مين لسماك يطول.. ما بطولك اللمسان (2)
اطارت النوم من عيني مكالمة ليلية طويلة، بثتني خلالها شابة رقيقة الاحاسيس، معاناتها من جرح المشاعر والاحراج الشديد، وذلك لان عواطفها تعرضت لرفض مذل، من شاب كانت تحسب انه يبادلها المشاعر، حتى فهمت منه عكس ذلك ولكن بـ (الطريقة الصعبة) ..انتظرت منها مكالمة نهارية لاطمئن عليها، خاصة وانني طلبت منها أن تسلي نفسها برائعة سيد عبد العزيز (قائد الاسطول)، حتى ترفع بها معنوياتها المنهارة وتهدأ لنواصل الحوار حول المشكلة، فقد تبين لي أنها تعرضت لصدمة شاكوشية في مقتبل حياتها العاطفية، مما تسبب لها في أذى نفسي شديد جعلها (تهول) الموضوع، وتجعله يأخذ من وقتها ودموعها أكثر بكثير مما يستحق، فالشاب ? ولإبرائه من تهمة استغلال عواطفها ? لم يصرّح أو حتى يلمّح بأنه يحمل نحوها أي مشاعر، فقط كان يتعامل بصورة مرحبة بمحاولتها التقرب منه، وفرض وجودها اليومي عليه في مكان عمله .. ربما كان مرتبطا بأخرى و(يسلي وقته) بصحبتها، وربما ارتبط باخرى لاحقا فقدّر ان وجودها في محيطه سيتسبب له في الاحراج .. إي كان السبب الذي حمله على ايصال رسالة (الاستغناء عن حنانها)، فقد اوصلها بصورة جافة وقاسية، صدمت مشاعر الشابة في اول تجاربها الغرامية ..لا بأس في القليل من الدموع قبل (طقطقة) الرقبة من (تعسيمة) الشاكوش، والانطلاق للامام بيقين (حوه والدة) وحتمية (بكرة يا قلبي الحزين تلقى السعادة)، ولكن ,فلنستقل السانحة بتوجيه رسالة لابنائنا الشباب أولا:يصيبني القلق وعدم الارتياح، كلما سمعت حديث الشباب عن فقدانهم الثقة في شقهم الآخر، واستهوانهم اللعب بعواطف الفتيات، بزعم انهن غير مخلصات ويمارسن سياسة التضليل والغش العاطفي مع الشباب، لذلك لا يستحققن من الشباب إلا الاحتقار والمعاملة بالمثل !!هذا مؤشر خطير على تدهور واعتلال صحة المناخ الانساني بين الشابات والشبان ..أي نعم هناك بروز لظاهرة البنات (الالعوبانات)، ولكنها لا تمثل اغلبية ولا تصلح للحكم على (كل) البنات بفساد الذمة العاطفية، ففي التعميم ظلم كبير لكل من الطرفين، وتعمي اعين الشباب عن رؤية قلوب غضة ونفوس بريئة لم تلوثها اخلاقيات العولمة بعد، والاشد خطرا أن تدفع الشباب للعزوف عن الزواج وهم أصلا متسببين و(المتسبب بتبكيهو الريشة) !! شوية ثقة في انفسكم وفي اختياراتكم ودوما كون في السليم واختر ذات الدين لتترب يداك ..أما بناتي الشابات فلهن همسة في اضنينهم:ما (تندلقن) على الشباب .. التقل صنعة، والحشمة والحياء في التعاطي مع المشاعر والعواطف، تعصم كرامتكن وقلوبكن من مذلة الرفض ومغبة الاستغلال ..كونن صعبات الوصال والوصول، إلا في طريق الاصول والسعي لـ بيت الحلال، تسامن على ضعف النفوس وتعالن في سماوات طهركن بعيدات عن المنال كمن قال عنها سيد عبد العزيز (مين لي سماك يطول ما بطولك اللمسان) .. بعيدات متواريات خلف شموس عزة تعشي عيون كل من تحدثه نفسه بأن يطول سماكن .طالما ارتضينا نهج الحياة العصرية وما تستلزمه من حتمية الاختلاط في الدراسة والعمل، فلا مناص احيانا من تجاذب اطراف المغنطيس، ولكن اياك يا ابنتي و(الخفة والطيارة) و(رمي الجتت) .. لا تفرضي نفسك ولا صحبتك على احد، ولا تبادري بالخطوة الأولى أبدا مهما طال بك الانتظار .. والرجال من يومهم بفكوا البيرق ويجروا من البتجري وراهم ..أخيراً تعالن نسمع ولتتخيل كل واحدة منكن انها محبوبة الشاعر التي قال عنها:يا قائد الأسطول تخضع لك الفرسان .. يا ذو الفخار والطول أرحم بنى الإنسان مين لسماك يطول ما يطولك اللمسان .. معناك شرحو يطول والله يا إنسان أصدق كفانا مطول يا ذو الحسن إحسان .. أنا عقلى بيك مختول والناس عقول ولسان ما بنكر المعقول آمنت بالإيمان .. بالطلسم المصقول بدل لخوفي أمان بالنور سحرت عقول كانت صميمة زمان .. يا من تحق القول قتل النفوس حرمان وما الجندي والمكتول و طالب الغفران .. من إيده راح منتول واتوهد النيران فاقد الصواب مبتول مما رأى حيران .. أصبح زهر مشتول وفاح ملا الجيران يا علة المعلول كم أومى ليك بنان .. كم من أسير مغلول ما لاقي لحظة حنان يرى وعدك المحلول زي حجة الوسنان .. والكان سكونو تلول ما ببدلهم بجنان يا حبيبي كون ممهول وليكون ما كان .. الفي غد مجهول والماضي اسمه الكان نفديك شباب وكهول ونبقى ليك أركان .. في حبك المأهول ونخدم السكان يا الفي سماك مفصول تنشاف عيان وبيان .. ما عرفنا ليك وصول وما دنيت أحيان إنت الخطاك أصول يعلم الديان .. مثلت فينا فصول ما بدرسها النسيان