مقالات متنوعة

حسين حسن ابراهيم : إفلاس

(1)
نجل الميرغني الحسن مساعد أول رئيس الجمهورية، بدون مبررات يوجه مدفعية، انكى من التي كان يستخدمها الدكتور نافع علي نافع، تجاه المعارضة، ويقول بان تحالف قوى الإجماع الوطني قد انتهى دوره في السودان.. وكأنما مشاكل السودان كلها تم حلها بوصوله لكرسي المساعد الاول.
ويزيد الرجل بقوله (إذا وجهت لي الدعوة لأكون زعيماً باسم هذه المعارضة فلن أقبل فلا توجد معارضة بالسودان).
ويصوب الرجل كذلك انتقادات لجولات المعارضة بالخارج، وكأنه نسي تماما ان قيادة حزبه اكثر من كان موجودا بالخارج وادار اموره من الخارج.
(2)
ولا نظن ان الحسن كان بحاجة لكل هذا الهجوم على المعارضة التي من بينها اتت هذه للمشاركة، وبذات السبب حصل على هذا التقييم والنصيب الوافر في (كيكة) السلطة.
لم يكن الحسن ان يصل لهذا الموقع لولا مشوار والده الطويل في صفوف هذه المعارضة التي يتنكر لها هو اليوم.
وامر مهم بالنسبة للحسن ان السادة المراغنة عرفوا عبر تاريخهم الطويل في العمل السياسي، باللغة الرصينة المهذبة واحترام الخصوم، مهما بلغت درجة الخلاف معهم.
ولعل اخشن واعنف عبارة قالوها يمكن هي ما جاء على لسان السيد محمد عثمان الميرغني يوم ان كان زعيما لتجمع المعارضة واطلق عبارته الشهيرة (سلم تسلم).
(3)
ومقابل المدفعية الثقيلة للحسن انفجر ما في جوف رجال المعارضة، تجاه المراغنة، من مواقف كان مسكوتا عنها، ولكنها يبدو انها كانت راسخة في القلوب.
اختار تحالف قوى الاجماع المعارض في بيان اصدره ردا على الحسن ان يمضي لابعد مما ذهب اليه المساعد الاول مستخدما اسلوب الاساءة والتجريح البائن لاهل السياسة..
وقال في بيانه: ليعلم الحسن أن قوى الإجماع الوطني هي تنظيم جبهوي ذو قيادة جماعية ولا مكان فيه لطلاب الزعامة الفردية التي يصعد إليها بالوراثة الذين لم يُعرف لهم تاريخ في مسيرة شعبنا النضالية… وهنا يخطئ رجال المعارضة بحق المراغنة عندما يصفونهم بعدم المشاركة في مسيرة نضال اهل السودان.
ثم يمضي بيان المعارضة في اسفافه لاساءة اخرى تتجاوز خصمهم الحسن لشقيقه جعفر وذلك عندما دعوه لان يكون حذرا في تصريحات ما بعد اداء القسم ويفرق بين ولايتي النيل الازرق والنيل الابيض وبين شمال كردفان وجنوبها.