ميرغني ابوشنب : ابنة الفنان حمد الريح فنانها المفضل صلاح مصطفي !
{ الفنان الكبير حمد الريح احبه جدا واحترمه واذا غني رائعة الشاعر الراحل الصديق عثمان خالد (الي مسافرة) فانه يطربني جدا بل يهز اركاني الاربعة لانني اعرف قصة (الي مسافرة) من الالف الي الياء لانني كنت زميلا للمرحوم عثمان خالد في وزارة الثقافة والاعلام عندما كنا نعمل في صحيفة اصدروها بعد انقلاب مايو باسم(الاحرار) وحين نفرغ من العمل كان عثمان خالد يرافقني في عربتي حتي مدينة امدرمان وينزل مني كل يوم جوار منزل الزعيم اسماعيل الازهري.. وعثمان خالد الله يرحمه شاعر يستهويه دائما الجمال ومنه ظل يعد شعره الذي اطربنا به ومن اغنياته المشهورة بجانب (الي مسافرة) رحلة عيون وطير الجنة وتستاهلي وبتقولي لا واحلي جاره يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته وعلي ذكر البنات والشعراء فقد التقيت بصديقي الشاعر ابو امنة حامد قبل ان يتوفاه الله فسالته لماذا توقف عن كتابة الشعر الغنائي فقال لي نكتب الشعر الغنائي في منو
{ دفعني لما اكتبه اليوم عن حمد الريح ما قالته مطربة جديدة اسمها رندا مصباح ان نانسي عجاج تعتمد علي ترديد اغنيات الاموات وهي كما قالت غير مقتنعة بوجود اصوات نسائية مقنعة في الساحة الفنية يعني لا انصاف مدني ولا ندي القلعة ولا فهيمة عبد الله ولا افراح عصام ولا ريماز ولا صباح عبدالله وقالت المطربة الجديدة رندا ان الساحة الفنية ليس بها الفنان النجم فاين ذهب ترباس وحسين شندي وعاصم البنا وفرفور ورفاقهم
{ وصديقي المغفور له محجوب عبد الحفيظ بجانب برنامج (الصلات الطيبة) الذي كان يقوم بتقديمه بنجاح باهر في الفضائية القومية عمل في الصحافة الفنية ولم يكن يجامل احدا وظل يكتب كل ما اراد كتابته وقال مرة ان الفنان حمد الريح ياكل اموال اليتامي ابناء الشعراء الذين رحلوا عن هذه الدنيا وغضب حمد الريح من ذلك جدا ورفع الامر الي القضاء واضطررت الي التدخل فاخذت معي في الصباح الباكر المرحوم محجوب عبد الحفيظ وذهبنا الي الفنان الرائع حمد الريح في منزله بجزيرة توتي واستقبلنا مشكورا استقبالا حارا وحين تحدثت معه قال لي : والله لو جئت تطلب ان اذبح لك احدي بناتي لذبحتها.. وتنازل عن القضية وتم الصلح.. وفي اول ايام العيد الذي حل بنا بعد ايام فوجئت في الصباح الباكر بالصديق محجوب عبد الحفيظ يحضر لي في منزلي وبرفقته الفنان حمد الريح ومعه بناته فسررت لذلك كل السرور واسعدني كثيرا ان كل سكان الحي خرجوا ليروا حمد الريح وبالمناسبة يوم ان خطبت احدي بنات الاسر في حي العرب رافقني صديقي كمال ترباس وتحدث اولا لاهل العروس وانتشر خبر وجوده معنا في كل انحاء الحي ووجد استقبالا ووداعا حارا من كل النساء اللائي طلبن ان يقمن بمصافحته والحديث معه.. وقال لهم انه سيغني في حفل الزواج وفعلا عني في حفل الزواج لكن بكل اسف اعتمد فقط علي قصائد الكاردينال اشرف سيد احمد وعبد الله البشير ونسي قصائد عوض جبريل فجعل الكثيرون يغطون في نوم عميق .. فصعدت له علي خشبة المسرح وهمست في اذنه معاتبا فغني (جنا الباباي) وجعل بها كل من كانوا موجودين في الصيوان يقومون من مقاعدهم لينخرطوا في الرقص مع نغمها الجميل
{وانتهزت فرصة وجود الفنان الكبير حمد الريح وبناته معي في منزلي يوم العيد فسالت واحدة من البنات عن فنانها المفضل وتوقعت ان تقول لي والدي حمد الريح وليس غيره احد لكن كانت المفاجأة لي انها قالت ان مطربها المفضل هو صلاح مصطفي وقد سعدت والله جدا لذلك لان صلاح مصطفي له معي حكاية انسانية يوم ان كان يسكن جوار مستشفي الحوادث بمدينة امدرمان وكنت ارقد مع ابنتي هديل في حوادث الاطفال التي شيدها محمد الامين حامد ابن الجعليين البار طيب الله ثراه وهو من اهلنا ناس جبل ام علي وطلب منا الطبيب ذات صباح ان نحضر للابنة المريضة عصير كستر ولان منزلنا كان بعيدا عن المستشفي فقد ذهبت زوجتي تطرق الابواب المجاورة للمستشفي وطرقت باب منزل الفنان صلاح مصطفي فاعدوا لها عصير الكستر في حفاظة وسالوها عن مكان ابنتها المريضة وبعد قليل جاءوا الينا دون سابق معرفة وهم في طريقهم الي مكان العمل وصلاح مصطفي كان يصلي بالناس اماما في مسجد شرطة المرور ولهذا لا اري معني لقول احد سادتنا العلماء انه دخل دار الفنانين برجله اليسري.. وقد وجد هذا الحديث رفضا واستنكارا وكانت للفنانين كلهم غناء حديث وشعبي وقفة احتجاجية وشاركتهم قبيلة الدراميين.. لكن الدكتور عصام البشير بما عرف عنه من سماحة وفهم لاصول الدين .. ذهب للفنانين في دارهم وقدم لهم الاعتذار فارجو ان يقف الامر عند هذا الحد ولا داع للجوء الي القضاء.