عثمان ميرغني

سهر الشوق في العيون الجميلة..!!


يؤسفني للغاية أن جميع الأطراف السياسية السودانية اتفقوا!!
اتفقوا؛ على استمرار الخلاف والاختلاف وإبقاء الحال على ماهو عليه.. وعلى المتضرر –وهو طبعاً الشعب السوداني لا غيره- أن يضرب رأسه بأقرب حائط.
هذا التوافق على التخالف سببه أن السادة الساسة ليسوا بأي حال من المتضررين من الوضع الراهن.. هل قابلكم سياسي واحد لا يدفع مصاريف تعليم الأبناء والبنات مهما ترصعت المدارس أو الجامعات بسبع نجوم مترفات بالرسوم.. أو لا يجد قوت يومه.. أو يكابد دفع فاتورة العلاج – لا قدر الله عند الطلب-..
المثل الشعبي السوداني يجزم أن (النار تحرق الواطيها) .. وهؤلاء الساسة ليس تحت أحذيتهم ناراً لتحرقهم.. هم يمارسون السياسة من باب (أخير من القعاد ساكت).. وليسوا في عجلة من أمرهم.. يتفقون بعد العيد.. أو بعد عام.. أو بعد عشرة أعوام.. لا فرق.. و(على المتضرر) أن يضرب رأسه بأقرب حائط..
ولأن مفردات الأزمة السودانية تحت بند (السهل الممتنع).. لشعب غارق في شبر ماء أوهام سياسية.. فلا زلت أحرٍّض على البحث عن مسار آخر.. ليس على حساب أي جهة أو حوار.. مسار يستلهم مباشرة إحساسه من الشعب (الواقف منتظر).. ويضع الحصان أمام العربة وينطلق في السبيل المفضي لانقشاع حالة التوهم والوهم التي تكبلنا وتعطل سيرنا وسط الأمم.
من الممكن ايقاف الحرب بأسهل مما يتصور الكثيرون.. من الممكن استعادة نعيم السلام والأمن في المناطق الثلاث بل وتحويلها إلى محاور إنتاج وتنمية رائدة تقود بقية أقاليم السودان.. ومن الممكن فض حالة الاشتباك السياسي المقيت الذي يدمر ولا يعمر إلا نيران التخاصم.. ومن الممكن استلهام (تعويذة وطنية) توقد الحماس في الشعب السوداني كما توقد شعلة الصاروخ المنطلق إلى الفضاء.. فينطلق السودان كالرمح في سماء إقليمينا العربي والأفريقي ثم ينافس على المستوى العالمي أيضاً..
كل هذا رهن قدرتنا على الإمساك بزمام المبادرة والخروج عن حالة التقليد الأعمى وتحجر المبادرة التي نغرق فيها بمحض إرادتنا..
ليس مطلوباً أكثر من ثلة من (كرام القوم) تنظر لمصلحة الوطن فوق الذات الشخصية أو الحزبية أو القبيلة.. وتقود مسار لحوار وطني غير تقليدي.. يستوعب المشاركة الشعبية في الرأي والقرار..
لا حرج أن يسير حوار الحكومة موازياً لمبادرات حوارية أخرى.. فـ(في ذلك فليتنافس المتنافسون) كل المطلوب أن يكون عنصر الزمن حاضراً.. فالشعب السوداني أضناه السهر وهو يعد النجوم وينتظر أنفاس الصبح.. أليس الصبح بقريب..!!
حلم آثر الهوى أن يطيله..!!