د. احمد محمد عثمان ادريس : ناس الجزيرة …. وناس الحكومة
ظلت الحكومة ترمي مجموعة وقضاياها المتعلقة بها والفكر المكتسب من تلك البيئة وقد انكشف عرى التلوث الفكري الدوني لقادة الحكومة وهم يزجون كل انسان وانتمائتهم ومنطقته، وماقضية المهندس اسعد التاي مع القنصلية السودانية بجده الا جزء من مسلسل رمى كل انسان ومنطقته وتوجهاته،وفي مخيله اهل الحكومة ان اهل الجزيرة كلهم اصحاب توجهات تقدمية مع العلم ان الجزيرة هي منطقة قباب وتكابات وشيوخ لو خرج من بطنها فكر آخر ولكن الاصل هو توجه اسلامي بحت بعيداً عما كل ماهو موجود في مخيله اهل الحكومة.
مشروع الجزيرة سبق وان تكلمت عنه كثيراً ويعرفه الجميع بانه كان عماد اقتصاد السودان الاقتصادي والرافد الرئيسي لخزينة الدولة ماقبل مجيء الانقاذ بجانب مشروع جبال النوبة بجنوب كردفان والذي انهار تماماَ ومشروع دلتا طوكر بمدينة طوكر الحزينة والذي اصبح طله من اطلال ولاية البحر الاحمر،مع العلم ان مشروع الجزيرة كان هو الضامن الاساسي لاستخراج بترول دولة قطر في ذلك الزمن الجميل،وبعد كل ذلك اصبحت جميع المشاريع من اطلال الماضي،وتحول الحكومة المفاجيء الى مشاريع سريعة تدر للخزينة وهي استخراج البترول وتصديرة والذهب واليورانيوم مع العلم ان العودة الى الارض هو الانجع والمخلص من التدهور الحاصل الان كما يفعل اهل الخليج حالياً واستثماراتهم في الشيخ زايد بمصر،ولكن حكومتنا تبدأ من النقاط القديمة في الاستثمار وليس آخر ماوقف عنده العالم حتى نستطيع الانطلاق بسرعة.
نعم ان اهل الجزيرة اليوم بعد ان ضاع المشروع مابين احلامهم وتمنيات اهل الحكومة اصبحوا مهاجرين في ارض الله الواسعة ومغتربين بها،وفي النهاية تقاذفتهم رياحين الاستحقار والدونية التي يستخدمها اباطرة الحكومة الحالية في جميع محافلها وكانهم في موقف القوى،ومن هذا المنبر علينا ترك لغات الاستحقار والدونية المناطقية والقبلية حتى نستطيع ان نسير الى الاعلى وان نعلي هامات الوطن فوق حتى لا نعود مرة اخرى الى الحزبية والاقتتال، والله الموفق..
د. احمد محمد عثمان ادريس