الأراضي الاستثمارية.. مكمن الجرح
في أول مقالاتنا الاستقبالية، لهدية الرئيس لولاية الخرطوم، معالي الوالي مهندس فريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين، بالمناسبة وقبل أن نذهب بعيدا، قد نحتاج في مستقبل الأيام نحن الإعلاميين إلى التخلص من بعض الحمولة الزائدة في لقب واسم سعادة الوالي، كما كنا نفعل مع الخضر والمتعافي وغيرهما من الولاة، واتصور أننا سنكون بين خياري الوالي الفريق أو معالي الوالي المهندس عبدالرحيم، على أننا سنحتاج إلى تكرار اسم والي الخرطوم في اليوم والليلة عشرات المرات، وذلك بمقدار قطوعات المياه والكهرباء وخروقات الخريف وازدحام الطرقات وأزمات المواصلات و.. و.. فليس من اليسير واللائق إعلاميا تكرار الجملة التعريفية.. (معالي الوالي فريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين).. فنلتمس من سيادتكم العذر، ونحن يومئذ ملكيون موغلون في الملكية المدينة، وقد يكلفكم هذا تجريدكم من بعض الألقاب العسكرية الباهظة جدا !!
* استقبلت سعادة الفريق يومها بمقالة متفاعلة، على أن رأس الأمر وسنامه في الولاية يكمن في (مصلحة الأراضي)، يرفع الله بها ولاة ويحط بها من أقدار ولاة آخرين، بحيث تقاس درجة نجاح والي الخرطوم بمقدار إحكام قبضته وسيطرته على وزارة الشؤون الهندسية، وفي رواية التخطيط العمراني، ومرات البنى التحتية، المهم في الأمر نحن نعني ونستهدف الوزارة التي تضم مصلحة الأراضي !!
* أشيد هذا المقال على أنقاض الحالة التقاعسية، التي صاحبت عمليات التعامل مع ملف الأراضي الاستثمارية في كل المراحل السابقة، مقروء مع قرارات الولاية الأخيرة التي قضت بتجميد التعامل في هذا الملف الحساس، وقف البيع والشراء والتنازل والتبادل واستخراج شهادات البحث للأراضي الاستثمارية، فضلا عن قرارات صارمة مصاحبة من قبل وزارة الصناعة، تقضي بمراجعة عاجلة لاستخدامات الأراضي الاستثمارية، بما يوحي أن هنالك عمليات نزع ومصادرة للأراضي المخصصة التي لم تستثمر أو تلك التي استثمرت خطأ !!
وأتصور أن هذه الثورة الصاح قد بدأت في المكان الصاح، بحيث أن أمر التجميد يعني ترتيب هذا البيت من جديد بإحكام السيطرة واللوائح، وإغلاق كل المنافذ والثغرات التي يتسلل منها ضعاف النفوس، بحيث أن الخسارة في بعض الأحيان تتخطى قيمة قطعة أرض، إلى قطع رأس مشروع قيمي بأكمله !!
* ثم إلى متى تصبح أعز أموال السودانيين وأكرمها وأكثرها تتداول في تجارة العقارات العقيمة، التي من جهة تكون خارج ضريبة الدولة، ومن جهة تعقد أمر السكن والإسكان، ومن جهة ثالثة تدعم عمليات طواحين الهواء لكونها نشاط غير منتج !!
* سيدي الفريق عبدالرحيم، إن لم تفعل خلال ولايتك على الخرطوم إلا أن تحطم (إمبراطورية الأراضي) الرسمية والأهلية، تكون بهذا قدمت لهذه الأمة خدمة لا تقدر بثمن، فقد أوذينا مرتين، مرة بتحكم مجموعة من الأفندية في ثروات البلاد، عبر ما يسمى ملفات الأراضي الاستثمارية وتخصيصها وتخصصاتها وتلاعباتها، ومرة بإنتاج سوق موازٍ ضخم يمتهن هذا النشاط غير المنتج وخارج دورات الاقتصاد.. وليس هذا كل ما هناك.
معالي شنو يا ابكر و لا ابشر,,ياخي ارجلو شوية و بطلو كسير تلج