حسين خوجلي

برقية الدكتورة هيفاء الأخيرة.. (أعملوا حسابكم)


(1)
< المطلوب من الفريق عبد الرحيم محمد حسين أن يحيل الخرطوم من ولاية تحتمل وعثاء مدينة الى مدينة تحتمل أحلام ولاية حتى يكفي الماء الغسل والوضوء وبعض ماء الشرب (أما أهل الحمام والسباحة يمتنعون) البداية يا سعادتو تشهر بالماء لأنها تعني بداية الحياة. < إزاحة مدير سابق للمياه وإعلان مدير جديد لا يجدي بدون خطوة وإمكانات ومدرسة ومعهد تدريب وكليات لتخريج فنيي المياه فالمتبقي يا سعادتو من الهجرة أما أنه شاخ أو أنه لا يعرف الماسورة أما (المهرة) فأنهم يعدون على أصابع اليد الواحدة.. ويحيا كفاح الدمس السوداني الذي أضاف للشماعات السودانية شماعة جديدة.(2) < عزيزي الدكتور محمد طاهر إيلا أبدأ بكل المشروعات الصغيرة بالجزيرة ولا تلتفت لمشروع الجزيرة.. فهذا مشروع لا يصلحه علوق الشدة ولا المعالجات الجزئية دعه حتى نجد له حلاً (راديكالياً) ولو بعد حين.. إننا نحرضك على المشروعات الصغيرة الناجحة الآن فهي التي تنتج وهي التي تعيد الأمل.. أما مشروع الجزيرة بحالته هذه وبنظرة المركز المتشائمة حوله مثل (الجمل النافق وسط البلاد) البِلاد هنا (مزرعة الذرة بالري المطري) إن تم جره حطم الزرع وإن ترك فاحت رائحته المقززة!! (3) < يا ولاة دارفور كل الذي يرجوه الشعب السوداني منكم 1- نوم هانيء للأسر حتى الصباح لا يقلقه صوت رصاص 2- والخلافات تدون في يومية التحري بمركز الشرطة بدلاً من تدوينها بالمقابر 3- وإلا يتحدث أحد عن المسارات والحركات المسلحة وإعادة الإدارة الأهلية ودفع الديات لأن الحديث حول هذه الأشياء يغري برقصه الهياج. (4) < ولماذا كل هذه الضجة المفتعلة؟ فأنا متأكد من أن القضاء المصري النزيه كان سيعيد الصحافي أحمد منصور لألمانيا (جثة) هامدة ومن ثم إلى الدوحة معلناً بذلك الحلقة الأخيرة من كنت شاهداً على العصر العربي البائس). (5) < أرجو من الأخ بدر الدين محمود وزير المالية أن يستضيف الأخ الدكتور ابراهيم منعم منصور والدكتور بشير عمر والدكتور التيجاني الطيب لكتابة مذكرة ضافية عن الاقتصاد السوداني المشاكل والموجهات والحلول.. فإن لم يعمل بها الرجل أو ينتصح لها فإنها قطعاً سوف تصبح كتاباً رائجاً وسط كليات الاقتصاد ببلادنا (إن كانوا يقرأون). (6) < لاحظت في رمضان الحالي أن كثرة الشكوى القديمة والحزن والغضب قد تحولوا في خاطر الإنسان السوداني إلى رضى صوفي.. فقد تكسرت النصال على النضال الناس صامتون ولكنه صمت الكلام وكلام الصمت الجميل. (7) < كنت أعد محبة حلقة عن مدينة الدويم وما أدراك ما الدويم الناس والأشياء والتعلم والتدريب والمواهب والذكريات.. فاتصلت بالأخ الشاعر التيجاني حاج موسى ليشارك في الحلقة مع أحد أبناء الدويم العلماء وإحدي بنات الدويم التي تمثل حاضرها وفعلاً أختار لي أحد حملة رسالة الدكتوراة وأختار الدكتورة الطبيبة الأديبة هيفاء عبد الستار لتمثل المرأة واتصل بها ووافقت واعتذر ابن الدويم الدكتور الذي لا أذكر اسمه وقد رشحه التيجاني لسفر مفاجيء لعاصمة الضباب وجاء التيجاني وجاءت دكتورة هيفاء التي لم أرها في حياتي ولكن سمعتها بالخير والعلم والأدب تجوب الآفاق وكانوا في القناة بانتظاري قلت للتيجاني (يا أخ تيجاني اعتذر للدكتورة فأنا أولاً مريض وغياب الطرف الثالث سوف يكسر حرارة الحلقة فأما أن يعود الغائب أو نبحث عن بديل) وسوف نتصل بها لتحديد موعد آخر فأرسلت لي دكتورة هيفاء رسالة إليكترونية رقيقة الفكرة والمحتوى متمنية لي العافية وأنها حريصة على أن تقول كلمتها في حق (الدويم) أصدق مدن العالم كما كتبتها وهي حريصة أن تكون كلمتها (في قناة أم درمان) ولم تمض ثلاثة أيام على هذه الملابسات والتقاطعات الصغيرة حول البرنامج حتى فوجئت بالواتساب ومختلف المواقع رثاءً موجعاً حول رحيل الطبيبة الإنسانة الأديبة هيفاء عبد الستار.. فأصابني حزن فياض واتصلت مكسور الخاطر والحنايا بالأخ التيجاني فوصلتني أدمعه قبل صوته.. كان سيكون آخر تسجيل في حياتها وكان سيكون آخر حديث لها عن الدويم عشقها الأزلي والقديم وإن شاء الله يا تيجاني ببركة هذا الشهر العظيم أن يكون هذا أيضاً يومها الأول في جنة عرضها السموات والأرض (الكاست) العامل في القناة مازالوا يتحدثون كالحيارى كانت هنا كانت في كامل أناقتها وحضورها وفي كامل شبابها وتتقاطر وتتواتر الكلمات.. الشيء الذي لم يقله أحد أن الدكتورة هيفاء تركت على إطلالة رمضان البرقية الأصدق والأبقى (مع السلامة أيها الأحبة.. وأعملوا حسابكم) (8) < قال لي أحد الشعراء الكبار لقد أمسكت بعد شهرتي عن الصغائر والكبائر والشهرة تملي عليك التوبة ولقد أخافني التصريح الشعري للبهاء زهيد يا فاعل الفعلة التي أشتهرت لم تجر في خاطري ولا خلدي فعلتها بعد عفة وتقى فيا لها سبة إلى الأبد هذا وأنت الذي يشار له لا عتب من بعدها على أحد (9) < خبر سعيد باطلاق سراح 4 آلاف سجين بمختلف سجون السودان إلى عالم الحرية من جديد.. وأسعد من الخبر ألا يسمحوا لأنفسهم وألا يسمح لهم المجتمع بالردة والانتكاسة واستقبال القيد الحديدي مرة أخرى وصدق شوقي حين قال والقيد لو كان الجمان منضداً لم يحمل قال لي أحدهم في ثورة إن السيد الرئيس قد وعدنا بالتقشف وبحكومة محدودة وفاعلة (ورشيقة). قلت له مبتسماً وما زال هذا رأي الرئيس (ولكنه حاله حال ود البنا مع شيخ العرب صام لرؤية وأفطر لرؤية) والقصة في المستطرف السوداني شهيرة.