تحقيقات وتقارير

سلفاكير ومشار.. البحث في دفتر الآثار

عودة المياه السياسية إلى مجاريها في جنوب السودان، هكذا بدأ الأمل يدب في أوصال دولة جنوب السودان الوليدة بعودة الاستقرار حال اتفاق زعيمي الجنوب (سلفاكير، رياك)، بات الاتفاق وشيكاً إذا أقبل مشار على جولة مفاوضات أروشا باريحية الرئيس سلفاكير، القرار الصادر من حكومة الجنوب بعودة الحرس القديم الذي تم عزله من العمل، وقاد معارك ضارية بالجنوب ما تزال ترزح بأرض الأبنوس (الجنوب)، مجهودات مجموعة العشرة التي تمت بواسطة الحكومة الكينية الرامية لتوحيد الحركة الشعبية، ليصدر عقب ذلك قرار من رئيس جنوب السودان يلغي قرار فصل نائبه الأول زعيم التمرد رياك مشار ويعيده إلى موقعه فك تجميد أرصدة المفصولين من الحزب. إلا أن مجموعة مشار لاذت بالصمت حيال القرار الصادر من المؤسسة الرئاسية بجنوب السودان، وهناك أحاديث في شارع المدينة تذهب إلى أن مجموعة مشار رحبت بالقرار بالإعلان الصادر من رئيس جنوب السودان رئيس حزب الحركة الشعبية الحاكم سلفا كير ميارديت عن إلغاء قرار فصل نائبه الأول في الحزب قائد التمرد رياك مشار وعدد من القيادات التي انضمت إلى المتمردين، وأعادتهم إلى مواقعهم السابقة في المكتب السياسي. وعقب أن تتضح الرؤية السياسية في مقبل الأيام وضعت ألوان سؤلاً حول الآثار السالبة والمجموعة حال عودة مجموعة مشار إلى الحكومة أو رفض ما ذهب سلفاكير ميارديت خاصة وأن مشار يعتبر متقدماً في الميدان وله حساباته بتنصيب نفسه زعيماً للجنوب وعدم اعترافه بقيادة سلفاكير للجنوب، في هذه المعادلة الصعبة. يرى الخبير في الشأن الدولي د. مهدي دهب أن توحيد الفرقتين تحت راية الحركة الشعبية ينصب في مصلحة الاستقرار في جنوب السودان لان الحركة الشعبية هي الفصيل الوحيد بجنوب السودان مكتسباً للخبرات السياسية التي تمكنها من قيادة الجنوب في المرحلة القادمة. وقال مهدي لـ(ألوان) أمس: أن انشقاق الحركة نفسها يضعف الدولة ككل في جنوب السودان، ويظهر ذلك جلياً في التصدعات التي حدثت عقب الخلاف بين الطرفين، بظهور حركات كثيرة في العديد من الجنوب تحمل السلاح في وجه الدولة. مضيفاً: المرحلة القادمة يتطلب من الحركة الشعبية أن تحرص على الوحدة. وقال بالنسبة للصراع الدائر بين المؤسسة العسكرية متمثل في سلفاكير، وبين مشار المصقول بالدعم المجتمعي والقبلي باعتبار مشار من النخب المثقفة في الحركة الشعبية، فالشخصيتين يمثلان قوة مكملان للأخر, وير دهب أن الوضع لا يمكن أن ينصلح إلا بالجلوس مع بعضهما البعض. مواصلاً: الانشقاقات والتناقضات التي أنجبتها الدولة الوليدة أدت إلى توسيع الصراعات في الجنوب، مبيناً أن توحيد الحركة الشعبية هو المسلك الوحيد لضمان صيانة الدولة وقيادتها في المرحلة القادمة إلى تواجها العديد من التحديات. وقال دهب في حالة عدم عودة د. مشار إلى الحكم والى الحركة الشعبية بصورتها الكاملة سيكون الاقتتال قائماً، خاصة التي ناضلت وتناضل ببعض الجنوب من العروبة، وهي كانت داعمة لخط الانفصال، هذه المجموعة المناضلة ليس في مصلحتها استتباب دولة الجنوب، مما ينتج صراع على أشده، ولن تتوحد الحركة الشعبية بحسابات الوقائع على الأرض على الرغم من أن الخيار المطروح توحد الحركة الشعبية.
فيما ذهب الخبير بالشأن الجنوبي ووزير الشئون الاجتماعية الأسبق بولاية وارأب بجنوب السودان د. احمد عبد الرازق ادم إلى أن القرار الذي أصدرته رئاسة دولة جنوب السودان ما هو إلا تحصيل حاصل. وقال عبد الرازق لـ(ألوان) أمس: أن خلفية القرار معتمدة على مخرجات أروشا التي تلخصت في توحيد الحزب الحاكم (الحركة الشعبية) وتراجع سلفا عن القرار كان أمام مجموعة دينق ألور (مجموعة العشرة)، لاغياً كافة قراراته القديمة، لتلعب المجموعة دور الوسيط بين الفصائل المتحاربة، اخذوا الموافقة من جانب سلفاكير، وسيذهبون إلى د. رياك . مشيرا إلى أن المجموعة كانت تفاوض حكومة الجنوب بإجراء إصلاحات في الحكومة. وأضاف عبد الرازق: إذا نجحت المجموعة في إيقاف الحرب يعتبر مكسب كبير، ومن ثم تلجا المجموعة إلى وضع معالجات سياسية كمرحلة ثانية عقب وقف إطلاق النار. التي سوف يساعد فيها فصل الخريف الذي تقل في تحركات القوات من الجانبين لان الحركة البرية تقل بنسبة عالية، ويساهم في وقف إطلاق النار بصورة كبيرة مما يشكل بيئة ايجابية في الحركة السياسية يمكن تعزز فرصة نجاح المبادرة. منبهاً إلى وجود قيادات بالمجتمع الجنوبي ليس لديها كنترول يمكنه إحداث اختراق عسكري ينسف ما ذهبت المبادرة وخرق بعض الاتفاقيات. ويرى عبد الرازق إن عودة مشار ايجابية بكل المقاييس، يضيف بالقول: لكنني غير متفاءل لان الخلافات بين المتصارعين أصبحت عميقة لحد كبير، عقب التصادم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. مؤكداً على أن الصراع الذي اشتعلت ناره لا اتجاه لحل القضايا بجنوب السودان إلا سياسيا، إذا لم تحل سياسيا الجنوب لا يستقر، وبالتالي تنعكس القضايا والأزمات على الحالة الاقتصادية بكامل أثاره، فالحل السياسي ينعكس علي استقرار المواطنين في كافة أوجه الحياة بجنوب السودان. ويذهب عبد الرازق إلى أن عودة مشار للحزب سيقوى وعبره يمكن أن تمارس الديمقراطية الحقيقية والجادة، ويختاروا من بعد حاكم الدولة.

مبارك ود السما
صحيفة ألوان