله العظيم هي رسالة لا قيمة عملية لها.. بل ولا حتى قيمة دبلوماسية.
فهو يقول «روسيا تقف إلى جانب الشعوب العربية من دون أي تدخل خارجي». ماذا يقصد بهذا الوقوف يا ترى؟!. هل يقصد الفرجة من بعيد على المجازر التي تقع على أبناء الشعوب العربية من بعض الحكومات والجماعات الطائفية الإرهابية التي تجد منها الدعم بحكم الرابطة العقدية الواحدة؟
إن الدول العربية وغيرها أعضاء في الأمم المتحدة ويحمي أمنها ميثاقها، وحينما يتعرض شعب لمجازر ومحارق من حكومة أو جماعة طائفية مثل الحوثيين، فهنا الأمر يستوجب تدخل الأحلاف الدولية أو الإقليمية للحماية طبعاً. لكن روسيا لا يهمها الشعب السوري حينما يسقط على رؤوسه رصاص حليفها نظام الأسد البعثي الطائفي. ويقول «بوتن» نستنكر الأعمال الاجرامية للجماعات الارهابية… وإن كان يقصد جماعة الحوثيين هنا، فإن هذه الجماعة الإرهابية التي تدعمها دولة معروفة لا يكفي استنكار ما تقوم به من أعمال إجرامية لحقن دماء الشعب اليمني، فلا بد أن يتبع الاستنكار عمل ضروري مثل «عاصفة الحزم» حتى لا يتحوّل اليمن إلى حالة أمنية سورية أو ليبية. لكن روسيا تريد في الوطن العربي ما يريده المحور الإيراني الطائفي وهو يضم إلى جانب إيران سوريا أو الآن جزء منها تحت حكم الاسد وجزء من العراق تحت حكم الشيعة وجزء من لبنان تحت السيطرة العسكرية لما يسمى حزب الله. ثم يقول «بوتن» بنفاق واضح جداً: «يجب تسوية الأزمات في سوريا وليبيا واليمن على أسس القانون الدولي».
والسؤال: هل الآن يلتزم الأسد بالقانون الدولي؟! وإذا نجح انقلاب الحوثيين على الشرعية ــ وهم طبعاً في المحور الإيراني ــ هل سيلتزمون بالقانون الدولي؟! إنه نفاق روسي مفضوح جداً.
أما سعود الفيصل فقد كان رده موضوعياً وهو يرد على رسالة «بوتن» الحقيرة حيث قال: «روسيا سلَّحت النظام السوري الذي يفتك بشعبه، وهذا النظام فقد شرعيته، وروسيا تتحمل مسؤولية كبيرة في مصاب الشعب السوري». إن الرسالة الروسية وجهت الى القمة العربية ورد عليها سعود الفيصل. لكن لماذا لم يرسل «بوتن» رسالة إلى دمشق لصالح شعب سوريا؟! إن نظام الأسد ما عاد حكومة محترمة تحكم شعباً، بل أصبح قاعدة عسكرية لصالح الإمبراطورية الفارسية التي تسعى للتمدد بمخالبها في سوريا والعراق ولبنان واليمن.. لكن هيهات.