عبدالله إبراهيم علي : كيف يدعم الآباء العملية التعليمية؟
من المهم جداً أن يعمل ولي الأمر على تعزيز وتقوية العلاقة بينه وبين مدرس ابنه بالمدرسة، وذلك بالتواصل المستمر وجمع المعلومات السلوكية والأكاديمية عن الطالب والتوقعات التعليمية، وحين نتواصل نحن أولياء الأمور مع المعلمين مباشرةً ونقوم بمتابعة وحضور الفعاليات والورش التدريبية المدرسية، بما في ذلك حضور الأمسيات المفتوحة وجلسات التعريف بالمناهج والمشاركات الرياضية والثقافية، كما يمكن طلب الأشياء التي يمكن أن نمارسها مع أبنائنا الطلاب بمنازلنا، هذا في حد ذاته دعم لأبنائنا الطلاب لتحقيق النجاح بمدارسهم، وغالباً يكون ولي الأمر راضياً عن تواصل المدرسة معه، ولكن هل المدرسة راضية عن تواصل ولي الأمر معها؟ بالتأكيد نظراً لإيقاع الحياة السريع ومشاغل ولي الأمر، قد يصعب على البعض الحضور للاجتماعات المدرسية، أما الذين يحضرون الاجتماعات المدرسية، فيمكنهم تحضير الأفكار والاستفسارات لمناقشتها مع الإدارة والهيئة التدريسية بالمدرسة، ومن محاور دعم ولي الأمر للعملية التعليمية، مشاركته في الأنشطة المدرسية وحضور حصص المعايشة بحجرة الصف الدراسي لإبداء وجهة نظره في عملية التعليم والتعلم، كما يمكن للآباء مشاركة الطلاب في الرحلات ودعم مكتبة المدرسة بالكتب الثقافية والعلمية المرتبطة بالمناهج المدرسية، هذا كله يسهم في تعليم الأبناء ودعم المدرسة، في المقابل يمكن لولي الأمر متابعة ابنه في المنزل ومراقبته وتحفيزه ومساعدته في حل واجباته وتوفير بيئة من الكتب والمواد التعليمية المتنوعة ما يكفي لعملية المتابعة المنزلية، وتعليم القيم المختلفة واحترام المدرسة والتفاعل معها، إذن مساعدة أولياء الأمور للأبناء في الواجبات وعمل المشاريع المدرسية ومعرفة سلوكياتهم وسلوكيات أصدقائهم وأقرانهم لهي دعم للعملية التعليمية، و إن هناك أهمية لتواصل أولياء الأمور بالمدرسة، للوقوف على مستوى أبنائهم الأكاديمي والسلوكي، ويجب تفعيل هذا الجانب بشكلٍ أفضل مما هو عليه الآن، وبالنسبة لانشغال أولياء الأمور ونسيانهم أو تناسيهم، يمكن اقتراح عدة طرق لتحسين نسبة حضورهم برفع دافعيتهم وحماسهم للمشاركة في فعاليات المدرسة المحلية والوطنية والأكاديمية والسلوكية، وللمدرسة دور في أن تعمل على تكريم أولياء الأمور، وخصوصاً أولئك الذين يحضرون الاجتماعات ومناقشة التقارير ويتواصلون معها باستمرار، كما يمكن إشراكهم في تخطيط وتنفيذ البرامج والأنشطة المدرسية، وللمدرسة خطة تنتهجها في طريقة تقديرهم واحترامهم لأولياء الأمور، وأخذ رأيهم في النقد البناء وما يطرحونه من مبادرات وأفكار تصب في مصلحة المدرسة، واختيار لغة الخطاب المناسبة معهم، مع احترام عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم، كما يجب الإصغاء الجيد لهم من خلال تجاربهم وخبراتهم، فالجلوس معهم والتحدث إليهم ومشاورتهم باختيار الزمان والمكان وطلب مساندتهم في بعض الأنشطة قد يفيد كثيراً، ومدهم بالمعلومات، وكذلك يمكن عمل دورات لأولياء الأمور من وقتٍ لآخر لتحسين مهارتهم في كيفية التعامل مع الأبناء، وما يحتاجونه من قضايا تربوية ونفسية وعقد لقاءات دورية تجمع الآباء بالمعلمين ومدراء المدارس لزيادة الوعي التربوي، تقول (فيكتور فوجس): مما لا شك فيه أن اهتمام الآباء بأبنائهم والقِيَم التي يحرصون على غرسها فيهم، هي من العوامل الأساسية التي تحسم مدى نجاح الطفل في المدرسة، وقد لاحظت تفوق أبناء العائلات الآسيوية على طلاب المدارس الأمريكية والكندية، بسبب المشاركة الفعالة من آباء طلاب شرق آسيا في متابعة تعليم الطلاب، ويقول الأستاذ (جورج دي فوس) المتخصص في علم الإنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا مُعَلِقاً على النهضة التعليمية في اليابان بسبب دعم الأم اليابانية لدور المدرسة ودعمها لأطفالها، حيث ترى أن التنشئة الأسرية تظل قاصرةً إذا لم يتم ربطها بالمدارس.