خالد حسن كسلا : مصر.. تمرد الشرق وانفصال الشرق
> وحينما أرادت إسرائيل أن يكون التحرك ضد حكومة مرسي المنتخبة في القاهرة بواسطة خصوم الإخوان.. هل كان وقتها لهؤلاء الخصوم فكرة ترد وتعلق على هذه الرغبة الإسرائيلية التي صادفت هوى عندهم؟!
> فكرة الرد والتعليق لدراسة النتائج إذ أن انتزاع سلطة منتخبة من قوى سياسية لا يستهان بها ويمكن أن تجد التعاطف بحكم العاطفة الدينية العفوية من جماعات شرسة مثل تنظيم ولاية سيناء شرق مصر.
> النتائج درستها إسرائيل تماماً وهي تنتظرها لإضعاف الدولة المصرية ومن ثم تكسبها كمنطقة نفوذ لها كتطور لحالة التطبيع وكله في صالح الاحتلال على حساب أمن واستقرار ومعايش أهل مصر.
> والسيسي وجماعته لا يهمهم كل هذا، وهم ينعمون بما ينعم به أغلب الشعب المصري الهائم على وجوهه بعد تقويض الديمقراطية.
> والحكمة تقول لك: اقبل الديمقراطية بعدة عيوب فالعيوب علاجها في استمرار الديمقراطية إذا لم يكن من بينها ما يمس الأمن والاستقرار. لكن الدكتاتورية حينما تكن بعيب واحد هو نسف الأمن والاستقرار فهذه هي الكارثة والطامة.
> الآن الشرق في مصر يتمرد ويسقط هناك من حين إلى آخر عشرات القتلى.. وسبب ذلك تقويض النظام الديمقراطي في مصر بواسطة الجيش الذي كان يقوده السيسي.
> لا الأزهر ولا القوى السياسية ولا الأقباط ولا الجيش ولا الشرطة.. كل هؤلاء لم يكن يهمهم قبل أكثر من عام أمن مصر ومعيشة المواطن المصري.. كان كل همهم إزاحة مرسي من الحكم حتى لا يحكم «الإخوان المسلمون المصريون مصر ولو عبر صنادق الاقتراع. إنها الكراهية التي استثمرتها إسرائيل لتكسب بها مصر ضمن دائرة نفوذها في المنطقة وهي في حالة ضعف.
> لماذا لم يقل خصوم مرسي سنتركه يكمل ولايته على ألا يكسب الانتخابات القادمة بجهود المعارضة طيلة فترة حكمه المنتخب؟!
> فهل أفضل لهم أن يستلموا الحكم ديمقراطياً بعد ثلاث سنوات ومصر تنعم بالأمن والاستقرار أم أفضل لهم أن يستلموا البلد وهي مثل جنوب السودان الدولة النفطية التي تحترق؟!
> مصر الآن أصبحت مهيأة للتدخل الدولي حتى ولو استبعدت المؤسسة العسكرية ذلك.. فالأوضاع الأمنية هناك أريد لها أن تسوء وتسوء لتتهيأ البلاد للتدخل الدولي رغم أنف الحكومة وإلا كان الخيار الثاني دعم نسف الاستقرار في البلاد وتجويع الشعب الذي يعتمد بنسبة كبيرة في معيشته على الخارج.
> المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير يقول إن التدخل الدولي في مصر «كلام ساذج لا يستحق الرد». لكن أفلا ينظر إلى التدخلات الدولية في مناطق إفريقية عدة كان قد سبقها نفس حديثه هذا؟!
> لا تملك المؤسسة العسكرية المصرية تفكيراً ذكياً أو أن قائدها السيسي ضحى بمستقبل أمن مصر من أجل أن يحكم هو دولة محترقة يزيد احتراقها يوماً بعد يوم.
> ومدن مصر تتعرض في الذكرى الثانية لانقلاب 30 يوينو لسبعة عشر تفجيراً بعد يوم واحد من اغتيال النائب العام بركات.
> كل هذا كانت تتوقعه إسرائيل بعد تقويض الداخلية لأنها لا تعرف الغرور.. تعرف فقط الحسابات الذكية.
> والسيسي فقد أعصابه بعد أن وقع في الفخ اليهودي تماماً. فقد أصبح مثل القذافي..
وها هي سيناء تتحول إلى «بنغازي أخرى».
> حتى نظام حكمه أصبح مثل نظام القذافي يقتل الخصوم بدم بارد وأياديه مرتجفة. لقد قتلوا ثلاثة عشر قيادياً إخوانياً بدم بارد.
> والخاتم ليونيو التي قوضت النظام الديمقرطي أصبحت مثل «الفاتح من سبتمبر التي أطاحت الملك السنوسي وحولت ليبيا من ملك عضوض كان أهون إلى بلد مذابح وتصفيات جسدية بدم بارد حتى وصلت بها الفظاعة أن قتلت الضيوف مثل موسى الصدر فرغم شركه وفجوره يبقى ضيفاً.
> مصر الآن أصبحت دولة عصابات خارجة عن القانون لأنها تقتل الخصوم بدم بارد دون تحقيق.
> والتنظيمات المسلحة في سيناء ليست إخوانية فإذا قتلت عشرات الجنود هذا لا يعني أن تقبض السلطات على الإخوان وتقتلهم.
> مصر الآن تعيش إفرازات إطاحة الديمقراطية وانتزاع السلطة من الرئيس المنتخب مرسي.
> اعيدوا إليه بعيره.. وإما ستجدون إسرائيل سعيدة جداً بتمرد الشرق حتى تستنجد بها مصر ويأتي جنود إسرائيليون ضمن قوات التدخل الدولي. مهما اعتبر الناطق باسم الجيش العميد سمير أن «التدخل كلام ساذج لا يستحق الرد».. لكن سيستحق حسن الاستقبال وسيحدثنا عنه العميد سمير أو غيره بلهجة تفاؤلية.
غداً نلتقي بإذن الله