داليا الياس

فروقات عاطفية

أحببتك بالشعر.. وأحببتني بالحساب.. كسرت بأحساسي كل الحواجز وتجاوزت الإشارات الحمراء وظللت أنت ملتزماً بربط حزام الأمان لا تجرؤ على تجاوز خط الوقوف عند الإشارة حتى وإن أضاء لونها الأخضر!

هذا هو – يا سيدي – الفرق الجوهري في عواطفنا.. تظل أنت رجل التوجس والحيطة، وأظل أنا امرأة الاختراق والوضوح.. أركض مغرمة بك في الهواء الطلق.. وتحتجز أنت ولعك بي في غرفة مظلمة خالية تختنق لإعدام الأكسجين!

ربما لهذا تظل تلك الهواجس الرمادية تناوشك.. وتفترض مالايمت للحقيقة بصلة.. ويجرح نبل مشاعري وصدقها.

فالشاهد أن المرء منا يظل يرى الآخرين بحقيقة نفسه، ويسقط عليهم أفكاره ومعتقداته الشخصية.. وﻷنك تظل في حيرة من أمر حبنا ما بين الشد والجذب.. تظن آثماً أن فتوراً ما قد أصاب لهفتي القديمة عليك.. وتتهمني بالتخاذل.. أو تلمح لاحتمالات وقوعي في براثين حكاية جديدة, وكأنما الحب ياعزيزي رواية شيقة نقرأها بحماس حتى إذا ما بلغنا ذروة أحداثها بدأنا التفكير في الرواية البديلة التي سنقرأها بعدها !!

هكذا ببساطة.. يصبح الحب – حسب اعتقادك – عبارة أنيقة نكتبها على بطاقة وردية ونوزعها كيفما اتفق لأهوائنا ورغباتنا اللحظية على الذين يعبرون حياتنا ويمنحوننا بعض الاهتمام لأسباب مختلفة لاعلاقة لها أبداً بمبادئنا!!

فعذراً، لأن تعريفنا للحب كان مختلفاً.. وممارستنا له مختلفة.. وقناعتنا به أشد اختلافاً!! عذراً لأنني كنت صادقة معك أكثر مما ينبغي.. ومؤمنة برجولتك وروعتك بمثالية مترفة.. وكان حبي لك أطول من عمر نزوتك الصغيرة التي تسميها تجاوز حب, وتستشعرها فقط في أوقات فراغك دون أن تسمح لها باختراق أسوارك والعبث بقانون حياتك المحكم.

لقد كنت أبحث عن حب يفنيني ويظل شاهقاً بالوفاء.. عن حب خالد ونادر وصادق وعميق.. يغور بعيداً في روحي ويمتزج بدمائي وأقرأ أبعاده في عينيك ومحياك.. حب يصيبنا بالحمى.. ويتغلغل في ساعاتنا مسيطراً على دوران الوقت وحركة الأيام والسنوات.

فعفواً لأن الفوارق جاءت عظيمة ومؤثرة.. والعواطف متباينة.. والنوايا مختلفة.. والأحلام غير متطابقة.. والاتجاهات متعاكسة.. ولأن الحب الكبير يحتاج طاقةً كبرى, أعفيك من وعودك وعهودك والتزاماتك.. فقد أحببتني بالوعود البراقة والكلمات المعسولة، وأحببتك بالقناعات المطلقة والبراهين العملية!!

تلويح:

كده ياخ أحسن..

لا تتعذر لا أتجنن..

أنا سويت القاسي عشانك..

وإنت أبيت ما تسوي الممكن!!

تعليق واحد