عين على السودان: أكثر من (300) طالب يمثلون حوالي (40) بلدا في رحلة علمية وتعريفية.. خمسة أيام في ولاية القضارف
تحاول منظمة الطلاب الوافدين أن تمحو ولو قليلا من آثار الصورة الشائهة عن البلاد في التقارير الدولية والإعلامية، وتلعب دورا مصغرا لوزارة الخارجية باستضافتها لطلاب وافدين من عدد كبير من دول العالم في رحلات مختلفة في البلاد ليتعرفوا على المشاريع التنموية وعوامل النهضة بالبلاد وكذلك العادات والتقاليد والثقافات، وتجتهد مع طلابها في الجامعات السودانية أن ينتقلوا لبلدناهم بصورة ذهنية خالية من صور الحرب والدمار.
وأقامت المنظمة التي ترعى طلابا يدرسون في الجامعات السودانية بجنسياتهم المختلفة رحلة علمية وتعريفية لولاية القضارف لأكثر من (300) من طلاب البكالريوس والدراسات العليا يمثلون حوالي (40) بلدا من آسيا وأفريقيا والوطن العربي، وأمضي الطلاب خمسة أيام في رحلتهم طافوا فيها معظم أنحاء الولاية، وتعرفوا على معظم المشروعات النهضوية فيها فضلا عن إحيائهم ليلتين ثقافيتين عكسوا من خلالهما ثقافاتهم المختلفة وكذلك استمعوا لإيقاع الثقافات السودانية بالقضارف بتنوعه الثر والكبير.
يقول المهندس محمد عبد الله القاضي الأمين العام للمنظمة إن الرحلات التي تقوم بها منظمته للطلاب الوافدين تنتشر لجميع بقاع البلاد، ويرى القاضي أن الهدف يتكامل مع الدراسة الأكاديمية التي توفرها الدولة للطلاب وتكون جزءا من آرائهم وانطباعاتهم عن البلد التي استضافتهم للدراسة، ويرى أن التجربة أيضا ناجحة كونها تتيح للطلاب التعرف على بيئات جديدة ومناطق تزيد من معارفهم، وقال إن منظمته مستعدة لتقديم العون للطلاب الوافدين في كل أشكال المعارف ومساعدتهم في دراستهم الأكاديمية بحزم من البرامج التي تنفذها.
وقد زار الطلاب والطالبات في مؤتمر الوافدين الحادي عشر مناطق مثل سد أعالي نهر عطبرة وسيتيت في ولايتي القضارف وكسلا وتعرفوا على دور السد كواحد من الإنجازات التنموية على مستوى القارة الأفريقية، وطافوا بمعية مهندسي السد على أجزائه من المدن السكنية والبحيرة وتوربينات الكهرباء ومحطة مياه القضارف، كما زاروا صومعة غلال القضارف التي تعد الأضخم على مستوى القارة وتعرفوا على طرق تخزين الحبوب الغذائية، وسعتها لمخزون استراتيجي للقارة، وشمل برنامج الرحلة دورة رياضية على شرف الطلاب مع أندية القضارف.
وعن انطباعات الطلاب الوافدين للرحلة فإنهم اتفقوا على ثرائها، وعدوها فرصة ذهبية أضافت لتصوراتهم أبعادا حقيقية عن سودان لم يروه إلا من خلال العاصمة الخرطوم بضجيجها وزحامها.
ونال المناخ المعتدل في رحلتهم للقضارف إعجاب الطلاب لا سيما وأن ليلتهم الختامية شهدت هطول أمطار غزيرة في نهايتها وعقب تناولهم وجبة عشاء أعدتها حكومة الولاية وشارك فيها الوالي الضو الماحي، وأبدى الضو سعادته بالطلاب حيث أشار إلى أن هنالك قواسم مشتركة تربط بين شعوب القارة الأفريقية والوطن العربي، وقال إن الوحدة مهيأة بتلك القواسم، وتمنى الماحي أن تتواصل رحلات الطلاب الوافدين وأن ولايته على استعداد لاستقبالهم.
ودفع الاستقبال الحار الذي وجده طلاب البلدان العربية والأفريقية للقضارف أحدهم لنظم قصيدة عن الولاية، مجد فيها رصفاءه الطلاب وشعب الولاية.
حسن محمد علي
صحيفة اليوم التالي