احمد يوسف التاي : فوضى العربات الحكومية
في وقت سابق سمعنا رئيس جهاز رقابة العربات الحكومية آدم محمد جمعة ضرار يقول إن الجهاز حرر جملة من المخالفات من بينها بلاغات ضد أبناء مسؤولين وقياديين بالمجلس الوطني (البرلمان) بتهمة استغلال العربات الحكومية للأغراض الخاصة بعد ساعات العمل الرسمية، وروى أن وزيراً اقتحم عليه مكتبه وأساء اليه بـ (كلمات غريبة) بسبب توقيف موظفي الجهاز لـ (نجله) وهو يقود عربة الوزارة تخيلوا معي بالله هذا المشهد الصادم من مسؤول غير مسؤول …رئيس جهاز الرقابة المسكين لم يكن أمامه شيء سوى الذهاب إلى البرلمان على أيام الفاتح عز الدين وطرح أمره إلى نواب المجلس وقفل راجعاً وهو يردد في سره المثل الشعبي الشهير:(جيناك يا عبد المعين تعين لقيناك يا عبدالمعين تتعان) ولكن لم يكن أمامه سوى أن يسلك ذلكم الطريق…وقبل أن يفيق (عبد المعين) من صدمة سلوك الوزير وتصرفاته غير المسؤولة مع رئيس جهاز الرقابة على العربات الحكومية ، صعدت إلى البرلمان قضية (التفحيط) من جانب بعض أبناء المسؤولين بالعربات الحكومية، والتي أثارت وقتها جدلاً كثيفاً ، وتبخرت بعد ذلك في الهواء مثل كثير من الظواهر والعجائب التي تمر دونما رادع أو محاسبة..
سمعنا وقتها السيد آدم محمد جمعة يتحدث بمرارة للنواب عن الوضع الغريب وفي البال حكاية ابن المعتمد الخرطومي الذي كان يتلقى العلاج بمستشفى رويال كير بعد إصابته في حادث مروري وهو يقود عربة والده المعتمد بإهمال، وربما كان يستمتع مع آخرين بـ (مزية التفحيط)، وأريد هنا أن أحسب بعض الحسابات المادية والمخالفات واتخذ ابن المعتمد نموذجاً على سبيل المثال لا الحصر وعلى ذلك قس ..يعني باختصار شديد هو استخدم عربة الحكومة لأغراض خاصة ، وعرض العربة -التي هي مال عام – للتلف، ثم دخل مستشفى الحكومة ليتعالج من المال العام الذي لم يحافظ عليه هو ولا والده ، شوف بالله الحكومة دي تعبانة مع الناس دي كيف؟! أسرهم تستغل سياراتها لأغراضهم الخاصة ، ويعرضونها للخطر والتدمير فتتولى الحكومة الإصلاح والصيانة في الورش الفخيمة، وعلاج المصابين منهم في المستشفيات الصفوية …وفي مقابل كل هذا (الدلع) نجد سجلاتهم خالية من الإنجازات، فلو أن هناك إنجازاً حقيقياً لكان الأمر أخف وطأةً وإيلاماً، ولكنهم يأخذون ولا يعطون …أعود للوزير الذي أرغى وأزبد محتجاً على توقيف ومساءلة ابنه المخالف من قبل موظفي جهاز الرقابة على العربات الحكومية…حقاً وصدقاً إن بعض الناس تُسكره السلطة ولا يفوق إلا بعد أن يتخطاه التشكيل الوزاري أو عندما يسمع اسمه في نشرة الساعة الثالثة ظهراً ، وبعض الناس لا تزيده السلطة إلا تواضعاً لله ورقة وإشفاقاً بعباده في الأرض…اللهم هذا قسمي في أملك..
× نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلب وجهك فى الساجدين.