حسين خوجلي

خطوات صوب المدائن والجنائن


(1)
* واد مدني
مدينة (بت قبائل) قبضوا عنها فسيلة الزرع وفضيلة الضرع والتمويل الميسر الحلال وتأبت هي عن الربا وألبسوها (الزراق) وثوب الحداد وجعلوا وظيفتها مثل وظيفة علي ود أحمدانة (المساح) حياكة العراوي بمقام (ربع خياط) وجدارة جنرال
ورغم ذلك قدلت وسط المدن فاتنة وناصعة وعفيفة حتى قالت الأخريات (دقريا عين)
ورفضت طابور الخطاب المتاح لأنها تعلم أن الفارس الأسمر قادم على صهوة الجواد الأبيض. شرب من مشرع (الأحيمر) وعبر أبو حراز القدامي.. وأنشد زميل الهجرة عزيزتي واد مدني كان فد يوم خديداتك معاي اتغتن
أقنع بيك وأتوب من البنات يا شتن
(2)
* ومن ايمان السودانيين العميق بفضائل الصبر وإقتناص الفرصة الحلال ولو بعمر هارب يعد زمانه بالساعات أنهم
يزرعون الطماطم
والبطيخ
والمانجو
وينتظرون نتائج الانتخابات
(3)
* الموظف والعامل السوداني يترفعان عن حساب الراتب ويعجلان به ما بين الأكل والشرب والفواتير والمداهمات اليومية والعلاج حتى لا يصابا بضغط دم وملاريا وكلى وهبوط حاد في القلب وجلطة في الدماغ والمشاعر غير النبيلة
والمالية راضية بهذه التحوطات الأليمة وبالتعريف القديم
(إن الموظف السوداني والعامل هما من جملة ذلك الكائن الذي رفع يديه يومياً للسماء وسأل بالحاف أن يرزق بألف جنيه فاستجابت له السماء..)
(4)
* إن الحساب في السودان يفسد التوكل ولذلك فدعوا ناقة قفة الملاح والروشتة والمفاجآت اليومية بلا توجيه ولا جرد فانها مأمورة..
(5)
كتبت البارحة (المجتمع منقسم إلى طبقتين كبيرتين
1) أولئك الذين لديهم طعام ولا شهية عندهم

2) وأولئك الذين لديهم شهية ولا طعام عندهم

الطابع والمصحح والمدقق
أحالوا شهية إلى شخصية فقلت الحمد لله أنهم لم يكتبوها (شظية).
(6)
* من عام 1970 إلى اليوم ليس لدينا أي معهد يخرج فني طباعة أوفست واحد مع أننا نملك عشرات المطابع
كل الذين يطبعون عندنا بمستوى مقبول من الهند وأندونيسيا وماليزيا والفلبين وباكستان..
الأخ رحاب طه له مطبعة سولنا سويدية ممتازة لكنه من قلة الخبراء اضطر أن يخزنها حديداً صدئاً مع أنها في الخارج تدر الملايين وأضطرت ألوان أن توقف أحد خطوط الطباعة (السولنا) لأنها لم تجد فني لضبط الألوان فقد هاجر من هاجر وتخلف من تخلف وزهد من زهد.
ومازالت طلباتنا في (بلاد بره) قيد النظر تطلب الحصول الملحاح على فني بالعملة الصعبة كان المعهد الفني في الستينات يخرج المئات من الذين علموا الدنيا الطباعة والوداعة وبقي الخلف من ذلك السلف يعلم الدنيا (الهناية والبتاعة)
(7)
* كان الشهيد وداعة الله
يستدل بالقرآن وحكايات الصالحين والشهداء ويحفظ من الشعر الكثير
وكان حين يخاطب أعداءه والحرب عالية الوطيس يستدل بأبيات غمام بن غالب بن صعصعة الشهير بالفرزدق وكان طالبياً محضاً وعارفاً بجيد القريض
ومنا غداة الروع فتيان غارة
إذا مَتَعَت تحت الزجاج الأشاجعُ
ومنا الذي قاد الجياد على الوجا
لنجران حتى صبحتها النزائع
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
(8)
* قال لي حزيناً اتصلت بهذا (الفريق) فلم يرد
واتصلت بذلك (الوزير) فلم يرد ولم يعتذر
واتصلت بذاك المدير الخطير فتجاهلني ولم يعتذر رغم الصلة والصداقة والقربى
قلت ولماذا اتصلت بهم أصلاً؟
قال لي ببراءة يحسد عليها لأنني كنت يوماً أميرهم قلت له كنت أميرهم
قال نعم قلت له مواسياً هؤلاء يا سيدي يردون فقط على خفيرهم الذي أصبح الآن مدير مكتبهم وحافظ أرصدتهم وعنوانهم وأسرارهم
أمانة يا شيخنا ما طلعت (دقة قديمة).
(9)
أن تفوز امرأة واحدة في دائرة جغرافية بفكرها وبرنامجها وكاريزمتها وبذلها خير للنساء والرجال والتأريخ من أكذوبة الكوتة المزجاة.
(10)
ولأن العرب يقاتلون العرب
ولأن السنة العرب يقاتلون الشيعة العرب
ولأن رام الله تقاتل غزة
ولأن القاهرة تقاتل سيناء
ولأن دمشق تغتال حلب
ولأن بنغازي تقاتل طرابلس
ولأن كاودا تحارب الدلنج
فلأن كل ذلك يحدث بلا مرافعة ولا شفاعة
فقد انطفأ بريق الشعر ولو كان من ماس عريق
فقد خجلت البارحة وأصابتني العجمة وأنا أقرأ لأمل
لا تصالح، ولو كللوك بتاج الأمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيك؟
وكيف تصير المليك.. على أوجه البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من بايعوك.. فلا تبصر الدم في كل كف؟
إن سهماً اتاني من الخلف
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وساماً وشارة
لا تصالح ولو قلدوك الإمارة
إن عرشك سيف
وسيف زيف
إذا لم تزن بذؤابة لحظات الشرف
واستطبت الترف!!
(11)
* أجمل إجابة سمعتها للعقاد حين سألوه من الذي غلبك؟
قال ما غلبني أحد قط غلبة رجل يصغي الى حديثي.. وقد أحترمته حين قال وحتى هذه قد أخذتها من ابن خارجة
عزيزي القارئ والمشاهد والمستمع فلنستعن على الدنيا والآخرين بفضيلة الاصغاء والاصغاء فعل أبلغ من الصمت المفصح