(12) صوتا غير محتسبة في الفرز الانتخابي!!
(1)
< سألوه ان يكتب نصيحته بالفعل المضارع للقادمين عبر صناديق الاقتراع فسلمهم وريقة وجدوا فيها :
– يتناقشون نعم بحيث تقدم البدائل في مقدمة الجدل وألا يطلق العنان للشتائم والبذاءة والبغضاء.
– يستفتون العلماء نعم ولكن لصالح الشعب لا لصالح الحكام ولصالح الفعل المثمر لا لصالح القول الهباء و لصالح الانتاج لا لصالح الاستهلاك ولصالح توطئة الأكناف لا لصالح ترفيع الكبرياء.
– يناضلون نعم ولكن لصالح الوطن والبركات لا لصالح الاستعمار الجديد والحركات.
– يتعاتبون نعم ولكن فيما انفقوه في الخلاف والتقاتل والمراء، يتعاتبون من أجل النقد الذاتي وإدانة الواقع المذل ولصالح الغد المأمول.
– يتسابقون نعم ولكن صوب المراقي والقيم وخدمة الناس والاضافة لصالح البشرية وليس لصالح الشر وشح النفس والاكتناز والعلو فوق رقاب الناس بالباطل.
– يتصاعدون نعم ولكن بالبرنامج المتفق عليه بالتمحيص والمدارسة والعلمية وليس بالادعاء والمزاعم والضرب (تحت الحزام).
– يتفاضلون نعم ولكن بالتقوى والشفافية والقدرات وخدمة الآخرين ولكن ليس بالقبلية والاقليمية والعشائريات والنخبوية والحزبية واقتسام الحرام.
– يتدافعون نعم ولكن صوب ما أضاعوه في اهمال الزرع والضرع والماء والشباب والتدريب وتقديم القدوة.. يتدافعون ولكن ليس صوب الفراغ والمعارك الهوائية والزراعة بالآمال الكذاب والحصاد لأضغاث الأحلام وإصطياد ماء السراب ..
– يتفاكرون نعم ولكن في سبيل برنامج فقهي موحد وبرنامج اقتصادي قابل للتحقق وبرنامج سياسي يرتكز على أعمدة الحريات والعدالة وشرف الخصومة..
يتفاكرون نعم ولكن ليس في مخططات التنافر والانقسام والتلاشي..
– يترافعون نعم ولكن أمام محاكم الشرف التي تعيد الحق العام والمال العام والسودان العريق والقيم التي داس عليها شذاذ الآفاق بلا مودة وبلا رحمة.
– يستقيلون نعم ولكن عن كل منصب لم ينالوه بالجدارة والكفاءة والوطنية والاختيار.
– يغادرون نعم ولكن عن كل بيدر لم يفلحوه بالعرق وعن كل بيت لم يشيدوه بالمعاناة وعن كل جمهرة لم يدربوها على مصانعة الدنيا ومنازلة الأعداء.
– يفاوضون..
– يسامرون.
– يتنازلون.
وتتنزل (المضارعات) والجمل الفعلية التي تمد لسانها للفعل الماضي والجمل الاسمية والجار والمجرور ونائب الفاعل والمبني للمجهول.
(2)
إلى الأخوة الولاة بأصقاع السودان المختلفة، الرجاء المحافظة على أهاليكم حتى تجدوا من تحكمونهم، فلا طمع ولاطعم للسلطة والصولجان في خلاء بشري وخواء جغرافي..
(3)
الهواتف وشُحُّ الأندية الإجتماعية وتشتّت الأسر في شتّى الأصقاع جعل الناس يعاودون (شحن وتخزين) أنفسهم داخل المنازل ومتابعة المسلسلات المعطوبة ذات القصة الواحدة.. أنا لست من أنصار صرف النظر عن المسلسل ولكني من دعاة إعادة ابتكار نمط علمي وعملي لقصة الحب العربية.
(4)
في الشارع العام تأتي بنت جديدة بثياب (تصف وتشف).. ويأتي بعدها مائة حجاب ومائة ثوب ومائة عباية، فيذهب فيض هذا غيض ذاك.. الشارع السوداني مازال بخير، فعليكم بالبيت السوداني.(5)
أكبر أزمة في جنوب السودان هي أن سلفا كير لو عرف كيف يصالح دكتور مشار فان الدينكا لا يعرفون كيف يصالحون النوير..
(6)
أجمل عبارة قالها زروق السياسي المحامي عليه الرحمة في مرافعة تجارية:
سيدي القاضي إن الإفلاس هو أن يستولي الدائنون على بدلتك وتكون أنت قد وضعت مالك في جيوب بنطلونك المخصص للمسدس.. قالها بالإنجليزية وترجمها إلى العربية وضجت القاعة بالضحك..
(7)
أخطر ما حدث في سوريا والعراق من أحداث وكبائر أنها تعملقت بحيث انها اصبحت ليست مؤهلة البتة للتناسي أو النسيان أو حتى للثأرات
لهف قلبي على دمشق ومشوار اصبح بعيداً ما بين الرصافة والجسر.
(8)
ومن لطائف تشرشل الزعيم الانجليزي وبطل نصرها في الحرب العالمية الثانية رغم انه خسر انتخاباتها وعلى راسه اكاليل الغار قال يوما في مبنى مجلس العموم سافرا: رأيت وانا اسير في احدى المقابر ضريحا كتبوا على رخامته هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق فعجبت كيف يدفن الاثنان في قبر واحد.
(9)
ومن الهدايا مما وجدته في كراسة قديمة أحتفظ فيها بأقوال وأفكار الثانويات وأعلق عليها، حكاية الفاروق رضي الله عنه لما أراد التوجه إلى الشام، فقال له رجل من أهل (الظاهر) والرتابة..
أتدع مسجد رسول الله؟ فقال عمر: نعم أدع مسجد رسول الله لصلاح أمة رسول لله.
(10)
ويبدو أن الصواعق لا تعرف عملها في هذا الزمان العربي البائس مع أن زبائنها يملأون القرى والمدن والدساكر والضيعات.. فقد قيل أن أميراً قال لوزيره الداهية يوماً:
ما خير ما يُرزقَه العبد؟ قال: عقل يعيش به.
قال: فإن عدمه. قال: أدبٌ يتحلّى به.
قال: فإن عدمه. قال: مالٌ يستره.
قال: فإن عدمه. قال: فقناعة بحرفة يتزين بها.
قال: فإن عدمه.. قال: فصاعقة تحرقه وتريح منه العباد والبلاد..
(11)
قيل للإمام الشافعي – رحمه الله تعالى -: كيف أصبحت؟
قال: أصبحت تطلبني ثمانية:
– الله – تعالى – بالفرض.
– ورسوله بالسنة.
– والدهر بصروفه.
– ولعيال بقوتهم.
– الحفظة بما ينطق لساني.
– والشيطان بالمعاصي.
– والنفس بالشهوات.
– وملك الموت بقبض روحي.
(12)
قال عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما -: لما طُعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – دخلت عليه فقلت له:
أبشر يا أمير المؤمنين، فإن الله قد مصَّر بك الأمصار، ودفع بك النفاق وأفشى بك الرزق.
قال: أفي الإمارة تثني عليَّ يا ابن عباس؟ فقلت: وفي غيرها، قال: والذي نفسي بيده لوددت أنّي خرجت منه كما دخلت فيها لا أجر ولا وزر.