(والٍ) من خارج الولاية..!!
{ فكرة العودة لتعيين (الولاة) من خارج أبناء الولاية، كما كان العهد في عقدي (الإنقاذ) الأولين فكرة صائبة، وسياسة راجحة وناجحة لإخماد نار القبلية والعشائرية التي اندلعت في أطراف وأواسط السودان.
{ ولكن هل تعيين (الوالي) وحده من خارج الولاية، بينما أعضاء حكومته من الوزراء والمعتمدين مقسمون على قبائل الولاية وجهاتها، يمكنه أن يحل المعضلة؟! بالتأكيد.. لا!!
{ لا شك أن توزيع الولاة على الولايات بطريقة (زول البحر الأحمر يمشي شمال كردفان، ووالي شمال دارفور يجي نهر النيل، وزول الخرطوم يمشي سنار.. وهكذا…) دون تدبر ومراجعة ومواءمة بين قدرات ومعرفة المرشح للولاية بأهلها وتقاطعاتها ومشكلاتها، فضلاً عن رغبته الأكيدة في العمل هناك، سيكون خطأ فادحاً جديداً يُرتكب في حق الحكم الفيدرالي وفي حق مواطني غالب تلك الولايات.
{ فإذا كانت الولاية (حضرية) في وجهها الأعم ولا تعاني من آثار نزاعات قبلية ظاهرة أو مستترة، وكان الوالي من أبنائها، وأنجز وقدم لخدمة أهله وسكان الولاية وتنميتها ولم يستبق شيئاً، فلا معنى، بل لا مبرر لاستبداله بآخر.. فقط لأنه من خارج الولاية!!
{ نجح “أيلا” في البحر الأحمر مثلاً.. وهو من أبناء الولاية.. وفشل آخرون في ذات المنصب قادمون من ولايات أخرى.. وكان “الحاج عطا المنان” مقبولاً وموفقاً في جنوب دارفور، وفشل أنداده من أولاد الولاية، فتآمروا عليه بحجة أنه (غريب) ولم ينجزوا صلحاً ولا سلاماً!!
{ وخرجت “نيالا” تبكي واليها “عبد الحميد موسى كاشا”، ثم تظاهرت بعربها وزرقتها بعنف لأجل بقائه، ورفض هو أن يعمل وسط أهله (الرزيقات) في “الضعين” فاستقال عند التعيين الأول، ورضخ تحت الإلحاح والضغوط في التعيين الثاني، وما لبث أن استقال أيضاً لأنه سيكون موضع اتهام عند أهلنا (المعاليا) وإن عدل!!
{ إذن ليست هناك قاعدة ذهبية ثابتة تؤكد أن ابن الولاية سينجح أو سيفشل، فالأمر محكوم بطبيعة المنطقة وسكانها والقيادي المرشح للحكم بين الناس فيها.
{ ولهذا عندما مرت على بريد هاتفي بالأمس قائمة مقترحة- لا أدري من اقترحها- تحوي (ثلاثة) مرشحين لمنصب الوالي في الـ(18) ولاية، بدا لي المشهد عبثياً وغرائبياً، فبعض المرشحين لم يصلح في إدارة مؤسسات محدودة العدد والمهام، فأنى له بالولايات وتعقيداتها وتكتلات مجموعاتها السياسية والإثنية، وتقاطعات مصالحها ومغرياتها!!
{ سادتي.. دقّقوا النظر وحكّموا البصيرة.. واسقطوا حساباتكم الشخصية واخرجوا من دوائركم الضيقة، لتقدموا للأمانة القوي الأمين
كلامك دا كان يطبقوه علي ناس الشمالية الكبرى (الشمالية ونهر النيل) .. باعتبار انهم ناس مسالمين وما بتاعين حاجات زي دي …
بس هسي ما في طريقة. دا كان زمان، لن يقبلوا بأن يكونوا هم الاستثناء الوحيد …
هييييييييع ككع كرع كع .