اها وكيف ناوي تعمل ؟!!
حكت لي اخت حبيبة عن تعرضها لحادثة سطو خطيرة بالقرب من بيتها وفي وضح النهار .. كانت الساعة حوالي الرابعة والنصف عصرا عندما انزلتها حافلة ترحيل البنك الذي تعمل به في الناصية القريبة من البيت، وما ان تحركت بضع خطوات حتى سمعت صوت (موتر) يأتي من خلفها فمالت جانبا لتفسح له الطريق .. لم تتاح لها فرصة الاستغراب من الموتر الغريب عن الحي ولا الشابان اللذان يركبانه، فما ان مر بقربها حتى انحنى الشاب (المردوف) واختطف حقيبة يدها وسحبها بشدة وانطلقا يسابقان الريح .. المؤسف أن الحقيبة كانت معلقة على كتفها، وعندما سحبها منها بقوة سقطت المسكينة وتم سحبها جرا على الارض خلفهم بضع امتار حتى تمكنت من تخليص نفسها من أسر الحقيبة .. كان الشارع خالي من ريحة المغيث لـ (صنة العصريات)، فتحاملت على نفسها وقامت تجرجر قدميها نحو البيت وتحمد الله على سلامة (تولا) بحكمة (الجاتك في شنطتك سامحتك وان ظلّطت ركبك) ..
هذه القصة تدخل ضمن فيض من القصص المشابهة تعرضت فيها فتيات ونساء عاملات لحوادث نهب عبر مركبات متحركة .. مواتر ورقشات وحتى عربات خاصة، فـ أنا في (بت ام روحي) نجوت من حادث مشابه، عندما كنت امارس رياضة المشي الصباحي في احد الشوارع الخالية، فقد اقتربت مني سيارة بها اربعة رجال ليس بهم علامات مميزة ولا يبدو انهم من النوع (الحلّوف) .. توقفوا بجواري وناداني السائق (لو سمحتي يا اخت ممكن دقيقة) ..
لحظتها مرت على خاطري في لمحة ثانية كل حوادث الخطف والنهب التي تتصدر عناوين الصحف بصورة متكررة حتى لم تعد تلفت احد .. تخيلت نفسي موضوع احد تلك المينشيتات وحمدت الله اني كنت اسير منفضة .. لا محفظة ولا حتى موبايل .. الغريبة ان الرجل حكى لي قصة طويلة غريبة عن انهم غريبين عن المدينة جاؤوا لعزاء ولكن تعطلت سيارتهم مما اضطرهم لتصليحها بكل ما معهم من نقود والان هم في حوجة لـ حق البنزين ليعودوا الى مدينتهم وذكروا اسمها !!
شي غريب يا زول .. اربعة رجال .. في هذا الصباح الباكر .. يتجولون وسط الاحياء .. بكا شنو وعربية شنو الخسرت وصلحوها بتين ؟!! ديل قايلني كيشة !!
اعتذرت لهم بلطف انني لا احمل نقودا وهذه حقيقة ولكن لدهشتي ان احدهم قال لي في توسل (ولا حتا عشرة جنية ما عندك )!! هسي دا يقولو عليهو شنو يا بنات أمي ؟!!
لاحقا وبعد ان حكيت الحادثة لبعض جاراتي اخبرني ان هذه السيارة ومن فيها قد قاموا بنفس قصة التسول الاحتيالي الغريبة على العديد من اهل المنطقة ..
كل تلك الممارسات الدخيلة التي تدور في وسط الاحياء جعلت الاهل وخاصة الامهات في رعب حقيقي على فلذات الاكباد من ان يعتبو خارج اسوار البيوت الا في رفقة مأمونة جدا ..
بالامس اتصلت علي شقيقتي الحبيبة تتفقد أحوالي مع العيال وسألتني كيف يقضون اوقاتهم في الاجازة، فشكوت لها جلوسهم احيانا لاكثر من ثماني ساعات في اليوم امام الشاشة للعب (البلي استيشن) أو يتقاتلون على حق الاستحواذ على (الريموت)، وكل محاولاتي التي باءت بالفشل لتوسيع خياراتهم في انشطة رياضية تقوم بتسليك العضلات التي تيبست بفعل طول الجلوس .. أما بلعب الكورة في الشارع أو قيادة العجلات، ولكن شقيقتي دفعتني لاعادة النظر في تلك المحاولات ودعتني لتركهم داخل البيت وأمام عيني فذلك أكثر امانا لهم من المصايب التي تحدث في الشواع هذه الايام، واستدلت على ذلك بآخر حكاوي الرعب عن حوادث الخطف بغرض تجارة الاعضاء والتي تجد رواجها بين الاحياء ..
مخرج
شهور الاجازة الطويلة وضيق الخيارات بين الكورسات والمعسكرات الصيفية .. السباحة وركوب الخيل وانواع الانشطة الرياضية ذات التكلفة المليونية .. تجعل ايادي كثير من اولياء الامور اقصر من ان تطول ثمارها ليقطفوها من اجل صحة ابنائهم النفسية والبدنية في شهور الصيف اللاهب .. حتى (الدافوري) ولعب الحواري والاحياء امتنعنا عنه مرغمين بفعل حمى الرعب وعدم الامان التي باتت تمشي بيننا في الدروب ..
مخرج تاني في صورة رسالة لـ والينا الخضر:
(أها وكيف ناوي تعمل في قلوبنا وحنانا)
ادونا الدبارة .. نسوي شنو مع الصبيان الحبسناهم جوه البيوت ؟!!
(أرشيف الكاتبة)