محمد كزام : رمز ام درمان
الهادي نصر الدين رمز ام درمان
عندما نذكر أم درمان لابد لنا أن نذكر فاكهتها (الهادي الضلالي ) أو ما يحلوا لبعضنا تسميته بالخال فهو تجده في كل كمان في أزقتها وفي شوارعها متجول .. وتجده في اتراحها وأفراحها ويسألك عن أهلك وعن أخبارك ، بالذكاء وسرعة البديهة ودماثة الخلق وخفة الدم والظرف والدعابة وكم يتحلى بالعفة والأريحية والتواضع الجم “. أنه موسوعة نادرة . وكنا عندما يمر علينا ويمازحنا بطرائفه الجميلة وكان يعرف الشخص مهما كان هل هو من سكان أم درمان وعنده ذاكرة قوية جداً في التعرف عليك من خلال الشبه وعندما تصافحه يسرد لك نسبك ويعرفك من أنت ومن هو أبوك وأمك ، ومرة كنا نلعب كرة قدم في حلتنا ودنوباوي وشات الأقدار فجأة وكان موقف لي شخصياً وهو كان صديق لي وهو مغترب منذ زمن خارج السودان وكنا نتحدث عن ذاكرة الرمز “الهادي الضلالي ” وانه يعرف كل من في أم درمان وقلت لصديقي هل تعرف الهادي الضلالي .. قال لي من يكون الهادي الضلالي قلت له أنه رمز من أم درمان وكيف لا تعرفه ، قلت له إذا وجدته سوف يعرفك وكان مندهش وإذا به يأتي من بعيد قلت له هذا هو الخال ، وقلت لصديقي صافحه ومزحت مع الخال وقلت له أتعرف هذا فإذا بالخال يمسك يده ويقول له أنت أبن فلان ,امك كذا وأبوك اغترب منذ كذا وكيف حاله ؟ وفجأة اندهش صديقي وقال لي كيف عرفني وأنا لم أحضر إلى السودان منذ زمن بعيد.. قلت له ألم أقل لك أنه رمز من رموز أم درمان ومن لا يعرف الهادي الضلالي ليس من أم درمان . هذه حادثه مع رمزنا وفاكهتها .
أن تجد شخص فيه كل الفراسة والفكاهة في هذا الزمن من الصعب ؟
فلابد لنا أن نكرم هذا القامة والذاكرة والقاموس .. وهو رمز من رموز أم درمان وأن نوثق له توثيق فمن النادر أن يتكرر مثله في هذا الزمان فهو من الزمن الجميل ، فتكريمه يتم من أبناء أم درمان والسودان .
محمد كزام