تحقيقات وتقارير

وصفة حلول (المؤتمر السوداني)


عندما اقتربت الساعة أمس من الثانية ظهراً، كان رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ حضوراً في الميقات دون تأخير لموقع المؤتمر الصحفي الذي عقد بصالة المؤتمرات بدار الحزب بشمبات، ولم يضيع الرجل وقت الصحفيين وتعطشهم للأسئلة، وانتظروا إفاداته حول الوضع الراهن بالبلاد، وعلى رأسها القضايا المتصلة بالصراع الدموي المؤسف الذي دار بين الرزيقات والمعاليا الأسبوع الماضي، بجانب سير العمل في ما يلي العمل داخل تحالف المعارضة.

تجنب الانتخابات

وعلى غير التوقعات فإن الشيخ لم يتطرق للحديث عن الانتخابات الأخيرة ونتائجها بحسبان أن المسؤول السياسي للحزب مستور أحمد سبق أن نظم مؤتمراً صحفياً فور إعلان نتائجها أواخر الشهر الماضي، ولم يتطرق لها خلال حديثه إبان المؤتمر الصحفي إلا لمرة واحدة حينما أشار إلى اشتراط المعارضة ضمن حزمتها ومطالبها للحوار مع الحكومة بإلغاء نتائج الانتخابات، وهو أمر من المؤكد لن يحظى بموافقة الحكومة أو حتى نقاشها حولها.

روشتة (الشيخ)

تلاحظ خلال المؤتمر الصحفي أن الشيخ خصص جزءاً كبيراً منه للأوضاع الأخيرة التي شهدتها ولاية شرق دارفور بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا، واستهل حديثه بالترحم على الذين سقطوا خلال تلك المواجهات وتقدم بالتعازي لأهلهم وذويهم، وحيا الصحافة السودانية لوقفتها وتضامنها وإبرازها خطوطاً عريضة بصحفها الصادرة أمس تحت عنوان (لا للدماء).

واعتبر أن ما حدث خلال ذلك الصراع يعد امتداداً لأخرى اندلعت في العام الماضي، وقال بلغة متحسرة: “لقد حدث هذا لأسباب لا ترقى لحجم الذين سقطوا قتلي في هذه المواجهات”، وأقر بأن قضية الأرض أصبحت قضية شائكة ومعقدة وقال: “نحن نعتبر الأرض ملك للدولة ويجب على الجميع الاستفادة منها من غير إدعاء طرف بملكيتها كما يجب على الحكومة حل قضيتي الأرض والسلاح بشكل مستعجل طبقاً لقوله، مشدداً في ذات الوقت على ضرورة نشر القوات الأمنية في أماكن النزاع قبل حدوثها.

الآلية والقضاء

وطالب بتكوين آلية شاملة مهمتها معالجة المشكلات القبلية بصورة نهائية بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي، ونادى بضرورة الاهتمام بالراديو وتوظيفه في بث رسائل تلك الآلية في ما يتصل بحل المشكلات القبلية، وإرسال رسائل تحث على حقن الدماء.

واعتبر أن تقسيم الولايات على أسس عرقية وإثنية أفضى إلى نشوب وإشعال النعرات القبلية، مستدلاً بما حدث بولاية شرق دارفور، وقال إن منهج المصالحات القبلية المتبع لم يؤد لإنهاء المشكلات، مبيناً أن الحل الناجز يتمثل في سيادة حكم القانون باعتباره الرادع لأي مجموعة تتفلت وجعل القضاء هو الفيصل.

الطريق لباريس

في ما يتصل بالأوضاع داخل المعارضة فإن الشيخ كشف خلال حديثه بالمؤتمر الصحفي عن تكوين تحالف قوى الإجماع خلال اجتماعها الأخير للجنة برئاسة رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع فاروق أبوعيسى بغرض الجلوس مع كل الأطراف الموقعة على نداء السودان بغرض هيكلتها.

وكشف عن وجود ترتيبات لسفر وفد من قوى الإجماع لفرنسا في الفترة المقبلة للبحث عن التزام الحكومة بالاشترطات التي وضعتها المعارضة للحوار واضاف: “نعتقد أن المجتمع الدولي يعتبر طرفاً أصيلاً في حل قضايا السودان ونحتاج للتعاون معه لكن دون رهن إرادتنا لأحد”.

أولوية المرحلة القادمة

قال الشيخ إن حزبه شكل لجنة برئاسة رئيس المجلس المركزي د.الفاتح عمر السيد وبعض أعضائه بغرض إجراء اتصالات مع رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي وبعض الناشطين بالعاصمة المصرية القاهرة بغرض بلورة رؤية واضحة لحل كل قضايا السودان.

وذكر أن الشروط التي وضعتها المعارضة للحوار مع الحكومة التي نص عليها بنداء السودان تم تطويرها في إعلان برلين والتي كان من المقرر تقديمها للوفد الحكومي في اللقاء التحضيري الذي كان من المقرر أن تشارك فيه الحكومة وعلى رأسها تكوين حكومة انتقالية وإنهاء الحرب وإلغاء التعديلات الدستورية ونتائج الانتخابات وغيرها، مشيراً إلى أن رفض المؤتمر الوطني لهذه الشروط تعتبر بالنسبة لهم بمثابة إغلاق الباب أمام التحاور مع فصائل المعارضة.

وأوضح أن أولية عمل المعارضة في الفترة القادمة ستكون العمل من أجل إيقاف الحرب واعتبرها “القضية المركزية”، مشيراً إلى أن حل مشكلات البلاد لا يمكن تحقيقه من غير وقف الحرب، مشيراً إلى تدشين هذه الخطوة الأسبوع المقبل بمشاركة كل قوى نداء السودان، وأعرب عن أمله في أن تجد قضية وقف الحرب ذات الاهتمام والتفاعل من قبل الإعلام والشعب السوداني أسوةً بما حدث برفضهم للصراع القبلي الأخير بوصفها قضية مهمة تهم الجميع.

 

الصيحة


تعليق واحد

  1. عملاء و ماجورين ؟ كيف تطلب من الحكومة ايقاف الحرب و انتم متفقين مع الطرف الاخر للحرب و تدعموهم ماليا و ادبيا و موقعين معهم لاسقاط الحكومة ؟ انتم منافقون انتم لا نريون ايقاف الحرب لانكم تروا فيها الوسيلة الوحيدة لاسقاط الحكومة .