مقالات متنوعة

حسين حسن إبراهيم : يوم التنصيب

(1)
يوم من أيام التاريخ تشهده بلادنا اليوم بإحتشاد دولي وإقليمي واسع للمشاركة في تنصيب الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية هي الأخيرة في حكمه للبلاد المستمر من فجر الـ30 من يونيو عام 1989.
لاشك أن الرئيس وهو يضع يمينه علی كتاب الله العظيم لتلاوة قسمه بالعمل لخير البلاد والعباد.. ستمر بذاكرته الكثير من الأحداث منذ تاريخ قيام ثورة الإنقاذ الوطني وإلى يومنا هذا.
وسيتذكر دون شك أحباء كانوا معه في التأسيس وفي المسيرة وخاصة من توسد منهم الثرى.
وسيتذكر حينها أنه ذاهب إلى ما صاروا إليه وأن ما تبقى أقل من ما مضى.
(2)
وسيكون في ذهنه بلاشك في تلك اللحظات أن حساب ينتظره هناك عن سنوات طويلة في الحكم.. سيكون لحظتها العبء ثقيلاً.. وهو يردد الكلمات.. كلمات القسم (أقسم بالله العظيم، أن أتولى رئاسة الجمهورية، في عبادة الله وطاعته، مؤدياً لواجباتي بجد وأمانة، وعاملاً لنهضة البلاد وتقدمها، متجرداً من كل عصبية أو هوىً شخصي، وأقسم بالله العظيم، أن أحترم الدستور والقانون وإجماع الرأي العام، وأن أتقبل الشورى والنصيحة، والله على ما أقول شهيد).
سيدي الرئيس.. احكم فينا بالعدل.. واتق الله ولا تخشى في الحق لومة لائم.
أعلم أنك إذا ظلمت أحداً من شعبك اليوم فسيشوك إلى من لا يظلم عنده أحد.
(3)
وأنت تضع يدك على كتاب الله الكريم، تعلم تماماً ما تعانيه بلادنا من مشاكل وأزمات، عالجها سيدي الرئيس ولكن بموجب ما في الكتاب الكريم الذي تضع يدك عليه.. وسينصرك المولى عز وجل.
اختر لحكومتك وولاتك وغيرهم من المسئولين، من ينطبق عليه وصف القوي الأمين.. وليس من هو قيادي بحزبه أو قبيلته.
سيدي الرئيس لا تفرح إن أتاك كل ملوك الدنيا وقادتها ليشهدوا تنصيبك.. فأنت اليوم تضع يدك علی كتاب الملك الواحد الأحد.. الذي إذا أخلصت له نصرك.. ومن ينصره الله فلا غالب له.
(صحيفة السياسي)