هل هي الظروف أم الطموح..؟ نساء في مهن (شاقة)…تفاصيل تسلل (ناعم).!
(وما نيل المطالب بالتمني…ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً)…هكذا هي الحياة يسعى فيها الإنسان كثيرًا سالكاً دروبها الوعرة لتحقيق غاياته وأمنياته التي قضى من أجلها سنوات طويلة في قاعات الدراسة، لذلك نجد أن لكل شخص يمتلك بداخله عزيمة وإصرار لتحقيق ما يريد، وربما يركب الصعب-كما يقولون- غير مبالٍ بما سيواجهه من عثرات ومطبات عديدة.
طموحات بلا سقف:
لكن تختلف الطموحات والأمنيات من شخص لآخر، بينما تنحصر امنيات المرأة مابعد التخرج في مهن بعينها -(معلمة، طبيبة، محاسبة،….إلخ)- لكن الآن اختلفت هذه النظرة تحديداً، خصوصاً في السنوات الأخيرة بعد أن أصبحت أمنيات المرأة في العمل لا سقف لها سواء أن كانت خريجة جامعية أو غير ذلك وصارت تقتحم مهن كانت ولوقت قريب حصرية على الرجال فقط وذلك لعدم تناسبها مع بنيتها الجسمانية، لكنها استطاعت أن تخترق سياج تلك النظرة الضيقة بالفعل العملي لتؤكد علو كعبها.
أعراف وتقاليد:
(المرء ليس بصادق في قوله حتى يؤيد قوله بأفعاله)، وهو ذات الأمر الذي انطبق مع فتاة إيرانية نجحت في تحقيق حلمها في أن تكون أول كابتن طائرة في إفغانستان حتى منحتها الخارجية الأمريكية جائزة (المرأة الدولية للشجاعة) لتجاوزها العديد من العقبات الأمنية والاجتماعية لتحقيق حلمها بقيادة الطائرة. اختيار تلك الفتاة الايرانية لهذه المهنة لم يكن سهلا في مجتمع تحكمه الأعراف والتقاليد فضلاً عن الوضع الأمني المتدهور لكنها لم تكترث لجميع هذه العقبات ومضت قدما نحو هدفها و حققته على ارض الواقع.
(جزارة) و(حلاقة):
اعتدنا مؤخراً على عمل المرأة في مهن كانت بعيدة عنها بعض الشيء مثل أن تكون ضابط شرطة أو مهندسة معمارية وهي ترسم و تخطط وتنفذ كتفا بكتف مع الرجل تحت لهيب الشمس الحارقة، وظهور عدد من النساء في بعض المهن الغريبة أصبح امرا معتادا إذ نجد على سبيل المثال الحاجة هدى التي عملت كـ(جزارة) في ملحمة كبيرة وسط السوق وهي تقف بنفسها على ذبيحتها وتقطعها بالساطور وعدد كبير من الزبائن يلتفون حول محلها للشراء، إلى جانب تلك المرأة المصرية والتى تعمل في مهنة الحلاقة الرجالية مؤسسة لنفسها صالوناً ضخماً ترتاده الأغلبية لتمكنها في المهنة بالرغم من دهشة البعض مما تقوم به، ما جعلهم يستخفون بها إلا أنها لم تعر الأمر كثير اهتمام لتواصل عملها بتميز و همة ونشاط.
مهن متعددة:
في ذات الوقت هناك مهن شاقة بالنسبة للمرأة لكنها تخوض غمارها بصبر وجلد، تماماً كالسيدة (أم مصطفى) التي تعمل في مهنة السباكة، والتي بدت غير مهتمة للتعليقات الساخرة التي كانت تلاحقها أينما حلت و هي تحمل (عدة) عملها في حقيبة ظهر حتى أصبحت معروفة في المنطقة بانها متميزة تجيد عملها بمهارة فائقة، كما أن هناك نساء يعملن في صيد الاسماك وبيعها للتجار الكبار الذين يقومون بتوزيعه في الاسواق، ونساء أخريات يعملن سائقات لسيارات الاجرة كـ(الامجاد) و عربات النقل الكبيرة و أخريات عاملات في طلمبات البنزين وموزعات للغاز في الأحياء.
بأمر الظروف:
(السوداني) استطلعت عدداً من النساء اللائي اتفقت أراؤهن بأن المرأة أصبحت أقوى مما كانت عليه في السابق بعيداً من قيود العادات والتقاليد التي تحجم رغباتها وطموحاتها، مؤكدات عمل بعض النساء في المهن الغريبة هو بأمر الظروف التي تكون في بعض الاحيان خارجة عن إرداتهن في ذات الوقت هناك من لديهن رغبة حقيقية في تلك المهن الغريبة والشاذة ارضاء لطموحهن وانهم الاقدر والاميز.
السوداني