مقالات متنوعة

د. جاسم المطوع : 26 سؤالا مهماً للمقبلين علي الزواج

جلست مع مجموعة شبابية أعمارهم في بداية العشرينيات وبعضهم متزوج، ولكن أربعة منهم طلقوا في أول سنة من الزواج ثم تزوجوا مرة أخرى، فسألتهم عن سبب الانفصال المبكر، فأجابوا بأنهم دخلوا في الزواج الأول وهم لا يعرفون شيئا عنه ولا عن كيفية التعامل مع المرأة فكان زواجهم الأول محطة تجارب تعلموا منها خبرات كثيرة ومنها كيفية التعامل مع نفسية المرأة، وهذا كان سببا في نجاح الزواج الثاني ثم تحدثوا عن مشكلة عدم تهيئة الشباب للزواج وأن فشلهم الأول كان لهذا السبب.

فطرحت عليهم مجموعة من الأسئلة ينبغي أن يعرف إجابتها كل مقبل على الزواج وهي: ما الهدف من الزواج؟ وكيف نخطط لحفل زفاف من غير مشاكل؟ وما أعمال الليلة الأولى؟ وما الحقوق والواجبات الزوجية؟ وما مهارات حل الخلافات الزوجية؟ وما الفرق بين نفسية المرأة والرجل وطريقة تفكيرهما؟ وهل السعادة دائمة في كل أيام الزواج؟ وما ينبغي أن يدفعه الزوج لزوجته شهريا؟ ومتى يكون تدخل الأهل ضروريا لحل الخلاف الزوجي؟ وكيف يتصرف أحد الزوجين لو كان الطرف الآخر بخيلا أو عنيدا أو عنيفا؟ وهل يحق للرجل أن يمنع زوجته من العمل أو أن يأخذ من مالها؟ وما الأحكام الشرعية للمعاشرة الجنسية؟ وكيف يخطط الزوجان لمستقبلهما؟ وما أفضل وقت لإنجاب الأطفال؟ وكيف يتعامل الزوجان مع أهلهما لو تدخلا في حياتهما؟ وأيهما أفضل السكن مع الأهل أم السكن المستقل؟ وكيف يتعامل الزوجان مع الأسرار العائلية؟ وما حدود علاقة الزوجين بأصدقائهما؟ وكيف يمدح أحد الزوجين الآخر؟ وكيف تبنى الثقة بين الزوجين؟ ومن هو الطرف الثالث الذي يلجؤون إليه في حالة الخلاف؟ وما مهارات الحوار والاستماع الناجح؟ ومتى يكون الانفصال هو الحل الصحيح؟ وكيف يكسب كل طرف أهل الآخر؟ وكيف نتعامل مع اختلاف البيئة والثقافة بين الزوجين؟ وكيف نتعلم مهارة غض البصر عن الأخطاء؟

فقال شاب: إنها أسئلة مهمة، ولكن كيف نعرف الإجابات الصحيحة عنها؟ فقلت له: الأصل أنك تعرف إجابة هذه الأسئلة من والديك ثم تساعدهما المدرسة والمنابر الإعلامية والبرامج التدريبية، فعلق أحد الشباب بطريقته الشبابية قائلا: اترك عنك هذا الكلام النظري يا دكتور ولا أريد أن أتعلم من والديّ فهما تجربة فاشلة في الزواج، فكيف أقبل منهما أن يعلماني مهارات الزواج الناجح؟ وأما التعليم فإن المدارس لم تعلمنا شيئا عن الأسرة والزواج الناجح، وأما البرامج التدريبية فإننا مللنا من المحاضرات والندوات ولكن نريد معلومة سريعة وموجزة ومفيدة تتناسب مع إيقاع هذا العصر.

فأجبتهم عن هذه الأسئلة بإيقاع سريع وقلت لهم: لو ركزنا على دراسة سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع زوجاته لسهلنا على حديثي الزواج كثيرا من الصعاب، فالنبي الكريم عاش مواقف متنوعة مع زوجاته وعلمنا منهجية التعامل مع الصغيرة والكبيرة ومع الثيب والبكر ومع المطلقة والأرملة ومع السهلة والصعبة ومع اللينة والشديدة ونحن بحاجة إلى قراءة اجتماعية للسيرة وتعلم مهارات التعامل الأسري.

فقال شاب: أما أنا فلم أفكر بالزواج وعمري اقترب من الثلاثين، فما رأيك بالموضوع؟ قلت له: هذه ظاهرة منتشرة بين الشباب اليوم وهم يقدمون سعادتهم الفردية على سعادتهم العائلية وفي كل يوم تتأخر فيه عن الزواج فإنك تخسر الكثير، فالعائلة تعطيك حبا وتقديرا وأمنا وسلاما وراحة واستقرارا، فأنت قد لا تحتاج لهذه المعاني اليوم لانشغالك مع أصدقائك ولكن عندما يتقدم بك العمر ستشعر بأهمية الكلام الذي أقوله لك.. فعجل بالزواج، فرد علي قائلا: لهذه الدرجة تكوين الأسرة مهم؟ فقلت له: ولأهميتها قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرافقة الزوجة على الجهاد عندما أخبره رجل بأنه يريد الذهاب للجهاد وزوجته ترغب بالذهاب للحج، فكان ردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم له: اخرج معها. فقال الشاب: عجيب أول مرة أسمع هذا الحديث، فقلت له: ولهذا أنا أخبرتك بتعجيل الزواج فالأسرة باب عظيم من أبواب الجنة فاحرص عليه، ولكن تهيأ أولا حتى لا تكرر الخطأ نفسه الذي ارتكبه أصدقاؤك، فرد علي بصوت عال: «وأنا قررت اليوم قرارين: الأول التهيئة للزواج والثاني الزواج» فضحك الشباب وضحكنا معهم.