عثمان ميرغني

مؤتمر المائدة المستديرة.. تفاصيل


حتى لا نضيِّع الزمن في انتظار المجهول.. من الحكمة أن يتحرك أولو الحكمة.. هي مسؤوليتنا كلنا.. ليست الحكومة وحدها.. أن نعمل من أجل مستقبل أرشد.
أرجو أن أضع مزيداً من النقاط فوق حروف (مؤتمر المائدة المستديرة) الذي اقترحته هنا منذ أربع سنوات ولا زلت مؤمناً أنه الوسيلة الأعجل والأفضل للخروج من نفق الأزمة السياسية السودانية..
أقترح أن يكون مؤتمر المائدة المستديرة من دورتين.. الأولى للخبراء.. لا يزيد عددهم عن(40) خبيراً في مختلف المجالات.. مهمتهم وضع الأجندة والمحاور والمفاهيم الأساسية التي يُبْنَى عليها التداول.. وفي تقديري أنهم لن يحتاجوا لأكثر من أسبوع واحد ليقدموا خلاصات متقنة تمنح سفينة الوطن البوصلة التي تقوها إلى الاتجاه الصحيح.
ما أسهل تسمية (40) خبيراً في بلدي المترف بالعقول النيرة والخبرات المعتقة..
ثم أخيراً مؤتمر المائدة المستديرة في دورته الخلاصية ( من خلاصات).. يشارك فيه رؤساء الأحزاب وبعض المنظمات والشخصيات الوطنية المرموقة.. وبما أن الخبراء طحنوا التفاصيل طحناً فما أسهل أن يجد الساسة وصفة سهلة ميسورة في ضمن الخيارات التي يقدمها الخبراء..
المؤتمر في مجمله لا يغوص في التفاصيل.. بمعنى أنه لا يقدم روشتة لحل لمشاكل الاقتصاد ولا العلاقات الخارجية (كما فعلت خارطة طريق الحوار الوطني) فذلك من صميم مهام وتفويض مؤسسات الدولة التي تولد من رحم المعادلة الوطنية التي يقدمها مؤتمر المائدة المستديرة..
حكاية أن يأتي حملة السلاح من الخارج للمشاركة في مؤتمر بالداخل مسألة تثير الدهشة.. الجغرافية في عالم اليوم لا تشكل عائقاً .. الأطباء في أمريكا يجرون عمليات جراحية لمرضى في الأردن دون الحاجة للدخول إلى حجرة العمليات.. هل يحتاج مجرد الحديث والنقاش للحضور الجسدي!! هذا مضيعة للوقت.. من أراد الحضور فنعمَّا هي.. ومن أراد المشاركة من الخارج فتكنلوجيا العصر تجعله مشاركاً بالأصالة داخل قاعة مؤتمر المائدة المستديرة بكل فعالية وحضور..
ليتنا نشرع في الذي لابد منه.. شخصية مرموقة مثل أستاذنا الصحفي المعروف السر سيد أحمد بإمكانه رئاسة جلسات دورة الخبراء.. ثم شخصية أخرى مرموقة مثل البروفيسور الجزولي دفع الله بإمكانه رئاسة دورة الخلاصة النهائية لمؤتمر المائدة المستديرة..
في يدنا الحل.. لماذا نضيِّع الوقت في أرجوحة (الحوار الوطني ) التي فقدت صلاحيتها تماماً؟..
أقوى ضمانات لنتائج هذا المؤتمر هو الشعب السوداني نفسه.. الذي ينتظر بفارغ الصبر (قضية مركزية) واحدة يلتف حولها ويحولها إلى برنامج عمل وطني ملزم للجميع.. ومن خلف الشعب السوداني المجتمع الدولي كله الذي ما عاد يصبر على أزماتنا أكثر مما صبر..
بالله عليكم توكلوا على الله.. وأشرعوا في الذي لابد منه.. أولادنا وأحفادنا لا يستحقون وطناً تركه لنا أجدادنا وآباؤنا في أفضل حال..
فلنبدأ..!!