بدع ناس الموية!
بدع ناس الموية!
وقف أحد الخيرين الخادمين للمسجد بحيّنا، طالبا من المصلين الاسهام في كهرباء المسجد، فاستهلاك الكهرباء فوق مقدرة المحسنيين الملتزمين بكل شأن المسجد، وهو عادة ما يزيد في رمضان !
إلى هنا والأمر طبيعي ومفهوم !
الرجل شرح لنا أن المكيفات الجديدة ستزيد الصرف المعتاد، قلنا: أيضا طبيعي!
لكنه فاجأنا بأن السبب كونها احتاجت لعدادات جديدة، والعدادات تبعتها رسومها زائدا رسوم (الموية)!
شفتو البدع دي؟
مكيفات تعمل بالكهرباء، ولا صلة للماء بعملها، تحتاج _من ناحية فنية_ لعدادات كهرباء، كيف يدفع الناس لها رسوم الماء؟
قرن تحصيل المياه مع فاتورة الكهرباء فكرة ممتازة لكنها مطبقة بصورة تحتاج لمراجعات، إذا كانت تصحبها مثل هذه الأشياء التعسفية !
الحادثة فوق كونها مذهلة، وتنم عن اعتماد (غير ذكي) على برمجة الكمبيوتر، تحمل أيضا روحا تشير إلى عدم التدقيق في الإجراءات التي تصطحب خصوصية المؤسسات، وروحا أخرى تشير إلى ضرب من الادارة القابضة التي تجعل الموظف مثل جهاز كمبيوتره، لا يملك إلا أن ينفذ التوجيهات!
وما بين دهشتي للأمر ومعرفتي بالحقيقة، فإنني أحيل الأمر لجهة الاختصاص لتنظر في الأمر، وتعيد النظرة في هذه البرمجة (الغبية) لتنصف الناس وتقيهم شر (الجرجرة)!
ولأن الشيء بالشئ يذكر، فإنني أذكرهم _بالمرة _ أن ينظروا في أمر المياه المقطوعة عن كثير من الأحياء والتي تحصلوا على فاتورتها مسبقا !
أحد الإخوة روى (بدعة) أخرى، قال لي: إنهم بعد انقطاع الماء عن حيهم ما يزيد عن الشهر، ذهبوا لمكتب المياه القريب منهم واحتجوا وقالوا، إنهم لن يدفعوا فاتورة هذا الشهر !
قال لي: أجابهم الموظف المسئول بأنه ليس لديهم مانع من الاستجابة لهم شريطة أن يقسموا بكتاب الله، هكذا!
بساطة في تناول الأمور وبساطة في المعالجات واضاعة لحقوق البسطاء !
إن الحقيقة المرة التي لابد من الاعتراف بها، هي أن خدمات المياه بالخرطوم، متدنية للغاية وأن ما يؤخذ من مال نظير تطويرها لم يحقق هدفه، مما يستدعي ايلاء الأمر اهتماما خاصا من المستويين الولائي والاتحادي، المختص بهذا الشأن!
ربما يكون تغيير مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم ونائبه، خطوة في سبيل الاصلاح، لكن الاصلاح الحقيقي يكمن في معالجة ما يشبه ما ذكرنا من مشاكل مع ضبط إداري على كافة المستويات والأهم: المتابعة!
فتح الرحمن الجعلي
حياك الله. أتمنى أن يطلع المسؤولون على مثل هذا الكتابات لأن. فيها ماينفع البلاد وفصل الكهرباء من الماء فيه عدل. . وأرجو أن يراعي المسؤلون المناطق التي لا يصلها إمداد مائي يتوافق مع الفاتوره