ابراهيم الرشيد : لا زلت أعشم يا ريس
كنت من المؤيدين لعدم ترشح المشير عمر حسن أحمد البشير لدورة رئاسية جديدة من منطلق أن القائد يتنحى عن القيادة وهو في قمة نجاحه.
وكنت من المنادين بتأجيل الانتخابات حتى يتم الوصول إلى توافق وطني بين جميع مكونات الساحة السياسية والحركات المسلحة ويكون الرئيس البشير هو الذي يقود تلك المرحلة بواسطة حكومة تكنقراط ومراقبة وضبط القوات المسلحة المؤسسة الوطنية نشأة والقومية توجهاً.
كتبت من قبل عندما اشتد الخلاف بين الحكومة والمعارضة مقالاً تحت عنوان (لماذا لا تجعلها عسكرية صرفة باريس) إلى أن يتفق القوم على كلمة سواء ويضع حاملو السلاح عنادهم ويفيق الساسة والأحزاب من غفلتهم ويعودوا إلى رشدهم ويتحللوا من أحقادهم وينبذوا الشقاق وبعدها تعود الأحزاب والانتخابات والديمقراطية ويكون الصندوق هو الفيصل بين القوى السياسية.
وأذكر أن ذلك المقال تصدى له بعض كتاب الأعمدة، منهم من شتمني ومنهم من اتهمني بالتحريض على الانقلابات العسكرية ومنهم من عيرني بالشمولية وحب السلطة.
وأيدني عدد كبير من قدامى المحاربين في ندائي، (اجعلها عسكرية صرفة يا ريس)، وهم يرون أن ما وصل إليه السودان من خلال اتفاقية نيفاشا والصراعات السياسية بعد انفصال الجنوب, كان من ورائه المدنيون في قامة قادة أحزاب عريقة وقيادات تاريخية وخوف من يدخل السلطة على مكاسبه فقل عدد (القوي الأمين) بينهم.
ومن خلال تجربتي القصيرة المحدودة في مجال العمل السياسي ومتابعة كثير من النشاطات السياسية وجدت أن السياسة في وطننا لا يمكن إصلاحها وأن العمل السياسي لا يشبه العسكريين فهم تربوا على الوطنية والقومية ، ومن هذه المفاهيم كتبت مقالي تحت عنوان (إخوتي قدامى المحاربين احذروا العمل في السياسة) وكان له فعل كبير بين قدامى المحاربين.
الشاهد أنني لازلت متمسكاً برأيي أن الوضع يحتاج لمعالجة جريئة تكون على رأسها القوات المسلحة المؤسسة الوطنية القومية التي يتفق عليها كل الناس، وأن هذه المعالجة يكون على رأسها رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة في دورة الرئاسة الجديدة، وهذا ما جعلني أذهب لمركز الانتخابات لأدلي بصوتي لأحد قدامى المحاربين الذين عرفناهم خلال مسيرة القوات المسلحة وبين قاعات الدراسة وفي مجال العمليات وخلال ممارسة القيادة وفي مناسبات اجتماعيات قدامى المحاربين وعرفه الشعب السوداني وأجمعت عليه جميع مكونات السلطة والأمن والقوى السياسية.
والشاهد لولا ما ذكرته أعلاه لما ذهبت لمركز الانتخابات لأنني حتى هذا الصباح لا أعرف أياً من مرشحي دائرة المهندسين الحي الذي أسكن فيه للمجلس التشريعي، ولا أي من مرشحي الدوائر الاتحادية وكلما سألت سكان الحي عن المرشحين على مختلف انتماءاتهم لم أجد من يفيدني وهذا يؤكد أن هؤلاء الساسة الذين تقدموا للترشيح يبحثون عن مصالحهم ولا شأن لهم بالمواطن الذي أتى بهم.
هل تعلم أخي القارئ الكريم أن معظم سكان حي المهندسين لا يعرفون ممثلهم في المجلس التشريعي للدورة المنتهية، وجميعنا لا نعرف من الذي يمثل الدائرة اتحادياً بعد وفاة المرحوم فتح الرحمن شيلا!!.