احمد دندش

(المستفننين)…كلاكيت ثاني قبل رمضان.!

اسوأ ما يمكن أن يرتكبه أحدهم في حق جمهور الفن السوداني هو أن يفرض عليه فناناً بـ(القوة الجبرية)، بحيث يعمل على تسويق ذلك الفنان ووضعه في كل مكان بالقدر الذى يجعل الجمهور (مجبراً) على الاستماع اليه.
اقول هذا الحديث قبيل حلول شهر رمضان المعظم، وقبل ان تطلق لنا الفضائيات سراح العديد من الفنانين الذين تمت (صناعتهم) وتم تسويقهم للجمهور كذلك بسرعة كبيرة، الامر الذي ادى الى اصابة الساحة الفنية بمرض (عضال جديد) وهو داء (المستفننين)-وهو مصطلح احب أن اطلقه على تلك الفئة المصنوعة من مدعي الفن-.
شخصيات عديدة اسهمت في تردي الذوق العام للجمهور السوداني بسبب اصرارها على فرض اصوات (ملوثة) وتقديمها للجمهور في (طبق نظيف)، وبرامج تلفزيونية مختلفة ايضاً ساهمت بشكل كبير في تفريخ اولئك (المستفننين) والذين يحتاجون لـ(العلاج) اكثر من حاجتهم لـ(الغناء).
(المجاملات) داخل المجتمع السوداني بشكل عام، اسهمت كثيراً في تردي العديد من عناصر تطورنا سواء في السياسة او الاقتصاد او الرياضة او الفنون، الشيء الذي جعل الميزان العام للتقييم (مختلاً) وبالتالي تحول الموهوب الحقيقي اليوم الى (مظلوم) اما فاقد الموهبة فصار نجماً يشار اليه بالبنان وهي نتيجة طبيعية جداً لما يحدث من (تصنيع سيء) وتفريخ مستمر لمعدومي الموهبة.
اذكر انني قبيل سنوات سألت احد الفنانين الشباب من ذوي الامكانيات الهائلة عن سبب تأخر ظهوره، فقال لي وبسرعة: (عشان ما عندي علاقات وواسطات)، وعندما حاولت ان اقنعه بأن الفن لا يحتاج لـ(واسطة)، اطلق ضحكة عالية قبل أن يجيبني: (والله يااستاذ انت ماعارف حاجة ساكت)، ليروي لي بعدها قصة غريبة جداً حدثت له داخل قناة فضائية شهيرة سنرويها في الايام القادمة بـ(مهلة).!
جدعة:
الى كل المشرفين على البرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان، ارجوكم كفوا عنا إطلالات اولئك (المستفننين) فالساحة الفنية اليوم باتت غير قادرة على تحمل المزيد من (الغث).
شربكة أخيرة:
في رمضان تصفد (الشياطين)…ويتم إطلاق سراح (المستفننين).!…(قصة عجيبة).!