خالد حسن كسلا : عاصفة الحزم ثمرة الذكاء السعودي!
يقول الواقع العربي والإفريقي الماثل الآن، إن الإمكانيات المادية والقدرات الاقتصادية إذا كانت في دول معينة وليس يديرها للمصالح في الحاضر والمستقبل تفكير سياسي جيّد فستضيع بالمؤامرات من الأعداء الواضحين واشنطن والكيان اليهودي الصهيوني في إسرائيل وبعض أوروبا.
وكنا نرى العراق آخر سنوات صدام حسين بقدراته الاقتصادية والعسكرية والعلمية قد أصبح دولة قوية قفزت من مصاف دول العالم الثالث إلى دول العالم الأول، ولكن لم يحظ بنظام حكم يملك تفكيراً جيداً يستوعب تآمر الأعداء. وحتى الجار الفارسي لصدام حينما عجز عن الانتصار عليه في حرب الخليج الأولى وما كان لدعمه لأتباعه العرب الشيعة داخل العراق جدوى لهدم نظام البعث استعان بقدرات واشنطن من وراء ظهر أحمد الجلبي. وانهزم صدام رغم قدراته وإمكانياته، وضاعت على الأمة هذه القدرات والإمكانيات لأن التفكير السياسي المطلوب كان غائباً تماماً. كذلك كان الحال في ليبيا وسوريا. واتضح أخيراً أن المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج وماليزيا وتركيا هي الدول الإسلامية التي أدارت إمكانياتها لمصالح شعوبها في الحاضر والمستقبل إن شاء الله بتفكير سياسي ذكي جداً.
طبعاً العدو الأجنبي الصليبي اليهودي يبقى عدواً مشتركاً لكل الأمة بنص القرآن الكريم «لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم». ولذلك فإن ما أراده هذا العدو المشترك للعراق وسوريا وليبيا يريده أيضاً لتركيا وماليزيا ودول الخليج، وهو التدمير والتحطيم ليصبح المسلمون رغم مواردهم بلا ملك قرار وقدرة على الدفاع عن عقيدتهم وأرضهم ومكتسباتهم. العدو بسبب غياب التفكير السياسي الجيد نجحت مؤامراته في بعض الدول آنفة الذكر. آخر الدول التي انهارت رغم مواردها هي اليمن لغياب التفكير السياسي الذكي في عهد علي عبد الله صالح، لكن بعد أن سقط هو بعد أن أصبح ضحية للربيع العربي بسوء تفكيره السياسي، كان لا بد من أن يجتمع العرب من الدول العربية الحريصة على حفظ مقدسات المسلمين ومكتسباتهم في حلف دفاعي واحد. واذا كان الناس تقول إن قوات الإرهابيين كما تسميهم مثل »القاعدة «وأنصار الشريعة» قد تسللوا إلى المجتمعات العربية، فهي مجتمعات الدول التي انهارت فيها الأنظمة التي لا تملك التفكير السياسي السليم لإدارة الإمكانيات المادية الضخمة.
كان السودانيون يغتربون »غربة وطنية وعائلية« في العراق وليبيا واليمن، ويستفيدون تجارياً من سوريا.. فكانت دول تستطيع بإمكانياتها أن تحقق الرفاهية لشعوبها لكن سوء التفكير السياسي قد قادها الى مصائر أسوأ مما عاشته وتعيشه الآن دول إفريقية بائسة مثل الصومال وجنوب السودان. إذن أفضل للدولة أن يتمتع نظامها بالتفكير السيئ الذكي وتكون فقيرة مثل السودان من أن تكون مالكة قدرات وإمكانيات اقتصادية ضخمة لكن يغيب عن حكامها التفكير الذكي ويكون مصيرها ما تعيشه الآن دول الموارد التي حكمها الحمقى مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن في عهود صدام والأسد والقذافي وعلي عبد الله صالح.
التفكير السليم الجيد الممتاز يرافق الآن أضخم الإمكانيات في المملكة العربية السعودية، وها هم العرب والمسلمون قد استفادوا من إمكانيات يديرها التفكير الذكي في المملكة السعودية التي تقود عاصفة الحزم. فالسعودية لم يخرج منها إلى المسلمين الخير الاقتصادي فحسب، بل أيضاً «الخير الأمني». والآن نقول ونحن مطمئنون أن المصالح العربية محمية بالتفكير السياسي السعودي الذكي. إلا من أبى. والمنطقة الآن فيها إسرائيل وإيران والإرهاب العلماني وسياسات جميعهم يزيد من درجة الحمية الدينية فتظهر القاعدة وداعش. لكن الحكمة السياسية السعودية تبقى هي العلاج والترياق.