محمد عبد الماجد

المجهول والمعتوه.. والضحية دائماً (صحافي)!!

(1)
> في رمضان الماضي..اقتحمت مجموعة مسلحة مباني صحيفة (التيار)، وتعدت على ناشر الصحيفة ورئيس تحريرها عثمان ميرغني وأرهبت الزملاء بـ(التيار) قبل دقائق معدودة من حلول موعد الإفطار.
> أصيب عثمان ميرغني بإصابات بالغة في عينه، وكاد أن يفقد حياته، مما أبعده عن ممارسة نشاطه لأكثر من ثلاثة أسابيع.
> كل هذه الأشياء يمكن أن نقبل بها، وما لا نقبل به ولا يقبله المنطق، إن قضية الاعتداء على عثمان ميرغني مازال (الضباب) يسيطر على تحرياتها.
> القضية قد تقيّد (ضد مجهول).
> المجهول أيضاً كان في قضية الاعتداء على (علي حمدان) ناشر صحيفة المستقلة.
> وقبل أيام قليلة تم (ترهيب) وملاحقة الصحافي الهضيبي يس في (إفطار) رمضاني!!.
(2)
> أمس الأول تم الاعتداء على الزميل (هيثم كابو)، وكما كان الاعتداء على (عثمان ميرغني) في مكاتب صحيفته، جاء هذه المرة الاعتداء على (هيثم كابو) في خيمة الصحافيين.
> فإن لم تمنعهم حرمة الشهر الفضيل من هذه الاعتداءات الغاشمة، دعونا نتساءل، كيف يقع الاعتداء على الصحافيين في مقار صحفهم وفي خيمتهم الرمضانية، أو داخل بيتوهم؟.
> إن كان الاعتداء يقع داخل محيط الصحافة، بل في مراكزهم ومقارهم ونشاطهم الصحافي أو في بيوتهم، كيف سوف يكون حال الصحافيين وهم في مناطق لا حماية لهم فيها ولا رقابة.
(3)
> في كل الاعتداءات التي تقع على الصحافيين، إما تقيّد القضية ضد (مجهول).. فتذهب دماء الصحافيين أدراج الرياح فننتظر، وإما أن يقيودوها ضد (معتوه)، فتبقى الحسرة أكبر.
> وما بين المجهول والمعتوه، يصبح الصحافيين قبلة للاعتداءات والترهيب والتخويف.
> يحدث ذلك (الاعتداء)، رغم ما يجده الصحافيين من شدة العقاب في اللوائح والقوانين والنيابات.
> الصحافي تراقب مادته ألف لائحة وألف مادة قانونية.. وتلاحقه السلطات ومجالس الصحافة في كل ما يحسب منه تفلتاً وخروجاً عن النص.
> مع ذلك، يتم (الاعتداء) بهذه الصور الهمجية والإرهابية على الصحافيين.. فهم وصلوا مرحلة أن يضربوا على (قفاهم) ببُلك الطوب.
(4)
> مثلما توجد نيابات لمحاكمة الصحافيين وتشرِّع لوائح وقوانين لمعاقبة الصحافيين، نريد أن تكون هنالك نيابات لحماية الصحافيين ولوائح وقوانين تُسن من أجل حمايتهم وسلامتهم.
> يكفي (الصحافي) فقده لـ(نظره) تحديقاً على أجهزة الحاسوب، أو يموت في الغالب وهو (مُنكب) على مكتبه بالسكتة القلبية أو الدماغية.
> ويلقى من عناء المهنة ونكدها.. الطرد من الخدمة والفصل التعسفي، فما يحدث لخيول الحكومة (العجوزة) يمكن أن يحدث للصحافي إن قل جهده أو ضعف انتاجه.
(5)
> لكن يبقى وسط هذه العتمة .. ترابط المجتمع الصحافي وتماسكه واهتمامه بكل حالات المنتسبين إليه.
> ويبقى كذلك تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاسفيرية والقراء خارج المحيط الاسفيري مع كل ما يحدث للصحافيين وما يجدوه من رهق.
> وإن طمعنا في المزيد..يكفي الصحافيين ذلك الاهتمام والتفاعل وإن دفعوا حياتهم في سبيل كلمة الحق.
(6)
> غداً إن شاءالله نكتب عن سخف المستشار (مرتضي منصور) الذي وصف اللاعب أحمد الميرغني بـ(البواب والخدّام) فقط لأن بشرته (سمراء).
> هذا (المرتضي) لو كان (سودانياً) لأُعيدت صياغة (تربيته) من جديد قبل أن يخرج للناس بهذا السوء.