حسن إسماعيل : مشاغباااااات
في الماضي كنا نصدق (بالصح وبالكضب) عندما يصمت الترابي ويعتزل وينعزل – نصدق أن الرجل (راقدلو فوق راي) ولكننا هذه المرة على يقين أن الترابي يصمت هذه المرة صمتاً حقيقياً لا فوق راي ولا في أي شئ آخر (بح).
قبل أيام أسرّ لي قيادي كبير في الوطني أن سرعة واندفاع الترابي نحو حوار الوثبة أدهشهم للغاية ولم يكونوا يتحسبون له وهم يرون أن ظهور وحماسة الشيخ للحوار هي التي عجلت بابتعاد الصادق واتخاذه موقفاً سلبياً من الحوار لظنه أن هنالك طبخة بيننا وبين حسن الترابي، ثم أردف ذاك القيادي أن حساباتهم للحوار وإنجاحه كانت معتمدة على الصادق وليس على الترابي ودخول الشيخ للميدان أربكت خطواتنا نحن والصادق.
الترابي يجلس الآن في المحطة ويتصنع الركوب والسفر عبر قاطرة الحوار والجميع يشاهد بأم عينيه القطار وهو يرتحل عبر قضيب الانتخابات والتنصيب والعهد الرئاسي الجديد ثم هو يصر على المناداة .
الحكومة تعلم أن واحداً من أهم أشراط نجاح تقاربها مع الخليج هو أن تحتفظ بمساحة معتبرة ومحسوسة من حسن الترابي ومهما وثب الرجل نحو الحكومة فعليها أن تثب هي للوراء .
كتبنا قبل هذا مستندين على هرولة كمال عمر أن المؤتمر الشعبي في طريقه لقبول تحالف اليد السفلى مع المؤتمر الوطني حتى يحافظ على فرصه في البقاء حيًا ولكن وحتى تحالف حتى الظهر هذا لم يعد مقبولاً لدى الحكومة لأنه تحالف يخصم الكثير من الخطوات الإيجابية التي مشتها في الفترة الأخيرة.
ورغم طارة المديح التي يحملها كمال عمر هذه الأيام وهو يتغزل في التشكيلة الحكومية الجديدة ويمتدح وزراءها ويصفهم بأنهم منحازون للحوار، ولكن قادة الوطني على يقين أن الاقتراب هذه الأيام من الشعبي يعني فقط تساقط شعر المكاسب التي نبتت في الأيام التي مضت كما أسلفنا.
الإرهاق والحيرة الذهنية دفعت الترابي لإطلاق مشروع سياسي جديد اسمه “النظام الخالف” وخلاصة فكرة هذا المشروع هو عودة كل القوى الإسلامية للتحالف فيما بينها .
فهل إلى هذه الدرجة فقدت أنف الترابي ميزتها ومهارتها في التعرف على رائحة الحيثيات والوقائع التي تحيط بالمنطقة والإقليم؟.