نفس الوجوه ونتوقع نفس الانجازات ..
نحمد الله ونشكره بأن مضت الايام السابقة بأمن وسلام وتحمل المواطن قدر الله الذى كتبه له فى هذه الدنيا ونسأل الله أن يعوضه خيرا فى الآخرة . المتابع للمشهد السودانى فى شهر مايو الماضى من عام 2015م يجد نشاط شبابى يبشر بالخير ويتوقع بأذن الله له مستقبل ملىء بالطموح والإهتمام والمسئولية والحماس والنجاح الكبير وفقهم الله . هؤلاء الشباب الذين أهمهم وضع بلادهم وحياة شعبهم ومستقبلهم مقارنة بالدول الاخرى من ناحية التقدم والإستقرار والتطور رغم إمكانيات بلادنا الكثير إجتهدوا وتعاونوا مع بعضكم و سيروا على بركة الله وعين الله ترعاكم وأنتم مستقبل البلاد وعون الشعب بعد الله سبحانه وتعالى وجيل الغد .
بعد إنتهاء الانتخابات وإعلان النتيجة كانت المعارضة غائبة وخائفة تترقب وتتأمل وتتطلع لدور لها سوى فى الحكومة أو دعم خارجى لكن لان نيتهم ليست لله وليس عملهم للوطن ولا تجمعاتهم لمصلحة المواطن خذلهم الله وفرق جمعهم وينطبق فيهم قوله تعالى ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) . إذا أحزاب المعارضة الرئيسية والتى لها ثقل شعبى ومكانة تاريخيه اصبحت دنيوية ولها وجود داخل الحكومة أما باقى المعارضة هى معارضة خطب أو فنادق أو خيانة للوطن أو عصابات ضد هذا المواطن . والشعب اصبح ينظر للبرلمان لكن البرلمان ظهرت نتائجه على أول جلسه له وذلك بأرهاقهم الجسمى وعدم ثباتهم مع هواء التكييف البارد . فهل ياترى يتأقلمون على هذا الجو أم يسيرون عكس الهواء البارد لخدمة هذا الوطن .
بالأمس تم تشكيل الحكومة التى يقال بأنها حكومة جديدة لعهد جديد لكن سؤالنا لسعادة الرئيس ما معنى وزير؟ وما معنى وزير دولة ؟ ووزير ولائى ؟ وما الإختلاف الوظيفى لهم ؟ أين الحكومة الجديدة ذات الدماء الشبابية التى اصبحت تحمل هم هذا الوطن ومعاناة المواطن . فقط نذكرك يا سعادة الرئيس وقبلها نبارك لكم الحكومة الجديدة ونسال الله لكم التوفيق – أما تذكيرى هو لم نسمع بوزير لمكافحة الفساد ووزير للمغتربين لان الاثنين من أهم مقومات الدولة فى هذه الفترة ولهم حوجة كبيرة وخاصه فى السودان .
مناصب مساعدى الرئيس هى مناصب ترضية وتشريف حسب ما يظهر لى . إن كانت تخدم الأمن والإستقرار والتنمية فلا غبار عليها . ومناصب الوزراء ووزراء الدولة التى تجاوز عددهم ما يقارب اعمارهم ووجودهم السابق لا يقل عن فترة ولاية رئاسية اوأكثر . هل السودان فى حوجة لهذا الكم الهائل من الوزراء إذا افترضنا تكلفة الوزير من معاش ومخصصات تتجاوز عشرة مليون فى الشهر نجد ن تكلفتهم فى العام ثمانية مليار من غير البدلات والانتدابات . هذا المبلغ يحتاج له المرضى والطلاب والمزارعين والطرق والمياة . فهل هؤلاء عوضوا هذا الرقم وتركوا بصمات وإنجازات يتحدث عنها الجيل القادم .
الحديث عن انفصال دارفور هو شعار تهديد للحكومة لخسارة المعارضة المسلحة لكن له انعكاسات كبيرة لدى الدول الغربية لتجد ثغرة تنفذ بها هذا الشعار لانها لا تريد الخير للسودان ولا لشعبه وذلك لموقعه الجغرافى ومكانته التى لا يستهان بها فى دعم وتوحيد القارة الافريقية والدول العربية اذا صلح حاله واستقر وضعه وكذلك لخيراته التى لم تستغل بعد . فلا مجال لشعارات التهديد ولا مكانة لمن ينادى بفصل دارفور هذا الجزء المهم اجتماعيا وثقافيا ودينيا واقتصاديا . على الذين ترتفع اصواتهم بالانفصال يجب ان يفهموا مشكلة دارفور لم تكن سياسية ولا تهميش وإنما هى مشكلة اقتصادية بحته حيث أن قبائل النسيج الدارفورى لها إمتداد داخل دول الجوار وأغلب تلك القبائل تنتمى لدول مجاورة أجبرها الجفاف والتصحر للبحث داخل الاقليم لمناطق الرعى الذى أثر على سكان الاقليم الذين يعملون بالزراعة ومن هنا بدأت المشاكل لان الدولة لم توفر المرعى ولا الحماية للمزارعين ولم تترك الحل للإدارة الاهلية التى كانت مسيطرة على الوضع . والدليل على أن المشاكل لم تكن سياسية عدد الوزراء من هذا الاقليم فى الحكومات السابقة والحالية والتنمية التى بدأت فيه .
ختاما نكرر الاهتمام بالشباب ودعم مبادراتهم وخبراتهم وإنجازاتهم التى اشتهر بها الكثيرون داخليا وخارجيا وأثبتوا تفوقهم العلمى والعملى والادارى . هل وضعت لهم الحكومة خانة فى فترتها الجديدة لينجزوا ويطوروا بلدهم ويعود من هاجر منهم .