حاوروا الشعب أولاً .. قبل ( 7+7 )
بدلاً من أن تضيّع الدولة وقتها وطاقاتها و وقت الشعب السوداني في مشروع (الحوار الوطني) بطريقته و صورته الراهنة التي ستنتهي لا محالة – إذا استمر الحال على هذا المنوال – إلى أن تحاور أحزاب الحكومة نفسها ، بدلاً من هذا اللت والعجن ما بين الإصرار على (الحوار بالداخل) مع توفير ضمانات لقادة( الجبهة الثورية ) و الدعوة للحوار بأديس أبابا الجميلة دون حاجة لضمانات لوفد الحكومة ، فالأفضل أن تحاور الحكومة الشعب مباشرة .. و الشعب لا يحتاج لضمانات ..لا من الاتحاد الأفريقي و مندوبه ” أمبيكي ” و لا من الاتحاد الأوروبي و لا من الولايات المتحدة الأمريكية ، فشعبنا يحمي رعايا أمريكا المقيمين في أمن و أمان بالفيلل (التي كانت رئاسية) بشارع النيل بالخرطوم لدرجة أنهم نظموا إفطارات جماعية للمارة على قارعة الطريق في شهر رمضان الفضيل تأسياً بسلوك أهل هذا البلد ، وما كانوا ليفعلوا ذلك في ديارهم بولاية ” شيكاغو ” أو ” نيوجرسي ” أو ” منيسوتا ” بعد أن تغيب الشمس في تلك الديار المنتهكة بعصابات الليل المدججة بالسلاح !!
و الحوار مع الشعب يكون بتخفيف وطأة الفقر عليه ، و تفريج همومه المتعلقة بالمعيشة و الصحة و التعليم الذي صار مكلفاً جداً من مرحلة رياض الأطفال إلى كليات الطب بالجامعات الخاصة التي صارت تتسابق في زيادة رسوم الدراسة فوق الـ ( 100 ) ألف جنيه لزوم ( برستيج ) الجامعة ، ما دام وزير الصحة قد زاد رسوم الطب بجامعته إلى ( 150 ) ألف جنيه ( لأنها تستأهل ) !!
ستخسر الحكومة كثيراً إذا نجحت في الحوار مع تحالف معارضة الداخل أو ( الجبهة الثورية ) و شكلت معهم حكومة ( أعرض ) ، وفشلت في تخفيض أسعار السلع الأساسية ومن بينها ( الكهرباء ) أو في أسوأ الحالات المحافظة على أسعارها الحالية ، فقد كان عدد من قادة التحالف أعضاء في البرلمان (المعين)عام 2005 م و في مقدمتهم رئيس التحالف الأستاذ ” فاروق أبوعيسى ” ، وكان بعض قيادات الجبهة و على رأسهم رئيس الجبهة الفريق ” مالك عقار ” وزراء في الحكومة ، وكانت حكومة مضطربة و غير متجانسة ، ولم يكن الشعب سعيداً بها و لا مرتاحاً في معيشته ، وهذا هو الأهم .
ماذا يعني الحوار الوطني للشعب إذا نجح الحوار و زادت أسعار الكهرباء و الخبز و فاتورة المياه و رسوم الضرائب والجمارك و ارتفع الدولار والريال و الدرهم الإماراتي ؟!
لا شيء .. لا قيمة لهذا الحوار إذا جاع الشعب و افتقر أكثر فأكثر .
و من المضحكات المبكيات ما صار يردده بعض المسؤولين نقلاً عن وزير الكهرباء بأن زيادة ( التعرفة ) لن تمس ( الفقراء ) بل ستوجه للقطاعات القادرة و المقتدرة !!
هب أن فاتورة الكهرباء زادت في مصنع زبادي ( كابو ) أو ( دال للمواد الغذائية ) بما يساوي الضعف – مثلاً – هل سيرسل السيد ” أسامة داؤود ” رئيس الشركة خطاب شكر و تقدير لشركة الكهرباء بصورة للوزير ، بينما يبقي على السعر الحالي لعلبة الزبادي ؟! بالتأكيد ستقرر الشركة وغيرها من الشركات و المصانع ، المطاعم ، الفنادق ، المستشفيات والمدارس والجامعات الخاصة و كل ما ينتج باستخدام الكهرباء ، ستقرر زيادة أسعار منتجاتها التي يدفع فاتورتها الفقراء و المساكين !!
( زي الكلام ما تقولوه .. لأنو مضحك و مؤسف ) .
انسوا حكاية الحوار الوطني و (7+7 ).. دي شوية .. وحاولوا حاوروا ( قفة الملاح ) و فواتير العلاج و التعليم الذي أصبح في طريقه إلى خصخصة شبه كاملة وبقية الخدمات والأمس نصح الوالي الأسبق للخرطوم دكتور ” المتعافي ” الوالي الحالي الفريق ” عبدالرحيم ” بخصخصة مشروع النظافة .. و هاك يا خصخصة .. طيب الحكومة بتعمل شنو ؟؟ رسوم و إيصالات إلكترونية ؟!!
اول مرة اصدق انك صحفي
اقترح عمل استبيان وتوزيعه للعاملين بالدولة للكتابة عن الفساد في مؤسسات الدولة حتلقو العجب بعدين سلموه لبكري حسن صالح لو عاوز جد الاصلاح