الموية.. مهدد أمني
* عرف سعادة الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين والي الخرطوم الجديد كيف يبتدر عمله، عندما أعمل مبضعه في موضع الألم، بإقالته لمدير هيئة مياه الخرطوم.
* لا أعرف ملفاً أمنياً يمكن أن يهز الحكومة، ويهدد بقاءها أكثر من الانقطاع المتكرر للمياه عن منازل المواطنين.
* كان الأمر محتملاً في ما مضى، لأن فترات الانقطاع كانت قصيرة، لكن الأمر تفاقم، بعد أن وصل أمد الانقطاع أسابيع وشهوراً في بعض الأحياء.
* إذا كان غياب التيار الكهربائي محتملاً عند الناس، فإن الانقطاع المتكرر للمياه يسبب حالة من الكدر، تصيب كل من يمضون أياماً من دون أن يتمكنوا من غسل أجسامهم وملابسهم وأوانيهم.
* لا الجبهة الثورية، ولا تجمع قوى المعارضة، ولا أي مكوِّن سياسي آخر يمكن أن يشكل أي تهديد جدّي للحكومة، بقدر ما تفعل مياه مقطوعة، تحوِّل حياة الناس إلى جحيم.
* قبل أيام بادر مواطنو مدينة أبو سعد بقطع الشارع الرئيسي احتجاجاً على انقطاع المياه، وقبل ذلك أغلقوا كوبري الإنقاذ الجديد للسبب نفسه.
* كذلك خرج مواطنو الفتيحاب والمربعات احتجاجاً، وأفلحت الشرطة في تطويق احتجاجاتهم قبل أن تتوسع، لكنها ستعود قطعاً إن لم يتم حل أزمة دخلت شهرها الثاني من دون أن تحظى بحلٍّ ناجع.
* المشاهد نفسها تكررت في الصحافات ومعظم أحياء جنوب الخرطوم، عندما عبّر السكان عن ضيقهم بالخروج للشوارع، وإضرام النيران في إطارات السيارات.
* يوم أمس الأول اندلعت (حريقة) في أحد الأسواق الطرفية بأم درمان، وعجزت عربات المطافئ عن إطفائها لأنها فشلت في إعادة ملء صهاريجها بالمياه.. بسبب انقطاع المياه عن المنطقة، علماً أن هيئة مياه الخرطوم لم تسمع قبلاً بشيء اسمه (ماسورة حريق) أصلاً، لأننا لم نر أي واحدة منها حتى في أشد المناطق ازدحاماً.
* لا تستهينوا بثورات (العطاشى)، بعد أن بلغ سعر برميل المياه مائة جنيه في قلب عاصمة البلاد.
* في ما مضى كانت الهيئة تعلل فشلها بضعف تحصيلها لفواتير المياه.
* تم حل أزمة التحصيل، ورُبطت فاتورة الماء بالكهرباء، فطفقت الهيئة تتحدث عن تأخر شركة الكهرباء في سداد مستحقات المياه، وارتفاع معدلات (العكورة)، وتهالك (الشبكات)، وانعدام المواد المستخدمة في (ترويق) المياه، وما إلى ذلك من خزعبلات.
* مسلسل مبررات لا ينقطع، ومعاناة متصلة، يدفع ثمنها مواطنون استحالت حياتهم إلى جحيم.
* يجب على المهندس خالد علي خالد (المدير الجديد للهيئة) أن يشرع في تغذية شبكاته بحفر أكبر عدد من الآبار الجوفية، وتشييد ما أمكنه من صهاريج، مع استبدال الشبكات المهترئة بسرعة، كي يخفض نسبة المتأثرين بالعطش في عاصمة البلاد، وإذا لم يفعل فسيلحق سلفه قطعاً.
* (الموية) ملف أمني، أو هكذا ينبغي التعامل معها باستمرار.