حسين خوجلي

فإن لم ينبت كله نبت بعضه


كان الصحابي عبد الرحمن بن عوف الذي ترك كل ماله بمكة وهاجر تاجراً لا ينافس ولذلك عندما وصل المدينة قال لأخوته دلوني على السوق. وكان الصحابة يقولون عنه رضي الله عن ابن عوف لو سام تراباً لصار ذهباً.. وكان عبد الرحمن من أعداء المحاكم والتقارير كما تقول لغة هذا الزمان فقد أشتهر عنه قوله )من سمع بفاحشة فأفشاها هو كالذي أتاها
* كان لنا زميل في الجامعة مشهور بالألفاظ والمداخل الأدبية ولأن الخطاب قديماً كان سيد الموقف فكان من أكثر المسعفين للمحبين الصادقين والكذبة حين يصابون )بالشاكوش( المنتظر فقد كتب يوماً لأحدهم وهو يرد على المفارقة وصلني من صديقتك ما يفيد بأنك قد قطعت حبل الود.. ولكن أعلمي أن حبل الود والوداد لن ينقطع أبد الدهر فالهجران يغتال الحب التافه ولكنه لا يقوى على الحب العظيم
* عندما كان السودان بلا قبليات ولا جهويات وعنصريات وإن كانت فان تأثيرها كان لا يعدو مقام النكتة العابرة والمفتاحية للغريب والتجسير مع الآخر لادناء الجغرافيا
والتأريخ.. ونحن صبية كنا نسمع النعام آدم وهو يغني في حفلات أم درمان ويمنح الليل نكهة والأنفس ظلالاً وعبقاً.
وما زالت رائعته الخالدة في أعصابنا وأحداقنا والمشاش )مكتوب لي مقدر( وأظنها لخضر محمود ولو بقي في الذاكرة ذكرى
* ما سمعت قط تقديماً أوضح وأدق وأشمل لشيء أكثر من تعريف المصطفى صلى الله عليه وسلم للقرآن إن هذا القرآن مأدبة الله فأقبلوا على مأدبته ما استطعتم
إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ّولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد فاتلوه فان الله يأجركم على تلاوته كل حرف بعشر حسنات
* قيل لأحد الشهداء إنك ضنين على عرض الأطباء فقال مبتسماً إنني منذ أن قرأت تعريف المصطفى )والشفاء النافع( لم أذهب ّلطبيب أو عشاب
* ومن خطير شعر سليمان البستاني قضيت إلهي بالعذاب ويا ترى بأي مكان بالعذاب تدين؟ ٌفليس عذاب حيثما أنت كائن ُّوأي ٍمكان فيه لست تكون
* وكان العقاد عليه الرحمة حينما يبدأ ّبالكتابة يحدق في قلمه ويتلمسه ويقلبه وقبل أن يبدأ الكتابة يقول للذين من حوله هذه أظنها علي بن عبيدة القلم أصم ولكنه يسمع النجوى وأبكم ولكنه يفضح عن الفحوى وهو أعيا من باقل لكنه أفصح وأبلغ من سحبان وائل يترجم عن الشاهد ويخبر عن الغائب ولكن ابن الزيات يرف حين يقول ُّبالقلم نرف نبات العقول إلى خدور الكتب
* كاد أن يتوقف تدفق النفط لسيطرة قوات مشار على مواقعه.. ولذلك قرروا أن يكون البديل تدفق الدم والدم عند مشار وسلفا كير لا يساوي ثمن باخرة نفط وسوف يأتي زمان لن يجد أحد لا نفطاً ولا دماً.. لأن الآبار والناس توائم
* آخر الأخبار بأن هنالك تعديلات جديدة في قانون الأراضي قف المشرع قبل أي تعديل لابد من مؤتمر وطني للأراضي يشارك فيه كل السودان وكل الخبراء.. وكل الفرقاء قبل أن نضطر للتعديل الألف.
بالمناسبة هل بقيت هنالك أراضي فلقد سمعت شكوى من مواطن أشترى قطعة أرض من مجمع سكني في أم درمان.. وعندما استوثق من شهادة البحث والمساحة والموقع وجد أنه قد اشترى قطعة أرض في شمال كردفان.
قلت له ناصحاً أحتفظ بها للتأريخ )فالحمد لله أنهم لم يبيعوا لك أرضاً في الطينة التشادية(
* بات في حكم المؤكد أن أقوى المرشحين لقيادة بنك فيصل الاسلامي في المرحلة القادمة المصرفي والاقتصادي صاحب التجربة والخلق الوعر الاستاذ سليمان هاشم مدير عام بنك المزارع الحالي وهو من ضمن مجموعة صارمة في العمل المصرفي يسمون بأبناء )صلاح أبو النجا( وهو مصرفي من البواكير معروف بالنزاهة والتشدد والمهنية وقد تخرج عليه العشرات فكيف تكون مساحة الكسب والتطوير ما بين السلف والخلف.. الأيام وحدها هي التي ستقرر.
* حادثة أليمة أخرى في طريق مدني بالقرب من فداسي وكان المتعدي بالسرعة والتخطي بص سياحي.. بصراحة كلما أرى بصاً سياحياً مقبل أو مدبر في هذا الطريق الضيق أتذكر بأنني لم أكتب وصيتي( يا جماعة الخير يا جماعة خلو الشارع دا للبصات والشاحنات.. ويمموا التراب وافتحوا رائعة الفنان الجديد كبك )أريد الله السواني سواق أفارق الشارع وأركب الدقداق(
* برلمان الجزيرة السابق مصر أن يقضي خمس سنوات كاملة تنتهي في 30 نوفمبر المقبل مع أن النواب الجدد قد فصلوا الجلابيب البيض والملافح وحدثوا ذويهم
بالامتيازات وتقبلوا الألقاب وتحللوا.. بصراحة عبد القادر خورشيد أبى يسلم جلال من الله جبريل.. ونحن بدورنا ننصح الأخ جلال بالانتظار ونقول له إنتظر باقي الشهور
فالنص صريح والجاتك )من الله( سامحتك. * تعجبني نسبية سيدنا لقمان فقد نصح ابنه يوماً )يا بني إن القلوب مزارع.. فازرع فيها طيب الكلام، فإن لم ينبت فيها كله نبت بعضه(