عبدالباسط حمدالنيل عبدالله : لماذا لا يستفاد من تنظيم الدولة الاسلامية
بغض النظر عن مع او ضد منهج تنظيم الدولة الاسلامية, لماذا لا نعمل عقولنا ومهاراتنا للاستفادة من الخصم فان الله سبحانه وتعالى كان يعلم بأن فرعون سوف يرفض دعوة موسى وهارون له بالهداية وبرغم ذلك أراد الله تعالى من هذه القصة تعليمنا طرائق وفنون الدعوة والتفاوض مع الخصوم والأعداء حينما أمر موسى وهارون بأن يقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. ما ذكرته مطلوب تطبيقه بشدة على الذي يحدث بين حكام الدول العربية وتنظيم الدولة الاسلامية الذين يجوز وضعهم في خانة الخصوم لا الأعداء فهم يشهدون بما يشهد به حكام المسلمين بأن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله, فلماذا لا يقال لهؤلاء الفتية قولا لينا رغم أنهم لم يدَعوا الالوهية كما أدعاها فرعون, لماذا واجههم الحكام بالبنادق والتنكيل ولماذا لم يُحشد لهم العلماء ليحاجوهم باللين وبالتي هي أحسن ما دام الخلاف فكري عقدي فلماذا لا يواجهون بالفكر وبالحجة, لماذا يتحالف الحكام المسلمون مع أعداء الاسلام لقتال من يشهد بأن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله.لماذا أتخذ حكام الدول العربية الاسلوب الامريكي في مواجة الارهاب؟ الا يوجد بديلا أفضل؟ لماذا لا يفرق الحكام بين محاربة اللصوص وقطاع الطرق وبين محاربة أصحاب الأفكار؟ لماذا لا يستفاد من بأس هؤلاء الفتية وشدتهم وذكائهم فيما يخدم قضايا المسلمين, فهاهي الأخبار تنقل لنا وأحيانا على الهواء مباشرة هروب الجيوش النظامية في العراق وسوريا ومصر امام بأس هؤلاء الفتية وترك ملابسهم وبطاقاتهم العسكرية لمن يستطيع الهرب منهم وكم من مرة شهد خبراء عالميون بذكائهم في التكتيكات الحربية وحتى التكنولوجيا العسكرية فقد وسعوا في الدائرة الكهربائية لكثير من انواع القنابل والمقذوفات لزيادة قوتها مما أذهل قادة الجيوش العظمى فأصبحت لا تقاتلهم إلا من أعالي السماء وترفض صراحة مواجهتهم على الأرض. وخير الأدلة التحالفات الغربية مع الدول العربية في مواجهتهم وما وصلت اليه من فشل ذريع ومخجل فهل يعقل أن ما يقارب الأربعون دولة تعجز عن مواجهة بعض من الالاف من شباب الدولة الاسلامية
اذا ابت بقية الدول العربية والإسلامية إلا الطريقة الأمريكية في مواجهة الدولة الإسلامية, فانا أنصح حكام بلادي الا يعاملوا هؤلاء الفتية بلغة السلاح بل بلغة الحوار والحجة فان كانوا على حق فلا يوجد مانع من مؤاخاتهم ومؤازرتهم وأن كانوا على باطل فقد يهتدون بالحجة وتحقن الدماء.
عبدالباسط حمدالنيل عبدالله