بخاري بشير : الحكومة الجديدة.. ومطلوبات المواطن!!
< بعض أئمة المساجد خرجوا في خطبة الجمعة الماضية باذلين النصح للسلطان؛ وأعلنوا مساندتهم له؛ في المرحلة القادمة من ولايته الجديدة التي تمتد لخمس سنوات.. وأكدوا أنهم سيساندونه في القضاء على الفساد واختيار القوي الأمين؛ ودعوه لابعاد طالبي السلطة والساعين لها والذين لازمهم الفشل في الفترة الماضية. < وطالب أئمة ثلاث مساجد هم خطيب المسجد الكبير الشيخ كمال رزق والشيخ عبد الحي يوسف من منبر مسجده بجبرة جنوب الخرطوم؛ وخطيب مسجد الأنصار بودنوباوي؛ طالبوا الرئيس البشير في فترة ولايته الجديدة أن يكون قريباً من هموم المواطنين ومذللاً لمعيشتهم. < ارتكزت مطالبات الأئمة على ضرورة تخفيف أعباء المعيشة على المواطن؛ بالاضافة الى تقديم الخدمات الضرورية له (صحة وتعليم ومياه وكهرباء ومواصلات)؛ وأشار خطيب مسجد الأنصار الى ارتفاع معدلات هجرة الشباب بحثاً عن العمل في ظل وجود اراضي ومشروعات زراعية باذلاً نصحه للحكومة الجديدة بالاهتمام بتشغيل الشباب. < ومضى عبد الحي يوسف في خطبة الماضية الى الى القول إن الذي يولّى أمر المسلمين يجب أن يعزّى لا أن تقدم له التهنئة؛ في إشارة منه الى أن هذا الأمر مسؤولية وتحمله عبء لا يقدر عليه كثير من الناس؛ وأن الولاية يوم القيامة خزي وندامة؛ إلا من أداها بحقها.. وطالب يوسف ولاة الأمر بقضاء حوائج الناس وتخفيف آلامهم. < كل الذي قاله سادتنا وأئمتنا من الأشياء المعروفة بالضرورة؛ لكن إنشغال الناس بالدنيا والجري وراء شهواتها الزائلة هو ما دفعهم للتذكير والدعوة من على المنابر باهمية الإنابة الى الله تعالى في أمر تولية شؤون المسلمين؛ ودعوتهم لأخذ أمانة التكليف بحقها. < أرجأ المكتب القيادي للمؤتمر الوطني إعلان الحكومة الجديدة لثلاثة مرات متتالية؛ ما جعل كثير من الناس يتداولون ذلك في مجالسهم الخاصة؛ بأن ثمة (خلاف) بين أعضاء المكتب حول التشكيل الجديد.. لكننا نأمل أن تكون أسباب التأجيل والتأخير لمزيد من التمحيص؛ وإبعاد مفهوم (مجموعات الضغط واللوبيهات). < أفلح الحزب الحاكم حتى الآن في ضرب سياج من السرية والكتمان على مجريات التداول داخله؛ الأمر الذي يؤكد قدرة هذا الحزب المؤسسية والقيادية؛ وأنه يطلق سراح المعلومات وقت ما يريد؛ ويحجبها وقت ما يشاء؛ وفي هذا إشارة للقوة لا تلميح الى ضعف. < وضع (معاش المواطن) في أول أولويات الحكومة القادمة؛ هو حديث الرئيس وبشراه التي أطلقها في خطابه الأول بعد التنصيب.. وقد سبق ذلك بتصريح سابق أن (قفة الملاح) هي الأساس؛ وقدم شكره للشعب الذي تحمّل ضيق الفترة الماضية؛ ووعده بـ (سعة) الفترة القادمة. < وقال بذات الحديث آخرون؛ هم في رأس القيادة وسدة الحزب؛ ما يجعل أمر (مستلزمات المواطن المعيشية)؛ أول مسائل الإمتحان القادم؛ ونتمنى أن يكون التأخير الذي لازم إعلان التشكيل الجديد مرده الى هذا النهج الجديد. < نتمنى للحزب الحاكم وقد نجح سابقاً في إخراج عملية الانتخابات؛ كما نجح في تقديم أنموذجاً جيداً في مراسم التنصيب؛ وكسب علاقات طيبة مع الأقربين والأبعدين من الدول؛ نتمنى أن يكمل الحزب خطوات النجاح بإختيار (حقيبة جديدة) تكون قريبة من آمال المواطنين وطموحاتهم؛ كما أكد ريئس الجمهورية في خطابه الأخير.