حسين خوجلي

إعادة الجملة المفيدة البسيطة لسوق التداول


< وجد الكتاب ولم يجد ثمنه، فلم يقرأ، وجد الموضوع ولم يجد قلماً ولا وقتاً ولا مساحة للهدوء فلم يكتب، بدأ في التأمل ولكن ساحة الحوش المليئة بمشجعي الفرق السودانية المهزومة وهواة نكات الموبايل لم يتركوا له فرصة التأمل أو العبادة فآثر الأرق. أكمل الجامعة فلم يجد عملاً فآثر العطالة، وتعود على مصادقة ود عماري.. أحب الفكر والسياسة فلم يجد دائرة فكرية ولم يجد حزباً لضمه، فالأحزاب هذه الأيام تهرب من الناس فكيف تستقطبهم. نضجت ولم تجد عريساً.. ونضج فلم يجد عروسة.. اليأس والفقر وهامش المدينة يطارد الجميع.. الزمان يضيع في المواصلات وسبل كسب العيش عصية على شعب بلا تدريب. وشيئاً فشيئاً يتسلل الأفارقة والآسيويون والخبراء من الدول الأوروبية والعربية التي علمت أبناءها في أرقى جامعات الدنيا ليحكموا ويديروا ويتكاثف على الجميع الهامش. وتبدأ مسلسلات التذمر والعصيان وفي كل يوم يتناقص الريف وتجف النهيرات الصغيرة من الناس والأشياء والمشروعات.. وشيئاً فشيئاً تموت المدن القديمات.. وشيئاً فشيئاً تتناقص المفردات والمعاني.. وشيئاً فشيئاً تكبر المسافات ما بين الحق والأجيال. ويصبح التأريخ مجرد متحف عارض في كهف النسيان. ويصبح الأبطال مجرد مخلوقات من أفلام الكرتون لا تستحق المشاهدة أكثر من مرة واحدة. وشيئاً فشيئاً يتقلص الواقع ويتقزم وتصبح الحقيقة هو ما نشاهده في التلفاز.. وتصبح فلسطين مجرد مقطع بايخ في نشرات الأخبار ويصبح الدم الفلسطيني مجرد (كاتشاب) مثل الذي يلصق في أفلام المقاولات الرخيصة. بصراحة تصبح الدنيا كلها كوماً من الطماطم التي ستعطب في الأيام القليلة القادمة. من منكم يتذكر تفاصيل مأساة دارفور؟ اجابة الجميع بمفردة نعم.. ولكنها بالقطع هي نعم النافية. لا أحد يتذكر شتات الأسر ودمار المدن ويتم الأطفال ودموع الأرامل ومسيرات الفزع والرعب والأرجل الحيرى التي تضرب ليل نهار في صحراوات البؤس والعدمية والمجهول.. ولو أدركت المآل لأنتطرت الموت بلا رهق. أزمة دارفور في الواقع الذي أفرزته آلة الإعلام السودانية والعربية والعالمية.. هي أوراق تطوى مهما كانت بشاعتها ومجموعة من الساسة وبعض القبضايات وسماسرة الحرب من الذين قبضوا ثمن الأدوية التي كادت أن تتلف والأطعمة الفاسدة التي غيروا ورقة صلاحيتها سبع مرات في ذات المطابع التي يملكونها.. هؤلاء كلهم سوف (يعصرون) مجموعاتهم في الميدان وفي المنظمات وفي الكنائس وفي المساجد الضرار إن توقفوا لأن المخزون الفاسد قد انتهى. هل رأيتم مئات العربات الأممية والمنظمات التي لا تحصى ولا تعد.. هل رأيتم الخواجات الذين يسدون الأفق ولا أحد يعرف من هم ومن أين أتوا وما هي مؤهلاتهم.. ولا أحد يعرف كيف يأكلون وأين يسكنون وأين يقذفون بفضلاتهم الجسدية والنفسية لا أحد. < ولأن الشعوب لا تحكم ولأن النخب لا تدبر ولا تقدر ولا تفسر.. فكل شيء في هذه الرقعة من العالم قابل للمكر والمؤامرة.. خاصة أن لا أحد يعرف شيئاً عن أي شيء وفي كل شيء بل لا يعرف شيئاً. أحد المثقفين العرب قال يوماً إن حكومتنا النفطية الراشدة لا تعرف دولاراتها الحقيقية من دخلها البترولي.. لأن تكنولوجيا ملء السفن من النفط خارج تخصصها وخارج إدارتها.. فهي تستلم من الذي يخرجه والذي يعبئه والذي يبيعه والذي يحفظ مدخراته.. وكل هؤلاء شخص واحد وجهة واحدة. لهف نفسي على أبي العيناء ظريف بغداد الذي يتسكع في شوارع العواصم العربية كلها.. ويجيب وحده على النصراني الامريكي القاتل.. والخليفة العباسي يعد أيامه الأخيرات بعدد الجواري اللائي يستطيع نكاحهن، وقد هده السهر وزوال الصبا. ما دمتم يا أهل بغداد قد أكرمتمونا بالخمر والنبيذ، فلماذا لم تقدموا لنا لحم الخنزير.. سكتت كل المراجع الشيعية والسنية والأكراد والتركمان والصمتمان والشراكسة والصابئة. صمت المفتي والإمام والمرجع الثيوقراطي العام وأجاب أبو العيناء اجابته الشهيرة: (لقد وجدنا في لحم البقر والأغنام والجمال بديلاً للحم الخنزير، بيد أننا لم نجد بديلاً للخمر).. وقد أعجبتني الحكاية فصحت كما ذكرت في مقالات وندوات عديدات دائماً هنالك اجابة.. إن لم يتبرع بها العلماء فسيتبرع بها العملاء. وإن لم يقدمها مكتوبة المثقفون فسيهتف بها المهرجون. إننا في حاجة لحكومة أو حكومات تصور الأزمة ببشاعتها الحقيقية.. وتنتقل بعدها لتقول للناس هنالك حياة أفضل وأشرف وأرقى وأروع.. وانكم أنتم أيها (المنسيون) والهامشيون.. أنتم نعم أنتم.. قادرون على التغيير وإحداث الحضارات لا المذابح.. وهذا لعمري قدر جسيم يحتاج لطليعة فكر وزهد والكثير من الوعي والإرادة والشجاعة وحب الآخرين. ولا أحسب أن الساحات والتجمعات وأزمة المواصلات وزيادة تعرفة الماء والكهرباء والخوف والرقابة الأمنية والعسكرية تسمح لأي نبي أو رسول أو مصلح بمخاطبة هذا البشر الذي تم تقييده تماماً بالدولة القطرية والمدن وسحق الوقت والبراءة. سادتي هل أدركتم الآن لماذا انقطع خير السماء قبل أكثر من ألفي عام مما تعدون؟!! < أعجبتني عبارة أحد العلماء الشباب حين قال (إننا لا نقاتل الغرب لأنه كافر بل إننا نقاتله لأنه ببساطة يعتدي علينا). < وللصادق ود آمنة عبقرية في الإيضاح والاخفاء للمربعة الواحدة ومنه بريد الفك في نار القمير والجاز بريد الجرحو من صقط الفواصل خاز بريد القامتو مربوعة ومباسمو لذاذ بريدو وريدو عاجبني ودروبو عزاز