خالد حسن كسلا : حاضنات الأعمال في جامعة السودان
> بنك السودان المركزي وبعد ثورة الإصلاح التي انتظمت إداراته وسياساته في السنوات الأخيرة، يتجه الى المساهمة الفعّالة في الشراكة بينه وبين جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ومعهما في الشراكة البنك الإسلامي للتنمية بجدة.
> والشراكة ترعاها الجامعة لصالح مشروعها العظيم.. مشروع التشغيل الذاتي أو كما تسميه أيضاً «مشروع دعم حاضنات الأعمال».
> الاسم غريب يبدو على ما أظن «حاضنات الأعمال». لكن كان شرحه ببساطه هو أنه مشروع متخصص في التدريب في مجال التمويل الأصغر شراكة بين المصرفيين آنفي الذكر.
> مشروع يقوم بإعداد وتأهيل خريجي الجامعات السودانية والمدارس الفنية والمهتمين الآخرين.
> عام 7102م مخطط أن تشهد شمس يومه الأول على تخريج قادة ورواد في مجال المشروعات الصغرى وتهيئة بيئة عمل جيدة.
> حتى لا ينتظر الخريج وغير الخريج التوظيف وتوفير الوظيفة.. وقد يطول الانتظار ويُهدر الوقت وتضيع الطاقة الشبابية. فلا للانتظار إذن بعد اليوم.
> وشعار المشروع أو من شعاراته أن فكرته الأساسية هي السعي لتغيير طريقة التفكير لدى الشباب.. فيصنع لنفسه فرصة عمل ليتحول بنفسه الى رائد عمل.
وبالانتماء لمشروع جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا هذا تتغير طريقة التفكير في إيجاد فرصة العمل ومصدر الدخل.
> والجهة التي توفر لك الوظيفة.. انظر كيف صنعت لك الوظيفة. وأنت يمكنك بالاستفادة من مشروع دعم الحاضنات بأن تصنع لنفسك فرصة عمل بالتمويل المتاح لك «التمويل الأصغر».
> إذن.. في ذهنك فكرة وفي يدك رأس مال وفي بدنك طاقة شبابية للحركة، وفي نفسك رغبة وعزيمة. بعد ذلك أنت مهيأ لاكتشاف مقدراتك الذاتية.
> وتستطيع أن تعرف أين ستتجه هل الى عمل صناعي أم تجاري أم خدمي؟!
بنشر ثقافة التشغيل الذاتي من خلال مشروع دعم حاضنات الأعمال الذي ترعاه جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، يمكن أن نقرر بأن أي شاب يتحدث عن عدم وجود فرصة عمل وعن انتظار الوظيفة ليس بصاحب همة.
> والناس تتكاثر وطلاب الوظيفة يزدادون وبالمقابل تقل نسبة فرص العمل.
لكن بنشر ثقافة التشغيل الذاتي يمكن ألا يتأثر الكثير جداً من الشباب بقلة نسبة فرص العمل أمام تكاثر الناس وازدياد طلاب الوظيفة. وبلادنا رغم مواردها ليست حتى الآن ذات اقتصاد منتعش. ففواتير الحروب قضت فيها على أخضر الوظائف ويابسها.
> ومن فوائد مشروع دعم حاضنات الأعمال هو إحراز التميز بعيداً عن التقليد والمحاكاة وتكرار التجارب. لأن في ذلك أحياناً يكون مضيعة لوقت وإهداراً للمال.
فالهدف هنا هو أن يقوم المشروع بتوليد أفكار للعمل.. العمل المجدي الذي يساير معادلة العرض والطلب طبعاً.
> والجامعة اذا اكتفت فقط بدور التنوير والتثقيف، يمكن أن تحقق اهدافاً جليلة وسط الشباب.. وهي مع ذلك اجتهدت أيما اجتهاد في إقامة شراكة مع مؤسسات مالية ضخمة مثل بنك السودان المركزي والبنك الإسلامي للتنمية بجدة من أجل أن ترى ما قدمته للشباب نظرياً منقولاً الى التطبيق.
> وهذا طبعاً برهان قاطع على مصداقية الجامعة.. وهي تفكر وتدبر وتدرس ما تقدمه لأبناء الوطن كافة، بقدر ما استطاعت.
> لكن هل للأسرة دور مساعد؟؟!
الجامعة تجيب بنعم طبعاً.. وتقول إن دورها في خدمة الفكرة بإحداث نماذج لمشاريع محلية في الأحياء السكنية.
لكن الأسرة قد تكون لديها مخاوف من ربط أبنائها وهم صغار بفئات عمرية أكبر تؤثر على تصرفاتهم ومفاهيمهم.
هذه المشكلة علاجها التوعية.. والتوعية لا بد أن تكون في إطار عمل رسمي.. هذا العمل هو الآن مشروع دعم حاضنة الأعمال الذي تطلقه جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
هي جامعة عريقة وسبقت عراقتها اسمها الحالي.. وليس غريباً عليها صناعة مثل هذا المشروع، وهي التي قامت أصلاً منذ عقود لتوفير فرصة تعلم الحرف والمهن وإيجاد الوظائف لشباب الوطن. من أجل نهضة الوطن.
غداً نلتقي بإذن الله