احمد دندش

بعد انسحابهما من عقد الجلاد… محمد وهاني…ايهما سيكسب الرهان..؟


شهدت الايام الماضية انسحاباً لثلاث من اعضاء فرقة عقد الجلاد هم هاني عابدين ومحمد عبد الجليل ورانيا، واحدث ذلك الانسحاب صدى واسعاً وانقسم جمهور الفرقة مابين مؤيد لغيابهما ومابين رافض لتلك الفكرة.
بعيداً عن عقد الجلاد ومدى تأثيرها بالغياب من عدمه، سنحاول اليوم التنقيب والتقصي في تجربة كل من هاني عابدين ومحمد عبد الجليل، وسنحاول ان نبحث عن امكانية نجاح كل منهما بمفرده، وسنتحدث ايضاً عن اوفرهما حظاً لكسب الرهان وتحقيق نجاح بمفرده بعيداً عن اصحاب (الياقات الخضراء).
بداية لابد من الاشارة لجزئية هامة للغاية، وهي ان محمد وهاني كانت بداياتهما في الاصل منفردة، قبل ان تسعي عقد الجلاد لضمهما اليها تدعيماً لصفوفها، وهذه النقطة تحديداً تصب في مصلحة كلا الشابين، فهما قد جربا الغناء الفردي، اي انهما ليسا بحاجة لإكتشاف هذا المجال.
ثانياً..اعتقد ان حظوظ وفرص محمد عبد الجليل في تحقيق النجاح بمفرده اكبر كثيراً من هاني عابدين، ليس لأن موهبة محمد اعلى من هاني، ولكن لأن الصوت الذى يتمتع به محمد عبد الجليل يعتبر صوتاً غير مألوف وغير مكرر بالساحة الفنية، الى جانب (التكنيك) الذى يتخذه محمد في ادائه للاغنيات، ذلك (التكنيك) الغريب على الاذن السودانية، واظن انه سيجد اهتماماً كبيراً ومتابعة غير عادية.
ثالثاً..ربما يتفوق محمد عبد الجليل على هاني عابدين في مسآلة (اختلاف) الصوت، لكن هاني ايضاً يمتلك ميزة ربما لاتتوفر في الكثير من المطربين الشباب اليوم، وهي ميزة (التجويد)، وهو ماتلحظه في مشوار هاني مع فرقة عقد الجلاد، فهو دوماً يسعي لتجويد مايقدم، ذلك الامر الذى سيسهم وبشكل اكيد في مساعدته على اقتحام الساحة الفنية في ظل (الركاكة) و(اللامبالاة) التى تسيطر عليها.
اخيراً…اظن ان الساحة الفنية تحتاج بالفعل اليوم لاصوات عبد الجليل وهاني، وذلك بسبب (الفقر) الشديد في خامات الصوت المختلفة، الى جانب حوجة الساحة الفنية كذلك لمطربين مسؤولين ومثقفين ومدركين لماهية الفن، ذلك الشئ الذى يتوفر في محمد وهاني واللذان تشربا من عقد الجلاد بتلك الصفة الاخيرة.